مع ازدياد عدد المسؤولين المعارضين لخطة الانسحاب من سورية، كشف السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام عن تفاصيل خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنشاء المنطقة العازلة في سورية.
وقال غراهام إن ترامب سيطلب من قادة الدول الأوروبية إرسال قوة عسكرية لأجل إنشاء هذه المنطقة شمالي البلاد، حيث تريد تركيا ان تكون هذه المنطقة تحت سيطرتها ما يثير مخاوف قوات سوريا الديموقراطية «قسد» التي يهيمن عليها الأكراد.
وأكد غراهام خلال كلمة في منتدى ميونيخ للأمن أمس الأول، أنه في حالة موافقة الدول الأوروبية على هذا المقترح، سيبقي ترامب على عدد من الجنود الأميركيين في سورية للغرض نفسه.
وأضاف أن هذا المقترح يأتي في إطار «استراتيجية ما بعد تنظيم داعش» في سورية. وأوضح أن ترامب سيبحث مع القادة الأوروبيين هذا المقترح، خلال زيارة رسمية سيجريها إلى أوروبا لاحقا.
تصريحات غراهام تزامنت مع انضمام قائد القيادة المركزية في الشرق الأوسط، الجنرال جوزيف فوتيل الى منتقدي قرار ترامب سحب القوات الأميركية من سورية.
وقال لشبكة «سي إن إن» الإخبارية إن تنظيم داعش لا يزال ناشطا في سورية، ولن تتمكن «قسد» المدعومة أمريكيا وحدها من التعامل مع هذا التهديد.
ميدانيا، انحصرت المعركة الأخيرة بين «قسد» و«داعش» في آخر معاقله بريف دير الزور أمس، بحدود 700 متر مربع في قرية الباغوز.
وتوقعت «قسد» الإعلان رسميا عن القضاء على «داعش» في غضون أيام، بدعوى وجود عدد كبير من المدنيين محاصرين في آخر بقعة تحت سيطرة «داعش».
وقال القائد العام لحملة «قسد» في شرق سورية، جيا فرات خلال مؤتمر صحافي في حقل العمر النفطي في محافظة دير الزور (شرق)، «في وقت قصير جدا، لن يتجاوز أياما، سنعلن رسميا انتهاء وجود تنظيم داعش الإرهابي».
وبات التنظيم وفق فرات، محاصرا في حي داخل بلدة الباغوز التي «أصبحت تحت الرمايات النارية لمقاتلينا» وتعد «ساقطة ناريا ومحاصرة تماما في مساحة جغرافية» تقدر بنصف كيلومتر مربع.
وأوضح فرات أن قواته «تتحرك بحذر بما أن هناك الكثير من المدنيين ما زالوا محتجزين كدروع بشرية».
وفي السياق، نقلت القوات الأميركية إلى قاعدتها في مدينة دير الزور، عشرات من مقاتلي تنظيم «داعش» ممن سلموا أنفسهم بعد سيطرة «قسد» على مناطقهم شرق نهر الفرات.
ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر محلية،، إنه تم نقل عشرات من مقاتلي «داعش» مع أسرهم بالشاحنات إلى حقل «العمر» النفطي الذي تستخدمه القوات الأميركية قاعدة عسكرية لها.
وأكدت الوكالة أن مقاتلي «داعش» وافقوا على تسليم أنفسهم وإلقاء السلاح.
ووفقا للمصادر المحلية، فإن مسلحي «قسد» رافقوا عناصر «داعش» أثناء نقلهم إلى القاعدة الأميركية.
وفي وقت سابق، أفادت مصادر محلية للأناضول، بأن آخر مجموعة من «داعش» في الباغوز، توصلت لاتفاق استسلام مساء أمس الأول مع «قسد» والولايات المتحدة.
وذكرت أن نحو 500 عنصر من «داعش»، كانوا محاصرين في بساتين ومعسكرات خارج مركز البلدة، وافقوا على الاستسلام.
من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التحالف و«قسد» يواصلان تمشيطهما لما تبقى من شرق الفرات، من مناطق كان يتواجد فيها «داعش» قبل انتهائه كقوة مسيطرة، حيث انتهى التنظيم بعد استسلام من تبقى من عناصره بصفقة غير معلنة مع التحالف الدولي.
في غضون ذلك، صعدت قوات النظام المدعومة بروسيا، من قصها للمنطقة العازلة المفروضة في ريف إدلب ومحيطها.
واستهدفت القوات مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي بقذائف صاروخية، ما اسفر عن وقوع عدد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، بحسب وتقارير اعلامية وناشطين.
وقال تلفزيون اورينت ان قوات النظام قصفت معرة النعمان بقذائف صاروخية تحمل قنابل عنقودية، ما أدى إلى مقتل مدنيين اثنين، وإصابة عدد آخر بجروح.
وتزامن ذلك مع استمرار قصف ريف حماة، لاسيما قرى وبلدات سهل الغاب بقذائف المدفعية الثقيلة، ما ادى الى مقتل طبيب.
جاء ذلك، بعد قصف عنيف طال مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي راح ضحيتها 9 مدنيين على الأقل، هم 6 أطفال و3 نساء، في حين أصيب 9 آخرون بجروح.
وبسبب شدة القصف، علقت سلطات المعارضة دوام المدارس في ريفي حماة الشمالي والغربي.