- واشنطن تؤكد أن القوات الكردية تهدف لحفظ الأمن الداخلي وتأمين عودة اللاجئين
ازداد المشهد تعقيدا في الشمال السوري، مع تصاعد التهديدات والتهديدات المضادة من قبل الاطراف الفاعلة ميدانيا.
اذ تحاول الولايات المتحدة تهدئة مخاوف تركيا التي رفعت بدورها حالة التأهب لجيشها على حدود سورية وأرسلت رئيس اركانها ومدير استخباراتها الى موسكو للتنسيق حول الضربات التي تعتزم شنها ضد الميليشيات الكردية في عفرين ومنبج، فيما اعتبر النظام السوري أن أي اجتياح عسكري تركي سيتم التعامل معه على انه احتلال. وترد معلومات من دمشق حول تنسيق النظام مع وحدات الحماية الكردية التي تسيطر على قوات سورية الديموقراطية «قسد».
ومنذ اعلان عزمها تشكيل قوات حدودية قوامها مسلحو قسد، تسعى واشنطن لطمأنة انقرة والتخفيف من حدة ما قد تقدم عليه، حيث نفى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ان بلاده لديها نية إنشاء قوة كردية على الحدود السورية التركية وقال إن هذه المسألة «أسيء طرحها».
وأضاف على متن الطائرة التي أقلته إلى واشنطن عائدا من كندا، حيث حضر اجتماعا عن كوريا الشمالية «كان كلام البعض غير دقيق. نحن لا ننشئ قوة حدودية على الإطلاق». وقال إنه تم إطلاع المسؤولين الأتراك على النوايا الأميركية لضمان توفير عناصر محلية للأمن في المناطق المحررة».
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (الپنتاغون) اعترفت في بيان صدر قبل تصريحات تيلرسون انها تدرب حلفاءها الاكراد في قسد، لكنه شدد على انه لا يعتزم انشاء «جيش» كردي في سورية.
وأوضح ان هذه القوات الامنية تركز على مسائل الامن الداخلي «من اجل منع مقاتلي داعش من مغادرة سورية ومن اجل تحسين الأمن في المناطق المحررة وضمان تمكن السوريين الذين نزحوا بسبب الحرب من العودة إلى مناطقهم».
اما تركيا، فقد قالت إنها لن تتردد في التحرك في عفرين وغيرها من المناطق في سورية إذا لم توقف الولايات المتحدة دعمها للميليشيات الكردية، وأكدت أنها لن تسمح بتشكيل «جيش إرهابي» على حدودها.
وشكك وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بأن «تصريحات مسؤولين أميركيين بشأن مخاوفنا بشأن الحدود السورية غبر مطمئنة ولم ترضنا بالكامل».
وقال جاويش أوغلو امس إن بلاده تبحث مع روسيا وإيران استخدام المجال الجوي في سورية في العملية العسكرية منعا لوقوع حوادث.
وطالب أوغلو في لقاء مع قناة (سي.ان.ان) الناطقة بالتركية روسيا بعدم معارضة العملية العسكرية في (عفرين) مبينا أن بلاده ستعمل على التنسيق مع موسكو حول الوضع في سورية.
وعلى الارض، رفع الجيش التركي حالة التأهب القصوى، استعدادا لشن العملية المحتملة في عفرين.
ووصلت تعزيزات عسكرية إلى الوحدات المنتشرة على الحدود مع سورية، وبالتحديد إلى قضائي «خاصة» و«قرقهان» بولاية هطاي المحاذية للحدود السورية.
كما توجه رئيس الأركان التركي الفريق الأول، خلوصي آكار، إلى العاصمة الروسية موسكو، أمس الخميس، للقاء نظيره الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف.
وقالت رئاسة الأركان التركية، في بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني، إن آكار غادر إلى روسيا برفقة رئيس الاستخبارات التركي هاكان فيدان.
في المقابل، حذر النظام السوري تركيا من شن عملية عسكرية في عفرين، وقال إن الدفاعات الجوية السورية مستعدة للتصدي لمثل هذا الهجوم.
وقال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية في تصريحات نقلتها وسائل إعلام رسمية «نحذر القيادة التركية أنه في حال المبادرة إلى بدء أعمال قتالية في منطقة عفرين فإن ذلك سيعتبر عملا عدوانيا من قبل الجيش التركي».
من جهته، حذر عضو مجلس الشعب السوري عمر أوسي من جدية التهديد التركي، معتبرا أن هناك احتمالا كبيرا لاجتياح عسكري تركي للأراضي السورية خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة. ونقلت صحيفة «الوطن» السورية عن أوسي أن تركيا ستفاجأ إن حاولت مهاجمة عفرين.
وكشف عن لقاءات جرت وما زالت تجري بين قيادات وحدات الحماية الكردية وبين قيادات عسكرية سورية وروسية في حميميم وفي غير حميميم، تمنى أن ينتج عن هذه اللقاءات موقف موحد، للوقوف في وجه تركيا، سواء في عفرين أو مناطق أخرى.