دعا الرئيس بشار الأسد اللاجئين السوريين في الخارج للعودة إلى البلاد و«عدم الالتفات لما يشاع حول اعتقالهم» حين دخولهم الاراضي السورية في حال كانوا معارضين للنظام، متهما الدول المعادية باستغلال ورقة اللاجئين للمساومة.
وقال في كلمة له خلال استقباله رؤساء المجالس المحلية من جميع المحافظات أمس، ان صدور القانون 107 كان خطوة مهمة في زيادة فعالية الإدارات المحلية.
وأكد الأسد أن سياسة بعض الدول تجاه سورية اعتمدت على دعم الإرهاب وتسويق محاولة تطبيق اللامركزية الشاملة لإضعاف سلطة الدولة وأن مخطط التقسيم ليس جديدا ولا يتوقف عند حدود الدولة السورية بل يشمل المنطقة ككل.
وحمل بشدة على خصومه من المعارضة، وقال إن «البعض رهن نفسه للبيع وتم شراؤه ورغم كل ذلك لم يحقق المهام التي طلبها منه داعموه»، داعيا اياهم الى «التراجع عن الضلال هو الانضمام إلى المصالحات وتسليم السلاح للدولة».
واتهم الدول المعنية بملف اللاجئين بعرقلة عودتهم، وقال «الدعامة الأساسية للمخطط المرسوم لسورية هي موضوع اللاجئين الذي بدأ التحضير له قبل بداية الأزمة».
وأكد أن موضوع اللاجئين كان مصدرا للفساد استغله مسؤولو عدد من الدول الداعمة للإرهاب.. وعودة المهجرين ستحرم هؤلاء من الفائدة السياسية والمادية، موضحا أن ملف اللاجئين في الخارج محاولة من الدول الداعمة للإرهاب لإدانة النظام.
ودعا «كل من غادر الوطن بفعل الإرهاب للعودة إليه للمساهمة في عملية إعادة الإعمار فالوطن لكل أبنائه».
واتهم وسائل التواصل الاجتماعي بالاسهام بـ «تردي الأوضاع في البلاد.. وهي مجرد أدوات»، واضاف «نحن امام الجيل الرابع من الحروب وهي الإنترنت وبصفحات ظاهرها وطني ولكن في الحقيقة هي مواقع خارجية».
وحذر قائلا «علينا ألا نعتقد أن الحرب انتهت»، موضحا أنه يخوض «أربع أنواع من الحروب: الحرب الأولى عسكرية والثانية حرب الحصار، والثالثة حرب الإنترنت، والرابعة حرب الفاسدين»، في اشارة إلى أزمة الغاز ومواد التدفئة التي تعاني منها، وقال «ما حصل مؤخرا من تقصير بموضوع مادة الغاز هو عدم شفافية المؤسسات المعنية مع المواطنين».
واتهم «الأعداء» بدعم الإرهاب وعبر عملائهم والسعي «إلى خلق الفوضى من داخل المجتمع السوري».
وفي اشارة غير مباشرة الى موضوع اللجنة الدستورية التي يجري العمل على تشكيلها لتضع دستورا جديدا لسورية، أكد الأسد أن «الدستور غير خاضع للمساومة.. ولن نسمح للدول المعادية بأن تحقق عبر عملائها الذين يحملون الجنسية السورية أيا من أهدافها».
ووجه رئيس النظام رسائل غير مباشرة الى مسلحي قوات سوريا الديموقراطية (قسد) التي يهيمن عليها الأكراد، ويتلقون دعما من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وقال: لا حوار بين طرف وطني وآخر عميل.. من حمى الوطن هو صمود الشعب واحتضانه للجيش العربي السوري.
وتابع: «نقول للمجموعات العميلة للاميركي.. الأميركي لن يحميكم وستكونون أداة بيده للمقايضة»، غامزا من الموقف الحرج الذي وضعهم فيه قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب قواته من سورية، تاركا اياهم بين خيارين: مواجهة تركيا التي تتهم بالارهاب أو اللجوء الى النظام الذي يرفض منح مناطقهم امتيازات خاصة.
وقال «لن يحميكم سوى دولتكم.. إذا لم تحضروا أنفسكم للدفاع عن بلدكم، وللمقاومة فلن تكونوا سوى عبيد عند العثماني (تركيا)، لن يحميكم سوى دولتكم، لن يدافع عنكم سوى الجيش العربي السوري».
وحمل بشدة على الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قائلا: أردوغان اخواني وأجير صغير عند الاميركان، معتبرا أن المنطقة الآمنة التي يعمل عليها التركي هي نفسها التي حاول إنشاؤها منذ بداية الأزمة في سورية.