- أنقرة ترفض مشاركة «قسد» في صياغة الدستور وتعتبر دعم واشنطن لها سبب توتر العلاقات
عواصم - وكالات: كشفت صحيفة أميركية أن بقاء قوات الولايات المتحدة في قاعدة التنف العسكرية في سورية أمر لا تراجع فيه، معتبرة أنها تمثل ركيزة الاستراتيجية الجديدة للإدارة الأميركية في سورية.
وقالت «واشنطن بوست» ان الإدارة الأميركية تسعى وفي مواجهة التوسع الإيراني في الشرق الأوسط إلى تركيز بقائها في قاعدة التنف العسكرية، التي ستكون مساعدا رئيسيا لديبلوماسيي الولايات المتحدة.
إلا أن قاعدة التنف أصبح لها هدفا استراتيجيا جديدا بعد اقتراب القضاء على تنظيم داعش، فالموقع الاستراتيجي للقاعدة على طول الطريق السريع الذي يربط إمدادات النظام السوري مع داعميه في طهران يجعل من قاعدة التنف حصنا مهما ضد النفوذ الإيراني في سورية، وفق ما أشارت الصحيفة الأميركية.
وتعتبر واشنطن بوست أن قاعدة التنف ستصبح مكانا ذا أهمية كبرى للإدارة الأميركية في إطار خطط البيت الأبيض لمواجهة سعي إيران لتكريس نفوذها في المنطقة.
ويقول المسؤولون الأميركيون الآن إن الولايات المتحدة ستلتزم بالبقاء في سورية إلى أن تغادر القوات الإيرانية، متعهدة بإنهاء برنامج طهران للدعم العسكري والمالي الهائل الذي ساعد رئيس النظام السوري بشار الأسد وأسهم في قلب موازيين الحرب السورية.
وفي هذا السياق، لفت أمس قيام رئيس الوزراء السوري عماد خميس بأول زيارة لمسؤول سوري على هذا المستوى إلى المنطقة الشرقية وخاصة مدينتي دير الزور والرقة على رأس وفد حكومي كبير.
وقالت وكالة الانباء السورية «سانا» إن الزيارة جاءت بتوجيه من الرئيس بشار الأسد.
وأوضحت أن الوفد الحكومي يضم ثمانية وزراء وهدف الزيارة هو افتتاح عدد من المشاريع الخدمية والتنموية، والبدء بتأهيل مشاريع جديدة ومتابعة تنفيذ خطة التنمية البشرية في التربية والتعليم العالي في المنطقة.
ويذكر أن زيارة الوفد الحكومي السوري إلى الرقة هي الأولى من نوعها منذ ان سيطرت عليها «قسد»، بدعم من التحالف الدولي ضد داعش بقيادة واشنطن.
وفي غضون ذلك، بحث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مع مبعوث الأمم المتحدة المستقيل ستافان ديمستورا، التقدم المحرز بشأن تشكيل اللجنة الدستورية التي ستوكل اليها مهمة وضع دستور جديد لسورية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت في بيان إن بومبيو أعرب خلال الاتصال الهاتفي عن شكره لديمستورا على جهوده في «تخفيف حدة الصراع العسكري وإعادة تنشيط عملية السلام السياسية»، وذلك بعد أن أعلن عزمه الاستقالة.
وعلى صعيد مواز، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، رفض انقرة مشاركة ميليشيات وحدات حماية الشعب الكردية «ي بي كي» التي تسيطر على قوات سوريا الديموقراطية «قسد» في لجنة صياغة الدستور.
وقال إن السبب الجوهري لتردي العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة الأميركية، هو دعم واشنطن لقسد التي تعتبرها انقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني «بي كا كا»، وليس قضية القس الأميركي أندريه برانسون الذي كان يحاكم في تركيا بتهم الإرهاب والتجسس.