أعلن الجيش الروسي أمس ان النظام السوري استجاب لطلب موسكو واعرب عن استعداده لاعلان وقف القصف في خان شيخون المدينة الخاضعة لسيطرة المعارضة، في حال وافقت الدول الغربية على ارسال بعثة تحقيق الى المدينة التي تعرضت الى هجوم كيماوي اتهمت واشنطن النظام بالوقوف وراءه ونفذت اثر ذلك ضربة عقابية على مطار الشعيرات.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: ان النظام «مستعد لاعلان تجميد كامل لاعمال قواته المسلحة وطيرانه ومدفعيتها في هذه المنطقة بهدف ضمان أمن بعثة خبراء في خان شيخون» في محافظة ادلب شمال غرب البلاد.
وأوضح البيان ان دمشق مستعدة لاتخاذ هذا القرار بطلب من روسيا.
وأكدت الوزارة الروسية ان «زملاءنا السوريين أكدوا أيضا رغبتهم في ضمان الظروف الامنية اللازمة» لعمل بعثة خبراء خاصة في مطار الشعيرات الذي تعرض للضربة بصواريخ اميركية بعد تقارير استخباراتية افادت بأن الطائرات التي قصفت خان شيخون انطلقت منه.
ويأتي ذلك بعد رفض واشنطن واوروبا إشراك خبراء روس وايرانيين في التحقيقات التي اجرتها منظمة حظر الاسلحة الكيماوية واكدت استخدام السارين في الهجوم.
وفي السياق، اتهمت المعارضة طيران النظام حربي بقصف مدينة خان شيخون ذاتها بعدة صواريخ استهدفت السوق الشعبي، بعد ان بدأت الحياة تعود الى المدينة تدريجيا اثر حركة النزوح التي شهدتها بعد مجزرة الكيماوي. واسفر الهجوم عن مقتل ستة اشخاص بينهم طفلان، والعديد من الجرحى.
وقالت شبكة «شام» ان الطائرات الحربية الروسية اغارت على بلدات ركايا سجنة والنقير وكفرسجنة ومعربليت والطريق الواصل بين (النيرب- اريحا) موقعة العديد من الجرحى بين المدنيين ودمارا كبيرا في المناطق المستهدفة.
وفي سياق آخر، دخلت الميليشيات الكردية التي تهيمن على قوات سوريا الديموقراطية «قسد» أمس جزءا من مدينة الطبقة التي تعد احد معاقل تنظيم داعش في محافظة الرقة، وفق ما اكد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الانسان.
ونقلت وكالة فرانس برس عن المرصد قوله: ان «قسد» دخلت «لأول مرة الى مدينة الطبقة التي تحاصرها من الجهات كافة، وتمكنت من السيطرة على نقاط عدة في القسم الجنوبي ومن التقدم في اطرافها الغربية».
واكدت «قسد» على موقعها الالكتروني تقدمها في الجبهات «الغربية والشمالية الغربية والجنوبية» في المدينة، مشيرة الى سيطرتها على دوار ونقاط عدة في غرب المدينة «وتحريرها قسما من حي الوهب في الجبهة الجنوبية».
وبحسب المرصد، تترافق المعارك بين الطـرفين مع غارات كثيــفة للتحالف الدولي بقيادة واـشنطن على مواقع داعش على أطراف المدينة.
وتسببت احدى هذه الغارات أمس «في مقتل ثمانية مدنيين من عائلة واحدة، بينهم خمسة اطفال، بعد استهداف سيارة كانوا على متنها لدى محاولتهم الفرار من الجهة الجنوبية الغربية للمدينة» بحسب المرصد.
في غضون ذلك، خرجت أمس الدفعة السادسة من مهجري حي الوعر في مدينة حمص متوجهة الى جرابلس في الريف الشمالي لحلب.
ويبلغ عدد مهجري الدفعة الجديدة ١٦٥٠ شخصا بينهم ٣٦٠ عائلة، وتم نقلهم عبر خمسين باصا وسبع شاحنات باتجاه مدينة جرابلس.
وتتضمن الدفعة العديد من الحالات الخاصة منهم ٢٥ عائلة من الأيتام والمعتقلين وثماني حالات من الاعاقة و٤٠ حالة من الأمراض المزمنة إضافة الى ١٠٠ رضيع.
من جهتها، اكدت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) خروج 16 حافلة من الوعر تنقل 115 من المسلحين و475 من أفراد عائلاتهم. ونقلت الوكالة عن محافظ حمص طلال البرازي أن «عملية الخروج مستمرة بنجاح دون عقبات بإشراف قوى الأمن الداخلي السورية والشرطة العسكرية الروسية إضافة إلى مشاركة فاعلة وتنظيمية وخدمية من فريق الهلال الأحمر العربي السوري».
وأضاف البرازي أن «الفترة الحالية تعتبر فترة انتقالية ريثما يتم خروج كامل المسلحين»، مبينا أنه بعد 13 مايو الشهر القادم سيكون حي الوعر خاليا من السلاح والمسلحين، حيث ستبدأ ورشات صيانة الكهرباء والاتصالات والمياه بالقيام بأعمالها داخل الحي، وذلك استكمالا لأعمال الصيانة التي بدأت منذ فترة في محيط حي الوعر ومداخله الرئيسية.