بعد نجاحها في التعاون مع كل من ايران وتركيا، في فرض أربع مناطق لما يسمى بـ«خفض التصعيد»، قالت مصادر مطلعة ان روسيا تسعى الآن للانتقال الى المرحلة التالية، وتتضمن تنظيم ما يعرف بـ«مؤتمر حميميم»، مشيرة الى انه سيكون بتوافق روسي - أميركي، وستكون تركيا غائبة حاضرة فيه حيث لن يسمح لها بالتدخل في مخرجات المؤتمر، وستكون بصفة مراقب فقط.
وقالت مصادر، إن موسكو تعمل على خطة لتهيئة الجو للدخول في اجتماعات حوارية بين أقطاب المواجهة من طرفي النظام السوري والمعارضة.
وتتضمن عقد حوارات في قاعدة حميميم الروسية في محافظة اللاذقية، بين ممثلين ما يسمى المصالحات والمجالس المنبثقة عن اتفاقيات خفض التصعيد.
وتشمل أيضا ممثلين من الإدارة الذاتية للمناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون الأكراد.
ونقلت شبكة «شام» الإخبارية عن المصادر أن لقاءات حميميم ستمهد لمرحلة ثانية من المشاورات واللقاءات بين الأطراف جميعا في مؤتمر وطني عام بحسب رؤية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عرف باسم «مؤتمر شعوب سورية»، ينعقد هذا المؤتمر في مطار دمشق الدولي وبضمانات روسية.
وأكدت المصادر أن مؤتمر الشعوب سيجمع المئات من الشخصيات المعارضة للنظام، من غالبية المنصات السياسية أبرزها منصتي موسكو والقاهرة، وممثلي المصالحات ولجان خفض التصعيد، وممثلين عن الإدارات الذاتية، والمجلس الوطني الكردي، وكل من يؤمن بالحل السلمي على الطريقة الروسية، أما ما يخص الرافضين لحضور المؤتمر، فقد أشار مراقبون الى أن الرافضين سيتم تحييدهم عن المشاركة في أي عملية سياسية مرتقبة ويحرمون من قطف مكاسبها.
كما تشمل الخطة الروسية اقتراح إصلاحات سياسية في سورية على مختلف المستويات، تبدأ بانتخابات محلية وبرلمانية وصولا لانتخابات رئاسية في عام 2021، وهيئة انتقالية يكون بشار الأسد على رأسها.
في هذه الأثناء، وقع النظام السوري مذكرة تفاهم مشترك للتعاون العسكري مع إيران، والاتفاق على تطوير التعاون والتنسيق بين الجيشين في مختلف المجالات.
وأفادت وكالة «إرنا» الإيرانية أمس، أن رئيس الأركان الإيراني، محمد باقري، وقع خلال زيارته إلى سورية المذكرة مع رئيس أركان جيش النظام السوري، علي عبدالله أيوب.
وقال باقري عقب توقيع المذكرة إن «تطویر التعاون العسكري بمختلف أبعاده التدريبية والعملانیة والاستخبارية واللوجستية».
من جهته، قال موقع «الوطن أونلاين»، المقرب من النظام، إن «المذكرة تنص على تطوير التعاون والتنسيق بين الجيشين في مجالات التدريب وتبادل الخبرات القتالية الميدانية، والمعلومات الاستخبارية والتكنولوجية العسكرية».
ميدانيا، استعاد جيش النظام والميليشيات المقاتلة الى جانبه، أمس السيطرة على مدينة القريتين في محافظة حمص في وسط البلاد، بعد ثلاثة أسابيع من استيلاء تنظيم داعش عليها للمرة الثالثة، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
وذكرت الوكالة أن «وحدات من الجيش تعيد الأمن والاستقرار الى مدينة القريتين بعد القضاء على مجموعات ارهابيي داعش التي تسللت الى المدينة».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان بحسب وكالة فرانس برس، إن التقدم حصل «بعد انسحاب أكثر من مائتي عنصر من التنظيم ليلا باتجاه مناطق البادية، بعدما أطبقت قوات النظام حصارا كاملا على التلال المحيطة بالمدينة».