أكد قائد الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، فاليري غيراسيموف أمس، أنه لولا مساعدة روسيا لكانت الدولة السورية قد فقدت وجودها عام 2015.
وقال غيراسيموف: «في سبتمبر 2015 وبما يتوافق مع طلب الرئيس السوري بشار الأسد لتقديم مساعدة عسكرية في محاربة الإرهاب الدولي، بدأت عملية القوات الجوية الفضائية الروسية للقضاء على المنظمات الإرهابية على الأراضي السورية. وحسب تقييمنا، فإن الدولة السورية كانت ستفقد وجودها بعد شهر ونصف أو شهرين».
ونفى غيراسيموف ما يتردد في الإعلام الغربي من مزاعم عن استعدادات عسكرية روسية، واصفا تلك المزاعم بأنها تأكيد لأدوات الدعاية المناهضة لروسيا. وقال غيراسيموف خلال كلمته في افتتاح مؤتمر موسكو للأمن الدولي: «أريد أيضا أن أنفي ما يتردد من مزاعم حول استعدادات عسكرية تجريها بلدنا، والتي تتكرر بشكل نشط من قبل وسائل إعلام الروسوفوبيا وتستخدم في الدعاية الغربية المناهضة لروسيا، فالقوات المسلحة الروسية منفتحة لأقصى درجة من حيث المهام التي تنفذها ومن حيث نهج توفير الاستقرار الإقليمي والعالمي».
من جهة أخرى، أعلنت روسيا أنها تبذل ما بوسعها لكي تبدأ اللجنة الدستورية السورية عملها قبل فصل الصيف. ونقلت وكالة أنباء سبوتنيك عن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، قوله ردا على سؤال عما إذا كان يتوقع بدء عمل اللجنة قبل فصل الصيف: «نحن نعمل كل ما بوسعنا في هذا الاتجاه».
ميدانيا، قتل وجرح العشرات من المدنيين في انفجار ضخم بوسط مدينة جسر الشغور الواقعة تحت سيطرة المعارضة في محافظة إدلب قرب الطريق بين مدينة اللاذقية وحلب، بعد يوم من ضربات جوية روسية عنيفة. وقال رجال الإنقاذ وسكان إن 17 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 27 في الانفجار الذي ادى إلى انهيار عدد من المباني بالقرب من مسجد «الحمزة» في مركز المدينة حيث تزدحم المنطقة بالمارة. وقال أحمد يازجي رئيس الدفاع المدني في المدينة «متوقع ارتفاع الضحايا.. (الانفجار) مجهول المصدر إلى الآن» إلا أنه اشار إلى ان المعلومات الاولية تفترض انه سيارة مفخخة. لكن مصادر أخرى قالت انه قصف بصواريخ بعيدة المدى استهدفت تجمعا سكنيا في المدينة. ونقل موقع «عنب بلدي» عن مسؤول «الدفاع المدني السوري» في إدلب، مصطفى حاج يوسف، إنه يرجح ارتفاع عدد القتلى نتيجة وجود اصابات بالغة وعالقين تحت الانقاض بينهم عوائل بأكملها.
وأفاد الموقع بأن طيران الاستطلاع الروسي لم يفارق أجواء محافظة إدلب، مشيرا إلى ان قصفا صاروخيا استهدف منطقة نهر الأبيض في ريف جسر الشغور. وشهدت محافظة إدلب والمناطق المحيطة بها، تصعيدا في الهجمات من جانب الطائرات الروسية والجيش السوري على الرغم من أنها تخضع للحماية بموجب اتفاقية «منطقة عدم التصعيد» التي توصلت إليها روسيا وإيران وتركيا العام الماضي.
وأدى القصف إلى فرار الناس من البلدات التي تسيطر عليها المعارضة في المنطقة العازلة التي تمتد عبر أجزاء من إدلب إلى شمال حماة وأجزاء من محافظة اللاذقية.
ونقلت رويترز عن سكان إن طائرات روسية حلقت بينما وردت أنباء عن هجمات صاروخية في عدة قرى حول جسر الشغور.
وخلال الليل قبل الماضي، قصفت الطائرات الروسية الأجزاء الغربية من مدينة إدلب، وقال سكان إن صواريخ طويلة المدى أصابت عدة قرى تحيط بجسر الشغور من مواقع للجيش السوري في محافظة اللاذقية. وفي دمشق، قتل مدني وأصيب آخرون بانفجار عبوة ناسفة داخل سيارة على طريق سريع، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
وذكرت الوكالة أن مدنيا قتل وأصيب خمسة آخرون نتيجة انفجار عبوة ناسفة بسيارة على المتحلق الجنوبي جنوب مدينة دمشق قبل ظهر أمس. وأضافت: «أظهرت التحقيقات أن التفجير ناتج عن عبوة ناسفة مزروعة بسيارة، ما تسبب بمقتل سائقها وإصابة خمسة آخرين كانوا قرب المكان».