سيطرت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها، على مدينة تل أبيض الحدودية في ريف الرقة الشمالي أمس، في خامس أيام عملية «نبع السلام»، التي اطلقتها ضد «وحدات حماية الشعب الكردية» التي تسيطر على قوات سوريا الديموقراطية (قسد) في شمال شرق سورية.
وبالسيطرة على تل أبيض يكون الجيش التركي بالتعاون مع القوات السورية الرديفة، بسط نفوذه على ثاني أهم أهداف العملية بعد ما يبدو انه معارك كر وفر في مدينة رأس العين.
وقالت وزارة الدفاع التركية إن القوات بقيادة تركيا سيطرت كذلك على الطريق السريع إم4، الواقع على مسافة تتراوح بين 30 و35 كيلومترا داخل الأراضي السورية.
وأعلنت الوزارة الأمر على تويتر في إشارة إلى الطريق الرئيسي الذي يمتد بالتوازي مع الحدود التركية في شمال شرق سورية.
من جهته، أعلن «الجيش الوطني» السوري المعارض المشارك في العملية، السيطرة على تل أبيض، وأكد المتحدث الرسمي باسمه يوسف حمود، لموقع «عنب بلدي»، السيطرة على المدينة بعد التقدم باتجاهها من جهة الغرب.
ونشر «الجيش الوطني» صورا جوية لأحياء المدينة، كما نشر مقطعا مصورا للسيطرة على المركز العام لما يسمى بقوات الأمن العام الكردية «الأسايش» في المدينة.
كما سيطر «الجيش الوطني» بدعم من القوات التركية، على قرى العيساوي وأبو قبر ومزرعة الحمادي والجنداوي شرق المدينة، وقرية سلوك، وفق ما أعلنته وزارة الدفاع التركية ليرتفع عدد القرى التي سيطر عليها الجيشان، إلى 42 قرية بمحيط مدينتي رأس العين وتل أبيض.
أما في رأس العين، فقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «قسد» استعادت السيطرة عليها بشكل شبه كامل.
وأوضح المرصد أن «قسد» شنت هجوما معاكسا قتل فيه 17 من الفصائل الموالية لتركيا، إلى جانب مقتل أربعة من قسد.
وفي هذه الأثناء، أعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أن الرئيس دونالد ترامب أمر بسحب نحو ألف جندي من شمال سورية، في وقت وصل عدد السكان الفارين جراء الهجوم التركي إلى 130 ألفا.
وأفاد وزير الدفاع في مقابلة مسجلة مع برنامج «واجه الأمة» (فيس ذا نيشن) الذي تبثه «سي.بي.إس» بأن وزارته علمت «أن (الأتراك) يعتزمون على الأرجح مد هجومهم إلى مسافة أبعد في الجنوب والغرب مما كان مخططا في البداية».
وأضاف «لذا تحدثت مع الرئيس، بعد مناقشات مع بقية أعضاء فريق الأمن الوطني، وأصدر توجيهاته بأن نبدأ الانسحاب المدروس للقوات من شمالي سورية».
من جهتها، أفادت شبكة «سي إن إن» الأميركية، بأن «قسد» تنوي إبرام صفقة مع حكومة دمشق وروسيا إذا عجزت واشنطن عن حمايتها من القصف الجوي التركي.
ونشرت الشبكة أمس الأول نص وثيقة تكشف مضمون الاجتماع الذي عقد الخميس الماضي بين القائد العام لـ«قسد» مظلوم كوباني، ونائب المبعوث الأميركي لدى التحالف الدولي ضد «داعش» ويليام روباك، في أعقاب إطلاق تركيا «نبع السلام».
وحاول الديبلوماسي الأميركي أثناء الاجتماع، حسب نص الوثيقة، طمأنة المقاتلين الأكراد، وقال إن واشنطن تجري اتصالات على أرفع المستويات مع أنقرة للتوصل إلى هدنة، مرجحا ألا تمد أنقرة حملتها أبعد من 30 كم عن حدودها، بما يخلق فرصة لتسوية الخلافات القديمة بين أنقرة والأكراد السوريين.
غير أن كوباني اتخذ موقفا صارما، متهما الولايات المتحدة ببيع الأكراد وتركهم للذبح، وطلب من واشنطن توضيح ما إذا كانت ستسمح لتركيا بإحكام سيطرتها على الشريط الحدودي بعرض 30 كم.
وتابع كوباني حسب الوثيقة، أنه إذا كانت واشنطن ستوافق على ذلك، فإنه سيلجأ فورا إلى حكومة دمشق وروسيا لدعوتهما إلى إغلاق المجال الجوي السوري أمام الطائرات التركية، موضحا أن هناك قوتين فقط في المنطقة تستطيعان وقف الهجوم التركي، هما الولايات المتحدة وروسيا.
وكانت وكالة «سبوتنيك» الروسية تحدثت عن تحركات لقوات الحكومة السورية في منبج تأتي بموجب اتفاق تم التوصل إليه بين روسيا وسورية من جهة، وبين روسيا والولايات المتحدة الأميركية و«قسد» من جهة ثانية.
ولفتت إلى أن «الاتفاق يتضمن انتشار وحدات الجيش السوري مع أسلحتها الثقيلة والمتوسطة في مدينة منبج، ورفع العلم السوري فوق المراكز الحكومية داخل المدينة وعلى مداخلها ومخارجها».