شهدت المناطق الشمالية الشرقية من سورية هدوءا نسبيا بعد انتشار القوات الاميركية للفصل بين حليفيها، ميليشيات وحدات حماية الشعب الكردية السورية من جهة والقوات التركية من جهة أخرى.
وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (الپنتاغون)، الكابتن «جيف ديفيس»، توجه قوات أميركية إلى الحدود السورية- التركية لمراقبة إيقاف إطلاق النار، مشددا على أن واشنطن تحث «جميع الأطراف المعنية على التركيز على العدو المشترك وهو تنظيم داعش».
وأفادت صحيفة وول ستريت جورنال أمس بأن القوات الأميركية بدأت فعلا تسيير دوريات على الحدود التركية- السورية لمنع وقوع اشتباكات جديدة بين القوات التركية والميليشيات الكردية.
وفي هذا الصدد، قال الكولونيل جون دوريان المتحدث باسم قوات التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة «إن القوات الأميركية تقوم بدوريات في شمال سورية للحفاظ على الاستقرار بالمنطقة ومنع وقوع الحوادث التي يمكن أن تحول مسار الجهود الرامية إلى هزيمة داعش في سورية».
لكن هذا الهدوء يبقى هشا واحتمال المواجهة التركية- الكردية مازال قائما، خاصة إذا ما قرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ارسال قواته البرية بعد الغارات التي شنتها طائرات تركية على مواقع الميليشيات الكردية التي تشكل عماد قوات سوريا الديموقراطية «قسد» التي تستخدمها واشنطن لقتال داعش في الطبقة والرقة.
وقد أعلن أردوغان أمس ان مدينة منبج هي الهدف التالي لقواته، بعد ان اعلن قبل اسابيع انتهاء عمليات درع الفرات لتطهير الحدود من داعش. واضاف: قلنا إن مدينة منبج هي هدفنا المقبل ونؤكد أننا على استعداد لتنفيذ عملية الرقة بالتعاون مع قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
واعتبر اردوغان ان تركيا والولايات المتحدة يمكنهما اذا وحدتا قواهما تحويل الرقة المعقل الرئيسي لتنظيم داعش في سورية إلى «مقبرة» للتنظيم.
وأضاف في كلمة ألقاها في إسطنبول ان «أميركا الهائلة، والتحالف وتركيا قادرون على توحيد قواهم وتحويل الرقة الى مقبرة لداعش».
وسبق ان دعا واشنطن الى عدم التركيز على داعش واهمال باقي الإرهابيين، حيث تعد انقرة الميليشيات الكردية السورية امتدادا لحزب العمال الكردستاني.
وقبل ايام من توجهه للقاء الرئيس دونالد ترامب في اول زيارة له بعد اقرار التعديلات الدستورية، قال اردوغان إنه سيعرض عليه «وثائق» تثبت ارتباط وحدات حماية الشعب بحزب العمال الكردستاني.
وبالفعل، حركت تركيا قوات برية باتجاه مقاطعة شانلي اورفة قرب الحدود السورية بحسب وسائل اعلام محلية تركية. ونقلت وكالة اسوشيتدبرس عن وكالة اخلاص التركية الخاصة، أنها رصدت قافلة من ناقلات الجند والآليات العسكرية تتجه من مقاطعة كليس باتجاه شانلي اورفة في جنوب شرق البلاد.
ونقلت عن مسؤولين اتراك أن هذه القوات تتم اعادة تموضعها في المنطقة بعد انتهاء عملية درع الفرات لدعم الجيش الحر في سورية. واضاف المسؤولون انه يمكن استخدام هذه القوات ضد الميليشيات الكردية «اذا دعت الحاجة».
وفي المقابل، نقلت اسوشيتدبرس عن ريدور خليل المتحدث باسم الميليشيات الكردية قوله «لدينا معلومات حول حشود كردية في المناطق الحدودية المواجهة لمدينة تل ابيض وغيرها، لكن الأهداف غير واضحة».
وآمل ألا تكون الخطوة التركية تهدف للتصعيد الميداني. واكد خليل ان الميليشيات الكردية غير متواجدة في المنطقة، وان قوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن هي التي تقوم بمراقبة المنطقة.