خرقت سلسلة انفجارات «منطقة خفض التصعيد» في الجنوب السوري أمس، فيما يتواصل السباق بين الجهود الديبلوماسية التي ترمي الى منع انهيار الاتفاق، والعملية العسكرية التي يحشد لها النظام ضد فصائل المعارضة منذ أسابيع، مما يعزز التوقعات بتدهور الوضع الميداني في المنطقة.
وهزت عدة انفجارات بلدة بصر الحرير بريف درعا الشرقي، ناجمة عن قصف قوات النظام بعدة قذائف مدفعية لمناطق في البلدة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
ويأتي ذلك بالتزامن مع استقدام قوات النظام لمزيد من التعزيزات العسكرية إلى وحداتها في محافظة درعا من حيث العناصر والآليات، بالإضافة لتعزيز نقاطها وتحشداتها في منطقة مثلث الموت شمال غرب درعا وفي المدينة.
وتواصل التحشدات منذ نحو 3 أسابيع من قبل قوات النظام وحلفائه من جهة، والفصائل المعارضة من جهة أخرى استعدادا للمواجهة المتوقعة، في حال فشلت الأطراف المحلية والإقليمية والدولية بشكل نهائي في التوصل لاتفاق حول الجنوب السوري.
وهو الاحتمال الاكبر بسبب التعنت الايراني ورفض طهران سحب الميليشيات الموالية لها من المنطقة.
ونقل المرصد عن ما وصفها بـ «مصادر متقاطعة» أنه لم يجر حتى الآن التوصل لأي توافق حول الانسحاب الإيراني نحو مناطق سورية أخرى، كما لم يجر الاتفاق على أي بنود حول الجنوب السوري، الذي يشهد منذ يوليو الفائت من العام 2017، سريان اتفاق روسي ـ أميركي ـ أردني، حول حفض التصعيد.
وفي إطار التعزيزات التي يرسلها النظام أيضا، وصلت قوات عسكرية «ضخمة» إلى محيط بصر الحرير بريف درعا الشرقي من جهة ريف السويداء، بمرافقة الشرطة الروسية .
ونشرت صفحة «السويداء 24» تسجيلا مصورا أمس، أظهر التعزيزات وتتضمن دبابات ومدافع ميدان، بالإضافة إلى عربات جند وشاحنات نقل عسكرية كبيرة.
وقالت مصادر إعلامية من السويداء إن الحشود العسكرية تركزت في ريف السويداء الشمالي والشمالي الغربي، وترافقها عربات عسكرية للشرطة الروسية، وفقا لموقع «عنب بلدي».
وأضافت المصادر أنها انتشرت على مساحات واسعة على طول حدود منطقة اللجاة وبصر الحرير من جهة الريف الغربي للسويداء.
ونشرت وسائل اعلام روسية تسجيلات وصورا في الساعات الماضية تظهر وصول تعزيزات عسكرية ضخمة إلى درعا جنوبي سورية تمهيدا لشن عملية عسكرية.
وأفادت وكالة «أنا نيوز» بأن الحشود تابعة لـ«قوات النمر»، وعددها نحو 50 دبابة، و30 مدفعا من نوع «هاوتزر عيار 152».
وأشارت الوكالة إلى «أن هجوما كبيرا سيكون في المنطقة الجنوبية في أقل من شهر»، إلا أنها رفضت ذكر تفاصيل العملية ووصفتها بـ«السرية».
الخوف من تفاقم الوضع في الجنوب دفع الأردن إحدى الدول الضامنة للاتفاق، إلى إجراء اتصالات لضمان «عدم تفجر القتال».
وأفادت وكالة «بترا» الأردنية أمس الأول، أن وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أجرى اتصالا مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستيفان ديمستورا، أكد خلاله على «أهمية الحفاظ على اتفاق منطقة خفض التصعيد في الجنوب السوري».
وأشار الصفدي إلى أن الأردن يجري اتصالات مع كل من واشنطن وموسكو لضمان عدم تفجر القتال في المنطقة الجنوبية والحفاظ على الاتفاق.