أكدت مصادر كردية أن تنظيم «داعش» يقاوم بشراسة شديدة، في الكيلومترات الأخيرة المتبقية له في منطقة الباغوز بريف دير الزور شرق سورية، وهو ما ساهم في إبطاء التقدم، وحمل قيادات عسكرية اميركية الى تأجيل اعلان النصر النهائي على داعش، خلافا لما سبق واعلنه الرئيس دونالد ترامب عندما توقع السيطرة على 100% من مواقع داعش هذا الأسبوع.
وقال مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية (قسد) التي يسيطر عليها الاكراد «قواتنا تتقدم عسكريا على الأرض في الباغوز وأطرافها، إلا أن المواجهة شرسة جدا مع داعش».
وأضاف، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) «معظم مقاتلي داعش، خاصة الأجانب، لديهم خبرات سابقة في المعارك في كل من الشيشان وأفغانستان. كما أن مسلحي التنظيم يقاتلون من أجل المعقل الأخير وليس لديهم الكثير من الخيارات: فإما الموت أو الاستسلام».
ووصف الوضع الإنساني في المنطقة بأنه «سيئ للغاية»، وقال انه يتم استخدام المدنيين المحاصرين في الباغوز كدروع بشرية لعرقلة تقدم القوات الكردية.
وأطلقت «قسد» السبت الماضي معركتها الأخيرة ضد مقاتلي داعش المحاصرين في المنطقة، وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس»: «التقدم بطيء كون المعارك تدور في أراض زراعية مكشوفة، ويستخدم داعش القناصة والانتحاريين، فضلا عن انتشار الألغام».
من جهته، قال عدنان عفريني القيادي في «قسد» لـ «رويترز» من على مشارف الباغوز، إنهم يواجهون مقاومة شرسة من مقاتلي تنظيم داعش.
وأضاف أن معظمهم أجانب من العراقيين والأوروبيين، وتابع أن هناك الكثير من الأتراك أيضا، وقال انهم يستطيعون سماعهم عبر أجهزة الاتصال اللاسلكي.
وإلى جانب الألغام والقناصة، تجد القوات الكردية عوائق أخرى مثل الأنفاق التي حفرها المسلحون أو وجود أسرى من مقاتليها لدى التنظيم المتطرف.
وغادر الجيب الأخير نحو 1500 شخص خلال 48 ساعة، غالبيتهم مدنيون ومن عائلات التنظيم وبينهم روس وأوكرانيون وأتراك وفرنسيون وشيشان معهم نساء واطفال. ويخضع الخارجون من نقاط سيطرة التنظيم، في منطقة فرز مخصصة لهم، لعملية تفتيش وتدقيق أولي في هوياتهم من قبل المسلحين الأكراد، قبل نقل المشتبه بانتمائهم لـ «داعش» إلى مراكز تحقيق خاصة، والمدنيين وعائلات التنظيم الى مخيمات في شمال شرق البلاد. وقالت امرأة من دير الزور تدعى هالة حسن (29 عاما) وفرت من أطفالها الخمسة «القصف كان غير متصور، وفررنا من مكان لآخر». وأضافت أن «مقاتلين من كل الجنسيات» كانوا في المنطقة، ومضت تقول «لم يكن هناك طعام. أكلنا العشب من الأرض مثل الأغنام.. داعش أغلقت الطرق والمهربون كانوا يريدون آلاف الدولارات».
من ناحيته، قال المتحدث باسم التحالف الكولونيل شون رايان في رسالة بالبريد الإلكتروني لـ «رويترز»: «العدو متحصن بالكامل ويواصل مقاتلو داعش شن هجمات مضادة»، وأضاف أنه «من السابق لأوانه تحديد إطار زمني» بشأن موعد نهاية العملية.
وأوضح رايان لـ «فرانس برس» أن «التقدم بطيء ومنهجي مع تحصن العدو بشكل كامل، واستمرار مقاتلي التنظيم في شن هجمات معاكسة»، موضحا في الوقت ذاته أن التحالف يستمر في «ضرب أهداف للتنظيم كلما كان ذلك متاحا».
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ما لا يقل عن 70 مدنيا سقطوا بين قتيل وجريح في ضربات جوية قال إنها استهدفت مخيما للمدنيين في الباغوز بينما قتل 16 مدنيا في ضربات خلال الليل.
وفي السياق ذاته، أكد عبدالرحمن أن هناك صيدا ثمينا سيكون بحوزة التحالف الدولي و«قسد» بعد السيطرة على الباغوز.
ونقلت قناة «العربية» الإخبارية عن عبدالرحمن قوله ان نحو 40 طنا من الذهب موجود لدى تنظيم «داعش»، مشيرا إلى أنه سرق من العراق وسورية وجرى تجميعه من جميع مناطق سيطرة التنظيم.