تعمل قوات سوريا الديموقراطية «قسد» التي يسيطر عليها الأكراد، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن على كسر آخر دفاعات مقاتلي تنظيم داعش المتحصنين في أنفاق يشنون منها هجمات انتحارية ضد القوات المهاجمة في بلدة الباغوز في شرق سورية. وتصدت هذه القوات لهجومين مضادين شنهما مقاتلو التنظيم الرافضون للاستسلام والمتشبثون بالدفاع عن جيبهم، رغم الطائرات والمدفعية التي تدك مواقعهم بشكل متواصل. وقال المتحدث الكردي في «قسد» جياكر أمد لوكالة فرانس برس «بما أن المساحة ضيقة للغاية، فهم يستخدمون تكتيكات تحت الأرض. لذلك، فالطائرات لا تؤثر دائما بالشكل المطلوب»، في إشارة الى خنادق وأنفاق تقول القوات الكردية أن التنظيم حفرها ويتحصن فيها مقاتلوه. وأوضح أن «غالبية من بقوا في الداخل حاليا هم انتحاريون يفجرون أنفسهم»، وهو ما يعيق حركة مقاتلي قسد التي بدأ مقاتلوها «هجوما ليلا على نقاط الدواعش.. وأحرزوا تقدما لكنه بطيء».
وشن التنظيم أمس الأول هجومين معاكسين على مواقع قوات سورية الديموقراطية على أطراف الجيب المحاصر، تخللهما استخدام انتحاريين. واندلعت على اثرها اشتباكات عنيفة بين الطرفين، تزامنا مع قصف مدفعي وضربات جوية استهدفت مواقع التنظيم.
إلى ذلك، قال معارضون ورجال إنقاذ وسكان ان القوات الحكومية السورية صعدت قصفها بشكل غير مسبوق وبدعم من طائرات روسية على بلدات تسيطر عليها المعارضة في إدلب في أشد ضربات توجهها منذ أسابيع لآخر معقل للمعارضة في البلاد.
وقال سكان ان مدينة إدلب تعرضت لما لا يقل عن 12 ضربة جوية شملت أهدافها سجنا للمدنيين على مشارف المدينة مما أسفر عن فرار عشرات السجناء. وأودت الضربات بحياة عشرة مدنيين على الأقل وأسفرت عن إصابة 45. وأكدت وزارة الدفاع الروسية أنها وجهت بالتنسيق مع تركيا ضربات لإدلب مستهدفة مستودعات للطائرات المسيرة والأسلحة تابعة لهيئة تحرير الشام. وقال سكان في شمال غرب البلاد إن ذخائر فوسفورية بيضاء أطلقت على بلدة التمانعة في ريف إدلب، حيث قال رجال إنقاذ إنهم أخمدوا حرائق عدة جراء إطلاق ما يزيد على 80 صاروخا.