بات دور الميليشيات الايرانية لاسيما في الجنوب السوري محل خلاف بين روسيا من جهة وكل من اميركا واسرائيل من جهة اخرى.
فقد أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف ان المذكرة الروسية ـ الأميركية حول سورية لا تنص على سحب القوات الايرانية من سورية وهو هدف تطالب به الولايات المتحدة.
ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء عن بيسكوف القول ان المذكرة التي اقرها الرئيسان فلاديمير بوتين والاميركي دونالد ترامب على هامش قمة منظمة التعاون في آسيا والمحيط الهادي في فيتنام قبل ايام، لا تتضمن اي تفاصيل حول انسحاب القوات الايرانية من سورية.
واضاف ان الخبراء الروس والاميركيين عملوا على بلورة المذكرة قبل ان يقرها وزيرا خارجية البلدين ويوافق عليها الرئيسان بوتين وترامب.
وجاء ذلك ردا على تصريح مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أكد إثر اللقاء الخاطف الذي جمع الرئيسين في فيتنام أن روسيا وافقت على «العمل مع النظام السوري على إبعاد قوات مدعومة من إيران إلى مسافة محددة» من هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل في حرب العام 1967.
بيد ان إسرائيل أيدت «خيبة أملها» من الاتفاق «الأميركي ـ الروسي ـ الأردني»، الخاص بـ «ترتيبات وقف إطلاق النار في جنوبي سورية»، والذي تم التوصل له السبت الماضي.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية عن مصادر أمنية وسياسية إسرائيلية، لم تحدد هويتها، «استيائها من أن الاتفاق ينص على إبعاد العناصر الإيرانية حتى 20 كيلومترا فقط من هضبة الجولان». في حين تطالب اسرائيل بأن يتم ابعادها الى اكثر من 40 كيلومترا في الداخل السوري. وأضافت المصادر ذاتها ان «الغموض يكتنف كيفية تطبيق الاتفاق»، ولفتت إلى أن مسؤولين إسرائيليين أجروا مؤخرا محادثات في واشنطن وموسكو بهدف تحسين شروط الاتفاق بما يلبي مطالب إسرائيل الأمنية.
من جانبه، ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إنه أبلغ الولايات المتحدة وروسيا بأن إسرائيل ستواصل التحرك بحرية عبر الحدود السورية وأنها لن تلتزم بمساعي الهدنة التي يسعى إليها الجانبان.
وقال نتنياهو في تصريحات علنية لأعضاء من حزبه الليكود في البرلمان «نسيطر على حدودنا ونحمي بلادنا وسنواصل القيام بذلك».
وأضاف «أبلغت أيضا أصدقاءنا، أولا في واشنطن وكذلك أصدقاءنا في موسكو، بأن إسرائيل ستتصرف في سورية بما في ذلك جنوب سورية وفقا لفهمنا ووفقا لاحتياجاتنا الأمنية».
في هذا الصدد، قال وزير التعليم وزعيم حزب «البيت اليهودي» نفتالي بنيت ان إسرائيل «تدرس الاتفاق الأميركي ـ الروسي، بشأن إبعاد قوات إيرانية عن هضبة الجولان»، وقال للإذاعة إن إسرائيل «أوضحت لواشنطن وموسكو انها لن توافق على تموضع إيراني في سورية». وأضاف «القضية تزيد إشكالا كلما اقتربت هذه القوات من حدودنا، وإسرائيل لن تسلم بذلك».
وكانت القناة الثانية في التلفاز الإسرائيلي قد أشارت إلى أن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي غادي أيزنكوت اجتمع سرا في العاصمة البلجيكية بروكسل مؤخرا مع قائد القوات الأميركية في أوروبا الجنرال كيرتيس سكيبروتي، وبحث معه الخطوات الايرانية في الشرق الاوسط وخصوصا في سورية.
وبحسب الإذاعة الإسرائيلية فإن هذا هو «ثاني اجتماع لهما خلال أسبوعين، مما يعكس مدى القلق الاسرائيلي حيال التطورات الاخيرة في المنطقة».
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي أفغيدور ليبرمان قد قال السبت الماضي ان إسرائيل لن تسمح للمحور الشيعي بتحويل سورية إلى قاعدة انطلاق أمامية.
وأضاف ليبرمان في تصريح صحافي نقلته «الأناضول» ان إسرائيل تنظر «بعين الخطورة الشديدة الى أي مساس بسيادتها، وسترد بقوة على أي تصرف استفزازي».
وكان المتحدث باسم الحكومة الأردنية محمد المومني قد أعلن السبت الماضي عن اتفاق ثلاثي أميركي ـ روسي ـ أردني، على إنشاء «منطقة خفض التصعيد المؤقتة» في جنوب سورية.
ونقلت وكالة الانباء الاردنية الرسمية عن المومني قوله ان الاتفاق الجديد «يدعم الترتيبات التي اتخذتها الدول الثلاث في السابع من شهر يوليو الماضي لدعم اتفاق وقف اطلاق النار على طول خطوط التماس المتفق عليها في جنوب غرب سورية وبدأ العمل به في التاسع من الشهر ذاته».