أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه قصف عشرات الأهداف السورية والإيرانية في ضربات جوية «على نطاق واسع» استهدفت مواقع في دمشق ومحيطها أمس، وأسفرت الغارات عن مقتل ٢٣ شخصا بينهم ١٦ مقاتلا اجنبيا، وهو ما اعتبرته روسيا مخالفة للقانون الدولي.
وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) وقوع الهجمات ونقلت عن مصدر عسكري قوله إن الطيران الحربي الإسرائيلي قام باستهداف محيط مدينة دمشق بعدد من الصواريخ.
وأضاف أن «منظومات دفاعنا الجوي تصدت على الفور للهجوم الكثيف وتمكنت من اعتراض الصواريخ المعادية وتدمير معظمها قبل الوصول إلى أهدافها«».
في المقابل، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي ادرعي على صفحته على فيسبوك إنه شن غارات ضد أهداف تابعة لفيلق القدس الإيراني وأخرى تابعة للجيش السوري وذلك ردا على الهجوم الذي نفذته قوة إيرانية ضد إسرائيل.
وحدد الاهداف بنوعين: الأولى سورية تابعة «للنظام السوري الذي يستضيف الإيرانيين» حيث تم ضرب بطاريات صواريخ أرض-جو متقدمة دخلت الخدمة في العقد الأخير ومستودعات أسلحة ومقرات قيادة ومواقع رصد.
الثانية إيرانية وشملت «العنصر الذي يتموضع عسكريا في سورية أى فيلق القدس وميليشياته حيث تم استهداف مقر قيادة وسيطرة كبيرة في مطار دمشق الدولي بالاضافة الى معسكر كبير للميليشيات الشيعية وأهداف لوجيستية أخرى».
وصرح الناطق باسم الجيش الإسرائيلي جوناتان كونريكوس لوكالة فرانس برس بأن الهجوم كان «قصيرا وكثيفا جدا».
وأضاف أن «الهدف الرئيسي كان (المنشأة الزجاجية) الواقعة في المحيط العسكري لمطار دمشق الدولي».
وتابع أن هذه المنشأة هي «المبنى الرئيسي الذي يستخدمه الحرس الثوري لتنسيق نقل المعدات العسكرية من إيران وسورية وأبعد من ذلك».
ونشرت صحيفة «يديعوت احرونوت» تفاصيل اكثر عن الضربات حيث قالت إن الجيش الإسرائيلي استبق تنفيذ الهجمات بتدمير بطاريات الدفاع الجوي (أرض- جو) التابعة للنظام باستثناء منظومة الدفاع S-300 الروسية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري قوله أمس، إن القصف استهدف بطاريات الدفاع الجوي التابعة للجيش السوري من أجل السماح للطائرات الإسرائيلية بحرية الحركة في سورية.
وقال المسؤول إن الجيش الإسرائيلي هاجم ست بطاريات صواريخ مضادة للطائرات السورية، كما هاجم مواقع في الجولان بطائرات هليكوبتر مقاتلة.
وهاجم أيضا مبنى الدفاع الوطني الواقع داخل مطار دمشق الدولي، والذي يعمل «فيلق القدس» الإيراني منه والذي يسمى «البيت الزجاجي»، بحسب المسؤول الذي أكد أن المبنى لم يتم تدميره وإنما فقط مهاجمته.
بدوره، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن القصف استهدف مواقع في الكسوة ومنطقة سعسع ومطار المزة العسكري وجديدة عرطوز وضاحية قدسيا ومحيط صحنايا جنوب دمشق.
وأضاف المرصد أن الضربات الإسرائيلية أدت إلى «تدمير بطاريات للدفاع الجوي السوري في مطار المزة العسكري ومستودعات للأسلحة والذخائر تابعة لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في محيط الكسوة ومستودع آخر لا نعرف لمن هو قرب ضاحية قدسيا ومحيط صحنايا» بجنوب وجنوب غرب دمشق.
وأضاف أن ٢٣ شخصا قتلوا بينهم ١٦ مسلحا اجنبيا وان «شابة أصيبت بشظايا جراء القصف الإسرائيلي على ضاحية قدسيا كما جرى انتشال عائلة مكونة من رجل وزوجته وابنه من تحت أنقاض منزل في قرية بيت سابر بناحية سعسع بعد استهداف أحد الصواريخ الإسرائيلية للمنزل».
وأكد الجيش الاسرائيلي أن الضربات السورية «لم تسفر عن ضحايا» وأن «كل الطيارين عادوا سالمين» في حين، اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت مبكر من صباح أمس بتنفيذ الهجمات «لقد أوضحت أن من سيؤذينا سيؤذي نفسه».
وأضاف «هذا ما فعلناه إزاء أهداف عسكرية لفيلق القدس الإيراني وأهداف عسكرية سورية في سورية بعد إطلاق وابل من الصواريخ على إسرائيل».
وفيما أعلنت المصادر الاسرائيلية تجنب أنظمة الدفاع «S-300»، الروسية الحديثة والتي لم تستخدم لصد الهجمات، اعتبرت وزارة الخارجية الروسية الاستهداف الإسرائيلي لمواقع عسكرية تابعة لقوات النظام السوري وإيران في دمشق «خطأ لا حاجة له».
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله إن الضربات الجوية الإسرائيلية على سورية خطوة خاطئة وان موسكو تواصلت مع حلفائها بشأن الواقعة.
وقال إن القصف الإسرائيلي على الأراضي السورية يتعارض مع مبادئ القانون الدولي ويؤدي إلى تصعيد غير ضروري للتوتر.