بعد أن أصبحت مدينة منبج التي يسيطر عليها الأكراد مصدر قلق بين العضوين في حلف شمال الأطلسي، أجرى وفد أميركي محادثات في تركيا امس تمحورت حول سورية.
وتسيطر على مدينة منبج شمال سورية وحدات حماية الشعب الكردية التي تقول أنقرة إنها الفرع «الإرهابي» لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.
وللولايات المتحدة تواجد عسكري في منبج وقدمت الدعم العسكري للمقاتلين الأكراد في حربهم ضد تنظيم داعش المتطرف، الأمر الذي يثير غضب المسؤولين الأتراك.
وبعد أن أطلقت تركيا عملية حدودية مستهدفة وحدات حماية الشعب في جيب عفرين بشمال سورية في يناير، هدد الرئيس رجب طيب أردوغان بتوسيع العملية الى منبج، ما أثار مخاوف من مواجهة بين القوات التركية والأميركية.
وتسببت العملية ايضا بتوتر بين الحليفين بعد أن حضت واشنطن تركيا على «ضبط النفس» وقالت إن ذلك يمكن ان يضر بالحرب ضد مقاتلي التنظيم المتطرف.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية هامي اكسوي للصحافيين امس إن المسؤولين الأميركيين يزورون تركيا في إطار مجموعة عمل حول سورية.
وتم الاتفاق على تشكيل المجموعة سعيا لحل مسألة منبج وتنسيق الجهود التركية - الأميركية في سورية بعد لقاء بين وزير الخارجية التركي مولود تشاوتش اوغلو ونظيره الاميركي آنذاك ريكس تيلرسون في فبراير.
إلى ذلك، نفذ الطيران الحربي العراقي ضربات جوية ضد مواقع لتنظيم داعش داخل الأراضي السورية، تعد الثالثة ضد معاقل التنظيم في سورية.
وذكر بيان عن المركز الإعلامي الأمني صدر بعد منتصف ليلة الخميس، «نفذت طائرات F16 العراقية صباح يوم (الخميس) ضربات جوية استهدفت خلالها موقع لقيادة عصابات داعش الإرهابية وموقع آخر، عبارة عن مقر ومستودع للصواريخ يتواجد فيه عدد من العناصر الإرهابية في منطقة هجين داخل الأراضي السورية».
ورافق البيان، مقطع فيديو يصور توجيه ضربة جوية ضد مبنى ضخم محاط بأشجار نخيل، وتحطم جدار ومنزل لدى وقوع ضربة من طائرة.
وأضاف البيان انه «حسب المعلومات الاستخبارية الأولية، حققت هذه العملية أهدافها ودمرت هذه المواقع بالكامل» دون مزيد من التفاصيل.
وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، نفذت عدة غارات من قبل العراقيين أو التحالف الدولي منذ يوم الخميس في مركز هجين، آخر موقع رئيسي لايزال في أيدي تنظيم داعش في سورية.
وتقع هجين في محافظة دير الزور، شرق سورية، على بعد 50 كيلومترا عن الحدود العراقية.
في سياق آخر، ألقت القوات السورية امس منشورات فوق محافظة درعا الجنوبية تحذر من عملية عسكرية وشيكة وتدعو المقاتلين المعارضين إلى إلقاء السلاح.
وأتى ذلك بالتزامن مع إرسال قوات النظام تعزيزات عسكرية إلى المنطقة بعد انتهاء المعارك ضد تنظيم داعش في دمشق وطرده منها الأسبوع الماضي. وطبعت على إحدى المنشورات صورة مقاتلين قتلى مرفقة بتعليق «لا تكن كهؤلاء. هذه هي النهاية الحتمية لكل من يصر على الاستمرار في حمل السلاح اترك سلاحك قبل فوات الأوان».
وكتب على منشور آخر، نقله المرصد، «أمامك خياران، إما الموت الحتمي أو التخلي عن السلاح، رجال الجيش العربي السوري قادمون، اتخذ قرارك قبل فوات الأوان».
وتوجهت المنشورات إلى أهالي درعا تدعوهم لمشاركة الجيش في «طرد الإرهابيين». ووقعت باسم «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة».
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان «تلك المنشورات تضع الفصائل أمام خيارين، التسوية أو الحسم العسكري»، ولذلك تدعو إلى الاستفادة من تجربة الغوطة الشرقية، التي بقيت لسنوات معقل الفصائل المعارضة الأبرز قرب دمشق قبل خروجهم منها الشهر الماضي اثر عملية عسكرية تلاها اتفاق إجلاء.