صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن علاقته بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان «جيدة»، مشددا على أن وقف إطلاق النار في شمال سورية صامد بين أنقرة والقوات التي يقودها الأكراد.
وقال ترامب خلال استقباله اردوغان في المكتب البيضاوي امس إنه ستتم مناقشة النظام الصاروخي الروسي إس- 400 الذي اشترته تركيا وبرنامج المقاتلات الأميركية إف- 35، الذي تم تعليقه مع أنقرة.
وأوضح ترامب عن أردوغان قبل أن يدخل كلاهما في اجتماع مغلق: «أنا والرئيس صديقان حميمان. ويفهم كل منا بلاد الآخر». وأضاف ترامب أن القوات الأميركية في سورية أمنت موارد النفط.
وقال إن كلا من القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة وتركيا تحتجز مقاتلين من تنظيم داعش.
وكان رتلان أميركي وتركي دخلا إلى الشمال السوري تزامنا مع انعقاد القمة بين الرئيسين، ما يشير الى ارتفاع حدة الصراع بين القوى المسيطرة على الشمال.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن رتلا عسكريا أميركيا جديدا دخل إلى الأراضي السورية قادما من شمال العراق.
وذكر المرصد أن الرتل دخل عبر معبر الوليد الحدودي، وأن دخوله ترافق مع تحليق لطائرات حربية في سماء المنطقة.
وأوضح أن الرتل يتألف من عدة مدرعات وآليات عسكرية، واتجه نحو القواعد الأميركية شمال وشمال شرق سورية فجر أمس.
في المقابل، دخل رتل تركي إلى مدينة إدلب تزامنا مع استمرار الطائرات الروسية قصفها على قرى وبلدات ريف المحافظة الواقعة ضمن منطقة خفض التصعيد.
كذلك دخل رتل تركي إلى محافظة إدلب من معبر كفرلوسين الحدودي أمس بحسب موقع «عنب بلدي». وتوجه قسم منه صوب نقطة المراقبة في قرية الصرمان بريف إدلب الشرقي. أما القسم الآخر توجه إلى نقطة المراقبة في قرية معرحطاط بريف إدلب الجنوبي.
وتزامن ذلك مع تجدد قصف الطيران الروسي والمدفعي من قبل قوات الحكومة السورية على مدن وبلدات ريف إدلب، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى. وشن الطيران غارات على قرية سطوح الدير وقرية المشيرفة وعلى محيط قرية شنان في ريف إدلب.
كما تعرضت أطراف وبلدة كفرسجنة ومعرتحرمة بريف إدلب الجنوبي، إلى قصف مدفعي من قبل الجيش السوري.
جاء ذلك بعد ليلة عنيفة أسفرت عن مقتل 11 شخصا وإصابة 20 آخرين، بقصف حربي ومدفعي في ريف إدلب، بحسب الدفاع المدني. وقال الدفاع إنه من بين القتلى أحد عناصره وأصيب خمسة متطوعين، جراء قصف الطيران الحربي الروسي ومدفعية الجيش على قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي.
في هذه الاثناء، صدرت عن الادارة الأميركية عدة اشارات ترحيبية بزيارة اردوغان، بعد اسابيع من التصريحات النارية المتبادلة، فيما دعا عدد من المشرعين ترامب إلى إلغائها بسبب عملية «نبع السلام» التي تشنها تركيا ضد المسلحين الأكراد.
وأكد مسؤول بارز بالبيت الأبيض أن الولايات المتحدة لن تتخلى بسهولة عن التحالف مع تركيا الممتد منذ 70 عاما. وقال:«لن نتخلى بسهولة عنه إذا ما كان هناك طريق ما للمضي قدما».
وأضاف أن الرئيس الأميركي «ملتزم بالمشاركة والديبلوماسية المباشرة عندما يكون الأمر شديد الأهمية، وكذلك الرئيس التركي نفسه».
وكشف عن إمكانية عودة تركيا لبرنامج طائرات إف35- الأميركية، ولكنه قال إنه «من أجل حدوث ذلك، فإننا، كحلفاء، بحاجة لحل قضية أنظمة إس400- التي اشترتها تركيا من روسيا». وتزامن ذلك، مع ما كشفته صحيفة «واشنطن بوست» حول عرض صفقة تجارية بقيمة 100 مليار دولار من ارلمب لأردوغان، للالتفاف على العقوبات التي توعدت بها واشنطن بسبب صفقة صواريخ «إس–400» الروسية. ونقلت الصحيفة عن مصادر أن هذه المقترحات تهدف إلى تحسين العلاقات بين البلدين تضمنتها رسالة وجهها ترامب الأسبوع الماضي إلى نظيره التركي.
وتأتي زيارة اردوغان بعد فوضى المواقف والتصريحات التي اطلقها ترامب تجاه تركيا خلال الفترة الماضية، وأثارت تساؤلات فعلية حول استراتيجيته في سورية.