أكد الرئيس السوري د.بشار الأسد أن «الدستور ليس نصا مقدسا»، مشيرا الى أن اللجنة الدستورية التي بدأت اجتماعاتها الشهر الماضي برعاية الامم المتحدة في جنيف «تناقش الدستور، وبالنسبة لنا الدستور كأي نص من وقت لآخر لابد من دراسته وتعديله بحسب المعطيات الجديدة الموجودة في سورية، هو ليس نصا مقدسا».
وقال الأسد خلال مقابلة أجراها مع «قناة روسيا 24» و«وكالة روسيا سيغودنيا»: الإرهاب ليس له حدود، قد يكون اليوم في سورية، وقد يكون في أقصى آسيا، أو قد يكون في أوروبا، كما حصل خلال السنوات الماضية من عمليات إرهابية، وقد يكون في روسيا.
وأضاف: داعش أتت بإرادة أميركية، وقامت بنشاطاتها بغطاء أميركي، ولدينا قناعة ومعلومات بأن أميركا كانت تحرك داعش مباشرة كأداة عسكرية لضرب الجيش السوري ولتشتيت القوى العسكرية التي تقاتل الإرهاب، وفي مقدمتها الجيش السوري.
وتعليقا على الاحتجاجات التي يشهدها العراق ولبنان خصوصا وما إذا كانت تذكر ببداية الاحتجاجات في سورية، أوضح أن «ما حصل في سورية، هو أنه في بداية الأمر كانت هناك أموال تدفع لمجموعات من الأشخاص لكي تخرج في مسيرات، وكان هناك جزء بسيط من الناس الذي خرج مع التظاهرات لأن لديه أهدافا في تغيير ما في الحالة العامة».
وتابع «بدأ إطلاق النار والقتل منذ الأيام الأولى من التظاهرات، مما يعني أنها لم تكن عفوية، حيث ان الأموال كانت موجودة والسلاح كان محضرا، وبالتالي ليس بالإمكان التشبيه بين ما حصل في سورية وحالة الدول الأخرى».
وأضاف «إذا كانت التظاهرات التي خرجت في الدول المجاورة عفوية وصادقة وتعبر عن رغبة وطنية بتحسين الأوضاع السياسية والاقتصادية وغيرها في البلاد، فلا بد أن تبقى وطنية، لأن الدول الأخرى التي تتدخل في كل شيء في العالم، كأميركا ودول الغرب، لاسيما بريطانيا وفرنسا، لابد أن تستغل هذه الحالة من أجل لعب دور وأخذ الأمور باتجاه يخدم مصالحها».
وبخصوص المسلحين الأكراد، اتهمهم الأسد بإعطاء ذريعة لتركيا كي تنفذ المخطط الذي حلمت به منذ بدايات الحرب، مشيرا إلى أنهم غير مستعدين حاليا للانضمام إلى الجيش السوري.
ولفت الأسد خلال المقابلة، إلى أنه «لابد من تطبيق الاتفاق الروسي ـ التركي فيما يخص انسحاب المجموعات الكردية المسلحة، لأنها أعطت ذريعة للتركي لكي يبدأ بتنفيذ المخطط الذي يحلم به منذ بدايات الحرب، فلا بد من انسحابها لمسافة 30 كلم»، مشيرا إلى أن «الانسحاب طبق في بعض الأماكن، ولكنه لم يطبق بشكل كامل».
وأضاف أن «هناك تعاونا الآن بين سورية وروسيا من أجل تطبيق هذا الاتفاق بالكامل، وبعد أن يطبق لابد أن نقول للأتراك: هيا ابدأوا بالانسحاب».
أما بالنسبة لانضمام المجموعات الكردية إلى الجيش السوري، فأكد الأسد أن «دمشق منذ بداية المصالحات عام 2013، سارت بمبدأ أن كل من يسلم سلاحه يحصل على عفو كامل، ويمكن له أن ينضم إلى الجيش.
بعد الاتفاق الروسي ـ التركي أعلنت وزارة الدفاع (السورية) بشكل رسمي عن استعدادها لاستيعاب المقاتلين الأكراد في صفوف الجيش بخطط مختلفة قد تتناسب مع تلك المنطقة، ولكن الرد الذي أتى فهم بشكل رسمي على أنهم غير مستعدين للانضمام حاليا للجيش العربي السوري ومصرون على الاحتفاظ بسلاحهم في تلك المناطق».
ولفت الأسد إلى أنه «في إطار التعاون السوري ـ الروسي، تعمل دمشق الآن على إقناع هؤلاء المقاتلين بأن الانضمام للجيش السوري، هو المكان الصحيح والسليم لاستعادة الأراضي التي تسبب هؤلاء بخسارتها في الشمال السوري.
علينا أن نبقى نحاول لنرى خلال الأسابيع المقبلة كيف تسير الأمور».
وأشار الأسد في المقابلة التي بثت اول من امس إلى أنه يقود سيارته بنفسه، لأنه لا يحب مظاهر السلطة.
وأكد الأسد أنه «لم يقم بأي إجراءات إضافية، لا بالنسبة لقيادة السيارة ولا لمواكب الحماية» بعد مرور 9 سنوات على الحرب في سورية.
وقال «أقود سيارتي لأنني شخص لا أحب مظاهر السلطة. أفضل أن أنقل طباعي للمنصب لا أن آخذ مظاهر المنصب، لا قبل الحرب تغيرت ولا خلالها، ولن أتغير بعدها، ولن ينجح الإرهاب ولا غيره في تغيير طبيعتي وعلاقتي بالناس».