ركزت القمة «الأمنية الثلاثية» التي شاركت فيها وروسيا الى جانب إسرائيل، على الأوضاع في سورية ويبدو أنها تطرقت بشكل معمق للتواجد الإيراني فيها، وبحثت سبل إبعاد القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها عن حدود إسرائيل، وتوصلت إلى «اتفاقات مهمة» كما أعلنت موسكو.
وجمعت القمة في القدس المحتلة، مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جون بولتون، ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مائير بن شبات، وأمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، وترأسها بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنفسه، ما يعكس شدة الاهتمام الذي يوليه الاحتلال لمخرجات هذا اللقاء.
وكشف نتنياهو، أنه بحث مع الجانبين سيناريو «إخراج القوات الإيرانية من سورية»، بحسب تصريح مكتوب نقلته وكالة الأناضول.
وأضاف «إننا نناقش العديد من المواضيع، ولكن وفي الدرجة الأولى نناقش ما يدور في سورية وفي إيران، إننا مصممون على إخراج الإيرانيين من سورية، ويسود إجماع بين كلتا الدولتين العظميين (الولايات المتحدة وروسيا) وإسرائيل على ضرورة السعي لتحقيق سيناريو تخرج في إطاره كل القوات الأجنبية التي دخلت سورية بعد عام 2011 من الأراضي السورية».
وقال نتنياهو في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع، إن خروج جميع القوات الأجنبية التي دخلت سورية بعد عام 2011 «سيكون جيدا لإسرائيل وروسيا والولايات المتحدة».
وأضاف:«دولنا الثلاث تريد أن ترى سورية تنعم بالسلام وبالاستقرار وبالأمان. هذا هو الهدف المشترك. لدينا أيضا هدف مشترك أكبر وهو ضمان أن أي قوات أجنبية وصلت إلى سورية بعد 2011 لن تبقى فيها».
وأعلن أن «إسرائيل تحركت مئات المرات من أجل الحيلولة دون تموضع إيران عسكريا في سورية كون إيران تدعو بشكل علني وعملي إلى تدميرنا وتعمل على تحقيق ذلك.
وتحركنا مئات المرات من أجل منع إيران من تزويد حزب الله بأسلحة متطورة أكثر وأكثر ومن أجل منعها من فتح جبهة أخرى ضدنا في الجولان».
وشدد على أن «إسرائيل ستواصل العمل على منع إيران من استخدام أراضي الدول المجاورة كمنصات لشن الاعتداءات علينا. وسنرد بقوة على أي عدوان».
بدوره، قال بولتون، إن أميركا ترغب في رؤية القوات الإيرانية تغادر سورية، كجزء من انسحاب أوسع لـ «القوات الأجنبية». وقال بولتون إن إيران «هي مصدر العداء والعدوان في الشرق الأوسط».
وأضاف: «بينما نحن نتحدث يجوب ممثلون للديبلوماسية الأميركية في الشرق الأوسط، بحثا عن مسار للسلام».
ولفت إلى أن استفزازات إيران هي «دليل واضح على التهديد الرئيسي الذي تمثله» في إشارة إلى سعيها لتطوير أسلحة نووية.
من جهته، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية «الكرملين» دميتري بيسكوف، عن التوصل لعدد من الاتفاقيات الهامة بشأن سورية في الاجتماع.
واعتبر أنه يمكن النظر إلى هذا الاجتماع في القدس، في سياق التحضير للمحادثات المزمع عقدها بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأميركي دونالد ترامب في أوساكا على هامش قمة الدول العشرين بعد أيام.
ورد بيسكوف بـ «نعم» عندما سئل عما إذا كان باتروشيف ونظراؤه قد توصلوا بالفعل إلى عدد من الاتفاقيات بشأن سورية يمكن استخدامها كأساس للتواصل بين الرئيسين الروسي والأميركي.
ومن القدس، أكد باتروشيف، أن موسكو تعير اهتماما كبيرا لضمان أمن إسرائيل، لكنه شدد على أن تحقيق هذا الهدف يتطلب استتباب الأمن في سورية، مع الأخذ في الاعتبار مصالح البلدان الأخرى في المنطقة.
وأكد باتروشيف على ضرورة ضمان سيادة واستقلال ووحدة أراضي سورية، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على معظم القضايا التي تتعلق بـ «ما نريد أن نراه في سورية»، وسيتم إجراء حوار بهذا الصدد.
ودافع باتروشيف بشدة عن إيران، رافضا تصورها على أنها تهديد أساسي للأمن الدولي، مؤكدا أن طهران كانت ولا تزال شريكا وحليفا لموسكو، بما في ذلك في مكافحة الإرهاب.
وقال «ردا على ما صدر عن شركائنا (الأميركيين والإسرائيليين) من تقييمات لدولة إقليمية كبرى هي إيران، أود أن أقول إن طهران كانت ولا تزال حليفا وشريكا لنا نتعاون معه بشكل وثيق على الصعيدين الثنائي والدولي، وأي محاولات لتصوير إيران كتهديد رئيس للأمن الإقليمي، فضلا عن تشبيهها بتنظيم «داعش» الإرهابي، مرفوضة رفضا باتا بالنسبة لنا، لاسيما أن إيران تسهم بقسط كبير في محاربة الإرهاب في سورية».