- النظام يواصل الحشد في ريف حماة الشمالي
دافع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عما اعتبره «حق» النظام السوري في مكافحة «الإرهاب» في محافظة إدلب، وإيقاف الاستفزازات العسكرية منها، فيما حذر نظيره التركي مولود جاويش أوغلو من ان قصف إدلب والمدنيين والمستشفيات والمدارس بذريعة «أن هناك إرهابيين سيكون مذبحة».
وفي مؤتمر صحافي مشترك عقداه في أنقرة، قال وزير الخارجية الروسي، إن روسيا تقدم مساعدة لقوات الأسد في مكافحة «الإرهاب»، والتي من حقها «قمع استفزازات النصرة في إدلب».
وأضاف ان «موسكو وأنقرة تتحاوران بشأن تنفيذ الاتفاقات الخاصة بمناطق خفض التصعيد في سورية، بما في ذلك في إدلب».
وأشار إلى أن الوضع في إدلب يعد اليوم أصعب بكثير من الأوضاع في مناطق «تخفيف التوتر» الأخرى، بسبب «جبهة تحرير الشام» النصرة سابقا.
وأكد: «إن بلاده تسعى للتعاون مع المعارضة السورية الرافضة للإرهاب وأنه حان الوقت لعودة اللاجئين السوريين وبدء إعادة الإعمار».. مبديا استغرابه من موقف الغرب والولايات المتحدة حيال عودة اللاجئين السوريين.
من جهته، أمل وزير الخارجية التركي أن تتمكن بلاده وروسيا من إيجاد حل بشأن محافظة إدلب، فيما يروج النظام إلى المعركة الكبرى التي يحشد لها ضد آخر معاقل المعارضة.
وقال جاويش أوغلو إن من المهم التمييز بين «الإرهابيين» ومقاتلي المعارضة وما يصل إلى 3 ملايين مدني في إدلب.
وفي رد على نظيره الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي في أنقرة قال: «علينا تحديد هذه (الجماعات) الإرهابية والقضاء عليها بالمخابرات والقوات العسكرية».
وتابع: «قصف إدلب والمدنيين والمستشفيات والمدارس لمجرد أن هناك إرهابيين سيكون مذبحة. وسيخلق أزمة خطيرة».
وأشار إلى أنه سيبحث مع لافروف «ما يمكننا القيام به معا في إدلب، وما الذي يمكننا منعه، وكيف يمكننا محاربة الإرهاب».
ولفت جاويش أوغلو إلى أن زعيمي البلدين، الرئيس رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، يجريان اتصالات مكثفة حول إدلب، كما تبذل أجهزة استخبارات وعسكريو البلدين وكل المؤسسات المعنية، جهودا من أجل إيجاد حل لمشكلة إدلب عبر التعاون.
ولفت إلى أن هناك تقديرات تقول إن أكثر من 3 ملايين مدني يعيشون في محافظة إدلب.
وبين أن هناك بعض الجماعات الإرهابية في منطقة إدلب، موضحا ان هؤلاء جاءوا من مناطق كانت محاصرة، وتم فتح ممرات لهم منها بعلم النظام وروسيا، حيث سمحا لهم بالمجيء إلى إدلب بأسلحتهم.
وأكد جاويش أوغلو ان تلك المجاميع الإرهابية تشكل تهديدا ليس فقط على المدنيين في إدلب بل حتى على فصائل المعارضة أيضا. وخلص إلى أن «ما ينبغي القيام به بسيط للغاية، وهو القيام بعمل استراتيجي مع روسيا بمشاركة أجهزة استخبارات، والقوات العسكرية من البلدين، والشركاء لتحديد الإرهابيين وتحييدهم».
وشدد على أنه «علينا التمييز بين المعارضين المعتدلين والمتطرفين. السكان المحليون والمعارضون المعتدلون منزعجون جدا من هؤلاء الإرهابيين لذلك يتعين علينا جميعا قتالهم».
ويأتي الحديث الروسي بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية من قوات الأسد إلى ريف حماة الشمالي، لبدء عملية عسكرية في الأيام المقبلة، بحسب ما ذكرت شبكات موالية للنظام السوري.
وتشير التصريحات المشتركة للروس والأتراك حاليا إلى نيتهم إنهاء نفوذ «تحرير الشام» في إدلب، لكن بصورة محدودة على خلاف المناطق الأخرى كالغوطة الشرقية.
ويعاكس تصريح لافروف حاليا ما ذكره رئيس الوفد الروسي في اجتماع «أستانة»، ألكسندر لافرينتيف، إذ قال، أواخر يونيو الماضي، إنه ليس ثمة حديث في الوقت الحاضر عن هجوم عسكري واسع النطاق في إدلب.