- زاخاروفا: إصرار الغرب على رحيل الأسد يؤدي إلى طريق مسدود
افاق سكان دمشق فجر أمس على أصوات انفجارات ضخمة سببها قصف إسرائيلي على قواعد عسكرية تابعة للنظام وإيران في مطار دمشق الدولي، على ما ذكرت مصادر متطابقة من النظام والمعارضة اضافة الى مصادر إسرائيلية.
القصف الذي لقي إدانة روسية، اعترف به وزير الاستخبارات الإسرائيلي إسرائيل كاتس، وقال ان هدفه هو «منع نقل أسلحة إلى حزب الله في لبنان.
ورغم أن إسرائيل تلتزم الصمت عادة، لكن كاتس قال «الواقعة التي حدثت في سورية تتماشى تماما مع سياسة إسرائيل بالتحرك لمنع إيران من تهريب الأسلحة المتطورة لحزب الله عبر سورية».
من ناحيته، انتقد الكرملين الضربات الإسرائيلية التي جاءت بعد يوم واحد من اعلانه أن منظومة الدفاع الروسية باتت تحمي كل الاجواء السورية، داعيا «كل الدول» الى «ضبط النفس» محذرا من «تصاعد التوتر».
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين «نعتبر انه على كل الدول ممارسة ضبط النفس لتجنب تصاعد التوتر في منطقة مضطربة أساسا وندعو الى احترام سيادة سورية».
وكانت «رويترز» نقلت عن مصادر من المعارضة السورية المسلحة ومصادر استخباراتية إقليمية، ان إسرائيل قصفت مستودعا للأسلحة يديره حزب الله اللبناني قرب مطار دمشق حيث تنقل طائرات تجارية وطائرات شحن عسكرية السلاح بانتظام من طهران.
وأظهر فيديو نشر مواقع تابعة للمعارضة على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الضربات الجوية الإسرائيلية التي وقعت قبل الفجر أدت لنشوب حريق بالمطار الواقع شرقي دمشق مما يشير إلى إصابة مصادر وقود أو أسلحة تحتوي على متفجرات.
ومن جهته، اتهم التلفزيون السوري إسرائيل بقصف موقع عسكري جنوب غربي المطار بالصواريخ، لكنه لم يذكر إصابة أي أسلحة أو مخازن وقود.
وبعد ساعات على وقوع الانفجارات، نقل عن مصدر عسكري سوري «تعرض أحد المواقع العسكرية جنوب غرب مطار دمشق الدولي إلى عدوان إسرائيلي بعدة صواريخ أطلقت من داخل الأراضي المحتلة، ما أدى إلى حدوث انفجارات في المكان نتج عنها بعض الخسائر المادية».
ونقل مصدران كبيران في المعارضة السورية في منطقة دمشق عن مراقبين على المشارف الشرقية للعاصمة قولهم إن خمس ضربات أصابت مستودعا للذخيرة تستخدمه فصائل مسلحة تدعمها إيران.
وقال ديبلوماسي غربي إن الضربات الجوية بعثت برسالة سياسية قوية لإيران مفادها أنها لن تستطيع بعد الآن استخدام المجال الجوي لسورية والعراق في إعادة إمداد وكلائها في سورية.
في المقابل، تعرضت مدن وبلدات ريف محافظة إدلب أمس لأكبر حملة تصعيد جوية من قبل الطيران الحربي الروسي والسوري بدأت منذ ساعات الفجر الأولى استهدفت عدة مشافٍ ونقاط طبية ومناطق مدنية، وخلفت أكثر من 18 قتيلا وعشرات الجرحى، إضافة لدمار في المشافي والمواقع المستهدفة بشكل كبير، بحسب تقرير لشبكة «شام» الاخبارية.
وأول الاهداف كان مستشفى الجامعة السورية بريف معرة النعمان الشرقي التي استهدفتها عدة غارات، أصابت مبنى المشفى بشكل مباشر، ما أدى لمقتل 3 مرضى كانوا في قسم الإنعاش وجرح عدد من المراجعين وعدد من الكادر الطبي، إضافة لدمار كبير حل بالمشفى، تلا ذلك استهداف جنازة لتشييع القتلى في بلدة معرشورين القريبة، خلفت أربعة قتلى اضافيين وعشرات الجرحى بينهم أطفال ونساء.
كما تعرضت نقطة طبية تابعة لمنظمة شام بالقرب من بلدة معرزيتا بريف إدلب الجنوبي لقصف جوي مباشر، خلف حرائق في النقطة الطبية، قبل استهدافها من جديد بعد وصول فرق الإسعاف والدفاع المدني، وخلف أربعة قتلى من طواقم الإسعاف، واحتراق عدة سيارات إسعاف وسيارات للدفاع المدني السوري.
وفي الحولة بريف حمص الشمالي، تعرضت مدينة الحولة لليوم الرابع أمس، لقصف مدفعي وصاروخي عنيف تخللته نحو 60 غارة جوية بالصواريخ الفراغية والمظلية مما أسفر عن 8 قتلى وثلاثين جريحا بينهم أطفال ونساء.
على صعيد آخر، اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن تركيز الغرب على فكرة الاطاحة برئيس النظام السوري بشار الاسد يقود تسوية الأزمة إلى مأزق.
وقالت زاخاروفا في تصريحات نقلتها وسائل الاعلام الروسية، ان جوهر التفكير الغربي لا يتعدى مقولة «على الأسد أن يرحل، ».. هذا ما يركز عليه العالم الغربي ويحتمل ألا تكون لديهم أي رغبة في إدارة الوضع في المسار السياسي»، مؤكدة أن «هذا ليس طريق الخروج (من الأزمة).. هذا طريق مسدود».