عواصم - وكالات: لم تنعكس الهدن التي عقدت في بعض مناطق الصراع في سورية على الحراك السياسي. وكما كان متوقعا، انتهت اجتماعات الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة مع منصتي «القاهرة» و«موسكو» في الرياض أمس دون التوصل الى اتفاق.
وصرح المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان، بأن سبب عدم التوصل الى اتفاق هو رفض «منصة موسكو» الإقرار برحيل الرئيس بشار الأسد، وألا يكون له أي دور له في السلطة الانتقالية، وطالبت بالإبقاء على دستور 2012 مع بعض التعديلات، وهو الأمر الذي ترفضه الهيئة.
ولفت البيان الى ان هناك قدرا مهما من التفاهم بين وفد الهيئة العليا ووفد منصة القاهرة، في حين «أعاق تشدد مندوبي منصة موسكو دون الاستمرار في الجهود لضم ممثلين عن المجموعتين» إلى الوفد الموحد الى مفاوضات جنيف المقبلة وهو أحد الأهداف الرئيسية للاجتماع.
وقال مستشار الهيئة العليا، «يحيى العريضي»، في تصريح نقلته شبكة شام الإخبارية، «اجتمعت كل أطياف المعارضة في الرياض، للتوصل الى حل، لافتا الى ان منصة موسكو رفضت الإقرار بثوابت الثورة».
وأكد العريضي، أن مؤتمر «الرياض2» سيعقد في شهر أكتوبر المقبل، وسيضم شخصيات ومؤسسات تمثل المعارضة بشكل أوسع مثل مؤسسات لمجتمع المدني ومؤسسات حقوق الإنسان.
وتابع «لا نستطيع أن نقول إن اجتماعات الرياض فشلت، بل كل من الهيئة ومنصتي موسكو والقاهرة متمسكة بأجنداتها وثوابتها، وثوابت منصة موسكو ملتزمة بإملاءات روسيا الي تسعى لنسف المعارضة، مشددا على أن «الهيئة ملتزمة بثوابت الثورة ومطالب الشعب السوري».
من جهتها، أعلنت منصة موسكو أن السبب الأساسي من الخلاف يعود إلى إصرار الهيئة العليا على طرح شروط مسبقة تتعلق برحيل بشار الأسد، الأمر الذي ترفضه المنصة المدعومة من روسيا.
بموازاة ذلك، أعلنت كازاخستان أمس تأجيل الجولة المقبلة لمحادثات «استانا» حول سورية التي كان تخطط روسيا لعقدها نهاية الشهر الجاري.
وأفادت وزارة خارجية كازاخستان عبر موقع «فيسبوك» بأنه سيتم تحديد تاريخ المحادثات خلال اجتماع يعقد هذا الشهر بين خبراء من روسيا وتركيا وايران، مشيرة إلى أنه «مبدئيا، قد نكون نتحدث عن منتصف سبتمبر تقريبا».
وأوضحت الوزارة أن الإعلان كان نقلا عن تصريحات وزير خارجية كازاخستان خيرت عبد الرحمنوف للصحافيين على هامش اجتماع للحكومة والذي أكد أن تغيير التاريخ يستند إلى «معلومات وصلت من روسيا».
وصرح عبد الرحمنوف، بأن الدول الضامنة لاجتماعات استانا، وهي روسيا وايران وتركيا، ستعقد اجتماعا فنيا على مستوى الخبراء، قبل نهاية أغسطس الجاري، لافتا الى أنه «سيتم تحديد جدول الأعمال ومواعيد انعقاد الاجتماع القادم في إطار عملية أستانا لتسوية الوضع في سورية».
وأكدت وكالة «سبوتينك» الروسية، انه وفقا لتصريحات عبدالرحمنوف، فإن الاجتماع الفني لن يعقد في أستانا وإنما في مكان تحدده الدول الضامنة.