- الجيش التركي ينفي استهداف مستشفى في سورية
حذرت روسيا من ضربة أميركية وشيكة ضد النظام، في وقت يستمر فيه النزوح الجماعي من الغوطة الشرقية تحت مرأى ومسمع العالم والأمم المتحدة التي اتهمتها المعارضة بالفشل في منع وقوع الجرائم ضد الإنسانية.
وقال رئيس غرفة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية سيرغي رودسكوي، إن الولايات المتحدة تحضر لتوجيه ضربات ضد أهداف للنظام باستخدام الصواريخ المجنحة «كروز».
وذكر رودسكوي خلال مؤتمر صحافي عقدته وزارة الدفاع الروسية، أن واشنطن دربت مسلحين في سورية لتنفيذ استفزازات باستخدام أسلحة كيميائية.
واتهم منظمات انسانية دون ان يسميها بتزويد المعارضة السورية جنوبي البلاد، بمواد كيميائية لتصنيع السلاح، تحت غطاء حمولات من المساعدات الإنسانية.
من جهتها، حملت المعارضة السورية مجلس الامن التابع للامم المتحدة مسؤولية الفشل في منع الجرائم في سورية بما في ذلك الهجوم على الغوطة الشرقية التي استمر هروب المدنيين منها.
وقال رئيس هيئة التفاوض في المعارضة نصر الحريري في مؤتمر صحافي في الرياض إن الامم المتحدة، تتحمل «بشكل مباشر مسؤولية السكوت عن هذه الجرائم وعدم اتخاذ الاجراءات التي تمنع من حدوثها».
وأكد أن 12 مليون سوري تم تهجيرهم داخليا وخارجيا خلال سبع سنوات فيما تم اعتقال نحو 250 ألفا في سجون النظام وسقوط نحو 500 ألف قتيل على أيدي قوات النظام.
واتهم النظام باستخدام «الأسلحة الكيماوية والقنابل المحرمة دوليا ضد المدنيين وان هناك توثيقا لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبها النظام».
وقال ان النظام استخدم كل أنواع الأسلحة في الحملة العسكرية على (الغوطة) وإن المدنيين المحاصرين فيها قد يتعرضون لجرائم إبادة جماعية مبينا ان قوات النظام استخدمت مدنيين فارين منها كدروع بشرية.
ميدانيا، لم يتوقف القصف والغارات في حصد أرواح المدنيين حتى أولئك الذين يحاولون الفرار من الغوطة الشرقية والذين استمر تدفقهم بالآلاف أمس.
وسقط العشرات قتلى نتيجة القصف الجوي المكثف على ما تبقى من الغوطة خارج سيطرة النظام السوري ليتجاوز العدد الـ110 خلال يومين.
وقال ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الغارات أسفرت عن «مجزرة» بحق مدنيين أثناء تجمعهم للخروج من الغوطة الشرقية في مدينة زملك، فيما طال القصف كذلك مدن وبلدات كفر بطنا وجسرين وحزة في الغوطة الشرقية المحاصرة.
وبحسب مصادر المعارضة السورية، فإن الطائرات الروسية استخدمت في قصفها صواريخ محملة بالقنابل العنقودية المحرمة دوليا.
بموازاة ذلك واصلت قوات النظام تقدمها مدعومة بغطاء جوي روسي - سوري كثيف، وأعلنت دخولها بلدة كفر بطنا.
وقال مصدر ميداني يقاتل مع الميليشيات الموالية للنظام لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ): إنه بعد دخول القوات بلدة كفر بطنا في قطاع الغوطة الغربي خاضت معارك عنيفة مع مسلحي المعارضة داخل البلدة، وسط قصف مدفعي وصاروخي.
من جهته، قال الدفاع المدني السوري إن الطائرات الروسية استهدفت الأحياء السكنية في مدينة حرستا بأكثر من 30 غارة جوية - ثلاث منها محملة بقنابل عنقودية- بعد منتصف الليل وحتى ساعات الفجر الأولى من يوم أمس.
وأضاف أن الطائرات الحربية السورية قصفت بلدة عين ترما وسقط ثمانية قتلى بينهم خمسة أطفال.
وأضاف المصدر لـ (د. ب. أ) أن محاور بلدات كفر بطنا وجسرين وحمورية تشهد معارك عنيفة وسط قصف مدفعي وجوي من القوات الحكومية التي قصفت مدينة دوما بصواريخ أرض- أرض.
على جبهة أخرى، نفى الجيش التركي أمس استهداف مستشفى عفرين. وقال الجيش التركي على تويتر: «تقارير قصف القوات المسلحة التركية لمستشفى في عفرين غير صحيحة» مضيفا أنه ينفذ الحملة بطريقة لا تؤذي المدنيين. ونشر تسجيلا مصورا التقطته طائرة بدون طيار. وقال انه للمستشفى ويؤكد أنه مازال سليما ولم يتعرض لأي أضرار.
وكان الجيش يرد على اتهامات المرصد والميليشيات الكردية التي قالت إن غارات استهدفت المستشفى. وأمس جدد المرصد اتهام تركيا بقتل نحو 11 مدنيا في غارة على عفرين. وقال المرصد، إن 11 مدنيا قتلوا امس في غارة تركية استهدفت مدينة عفرين والتي تشهد حركة نزوح جماعية خشية من هجوم وشيك للقوات التركية والفصائل السورية الموالية لها، وفق ما أفاد المرصد. وأضاف أن الوضع الانساني كارثي مع استمرار حركة النزوح، وقدر عدد الفارين من عفرين بأكثر من 200 الف مدني منذ يوم الأربعاء الماضي، وهو رقم اعتبرته مصادر متابعة مبالغا فيه، نظرا لصغر حجم المدينة التي لم يسجل استقبالها مدنيين نازحين من مناطق أخرى على غرار مدينة إدلب.