قتل وأصيب عشرات المدنيين في دوامة العنف التي ما تزال تفتك بالسوريين في عدة مناطق، رغم الهدوء الحذر الذي شهدته منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد.
وأفادت وسائل إعلام سورية بمقتل 12 مدنيا وإصابة ١٥ آخرين جراء إطلاق عدة قذائف صاروخية على مناطق سكنية في محافظة حلب شمالي البلاد.
ووقع الهجوم الصاروخي في ساعة متأخرة من ليل أمس الأول على قرية الوضيحي الواقعة في ريف حلب الذي يتاخم آخر جيب تسيطر عليه المعارضة في شمال غرب سورية.
وذكرت وسائل إعلام أن أطفالا كانوا من بين القتلى، وأن بعض المصابين في حال حرجة. وأضافت أن أشخاصا حاولوا الهرب من موقع الهجوم، حيث سقط المزيد من القذائف بين الفارين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن أربعة أطفال كانوا من بين القتلى.
واتهمت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» فصائل المعارضة المتواجدة في ريف حلب الغربي بالوقوف وراء الحادثة.
وقالت إن مجموعات من «تنظيم جبهة النصرة المنتشرة في ريف حلب الغربي (...) اعتدت بعدة قذائف صاروخية على المنازل السكنية في قرية الوضيحي». وأسفر القصف، وفق سانا، عن مقتل 12 مدنيا وإصابة 15 آخرين بجروح.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره حصيلة القتلى، مشيرا إلى أنه بينهم «خمسة أطفال».
ونفى قائد عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير التابعة للجيش السوري الحر، قيام فصائل المعارضة بقصف بلدة الوضيحي.
وقال لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن «غرفة العمليات المشتركة التابعة لفصائل الجيش السوري الحر في مناطق ريف حلب الجنوبي، نفت أنها قصفت أي منطقة تحت سيطرة القوات الحكومية في ريف حلب، وأكدت أن ما تم تناقله من قبل وسائل إعلام تابعة للنظام حول قصف بلدة الوضيحي بريف حلب الجنوبي، هو عار عن الصحة تماما».
وأضاف القائد العسكري: «لدينا معارك عنيفة في ريف حماة وإدلب مع القوات الحكومية والمجموعات الموالية لها، وليس لدينا مصلحة بفتح جبهة جديدة حاليا ضد القوات الحكومية.
وقد رصدت سرايا المدفعية التابعة لغرفة العمليات المشركة إطلاق قذائف من مناطق تسيطر عليها القوات الحكومية واستهدفت بلدة الوضيحي».
وفي القامشلي، وقع تفجير ضخم أمام مقر ما يسمى قوات الأمن الكردية المعروفة بـ «الأسايش».
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن «انتحاريا أقدم على تفجير نفسه داخل سيارة مفخخة من نوع فان وسط مدينة القامشلي، ما تسبب بإصابة سبعة مدنيين بينهم ثلاث نساء وطفل بجروح».
وحاول الانتحاري وفق المرصد، «الوصول إلى المقر العام لقوات الأمن الكردية، إلا أن الحواجز والعوائق المحيطة بالمقر حالت دون ذلك».
وأضاف «لدى شك القوات الكردية بالسيارة، ترجل أحد ركابها ولاذ بالفرار فيما أقدم الثاني على تفجير نفسه داخلها».
بموازاة ذلك، شهد الشمال السوري هدوءا حذرا فرضه غياب الطيران الحربي السوري والروسي لعدة ساعات أمس، بعد يوم على قصف القوات التركية لمواقع تابعة للجيش السوري ردا على قصف نقطة مراقبة تركية في منطقة مورك بريف حماة.
وأفاد ناشطون والمرصد أن أجواء محافظة إدلب لم تشهد تحليقا للطيران الحربي والمروحي، بينما استمر طيران الاستطلاع الروسي بالتحليق وخاصة في أجواء الريف الجنوبي لإدلب.
لكن قوات الحكومة قصفت بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ بلدة معرة حرمة وخان شيخون بريف إدلب الجنوبي، دون ورود أي معلومات عن الخسائر سواء المادية أو البشرية.
وكانت فصائل المعارضة أعلنت أمس، تدمير ثلاث سيارات لقوات الحكومة، بصاروخ مضاد للدروع على جبهات ريف حماة الشمالي.