أكد المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون، أن عودة اللاجئين السوريين لن يتمكنوا من العودة إلى بلادهم دون تغييرات، داعيا روسيا وإيران إلى العمل مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وقال المبعوث الأممي خلال مؤتمر حوار المتوسط في العاصمة الإيطالية روما أمس الأول «نحتاج لرؤية تغييرات على الأرض لأن من دونها لا يمكن للاجئين العودة إلى بلادهم». وأضاف: «على روسيا وإيران العمل مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إذا أرادتا رؤية تغيرات في سورية».
وانتهت الجمعة قبل الماضية في جنيف الجولة الثانية للجنة الدستورية السورية، دون حصول أي اجتماع بعد رفض وفد الحكومة نقاش مواد دستورية وفق جدول الأعمال المقترح من قبل المعارضة، مصرا على مناقشة ورقة «ركائز وطنية».
وبحسب مصادر رفيعة في هيئة التفاوض السورية المعارضة، مفضلة عدم ذكر اسمها، فإن بيدرسون أعلن في ختام الجولة الفاشلة الأسبوع الماضي عزمه على لقاء الأطراف السورية والدولية ومنها الدول الضامنة، قبل تحديد موعد جديد للجولة، حيث لن تعقد هذه الجولة قبل الاتفاق على جدول الأعمال.
وفي السياق، أفادت مصادر تركية رفيعة مطلعة في وزارة الخارجية لـ «العربي الجديد»، بأن لدى الغرب خشية كبيرة من سعي روسيا لنقل اجتماعات الدستورية السورية إلى أستانا، حيث تؤكد ذلك خلال الاجتماعات الجارية، ومخرجات الجولة السابقة، وعلى الرغم من أن هذه الخشية قد تكون غير جادة بسبب انفراد روسيا بالملف السوري. إلا أن هناك ضغوطا من المجموعة المصغرة لإنجاز شيء في اللجنة الدستورية، وأمهلت الدول الضامنة فترة زمنية لرؤية إنجازات لهذه اللجنة في جنيف، وإلا ستسحب دعمها لعمل اللجنة، دون وجود البديل الحقيقي للحل السياسي في حال فشل عمل اللجنة الدستورية.
وفي سياق متصل، بحث وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف أمس الأول، مع بيدرسون، الحوار «السوري - السوري» بهدف الإصلاح الدستوري.
وجاء في بيان وزارة الخارجية الروسية «تم الإعراب عن رأي مشترك حول المساهمة في إقامة حوار مستدام ومثمر بين السوريين دون تدخل خارجي وفرض قيود زمنية لتطوير مثل هذه المقترحات الموحدة حول الإصلاح الدستوري، التي ستتلقى أكبر دعم من طرف الشعب السوري. وتم تبادل آراء حول اللجنة الدستورية بعد إطلاقها ونتائج الجلستين الماضيتين في جنيف. كما نوقشت مسألة إجراء لقاء دولي آخر حول سورية بصيغة أستانا في 10-11 الجاري في العاصمة الكازاخية نورسلطان.
من جهة أخرى، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن بلاده لن تسحب قواتها من سورية إلا بعد أن يطلب ذلك الشعب السوري «شاكرا».
وقال أردوغان، خلال اجتماع للمجلس الاستشاري لـ «حزب العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا، بمدينة اسطنبول أمس: «لن نخرج من سورية إلا إذا قال لنا الشعب السوري شاكرا عليكم الخروج الآن».
وشدد أردوغان على أن القوات التركية موجودة في سورية بـ «دعوة الشعب السوري وبموجب اتفاق أضنة» المبرم بين البلدين عام 1998.
وأشار الرئيس التركي إلى أن قوات بلاده ستخرج من سورية بعد انسحاب الدول الأخرى، وأوضح في هذا السياق: «جميع الزعماء الذين تحدثنا إليهم يسألوننا متى ستخرجون من سورية ونحن نقول لهم أنتم ماذا تفعلون هناك؟».
ميدانيا، ارتفع الى 10 على الأقل عدد ضحايا القصف الجوي من قبل الطيران السوري والروسي على محافظة إدلب أمس. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن 4 مدنيين قضوا أمس بينهم مواطنتان وطفل، جراء قصف جوي روسي على بلدة البارة جنوب إدلب، و5 مدنيين بينهم 3 أطفال ومواطنة جراء إلقاء الطيران المروحي براميل متفجرة على قرية ابديتا بريف إدلب الجنوبي، وطفل جراء قصف طيران الجيش السوري الحربي على قرية بجغاص شرق إدلب. وتوقع المرصد ارتفاع عدد القتلى لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة، فيما جددت المروحيات السورية إلقاء البراميل المتفجرة على إدلب مستهدفة قرية كفرشلايا وحزارين وكفرسجنة والأربعين، كما جددت طائرات حربية روسية غاراتها على الريف الإدلبي مستهدفة مليار وبشلون في جبل الزاوية.
وأفاد موقع «عنب بلدي» بدوره، بأن الأحياء السكنية في مدن وبلدات ريف إدلب الجنوبي تعرضت لاستهداف «مكثف» بالصواريخ الفراغية والبراميل المتفجرة من الطيران الحربي والمروحي، في تركيز ملحوظ على استهداف منطقة جبل الزاوية.
وكانت فصائل «الفتح المبين» في إدلب أعلنت عن 3 عمليات هجومية، استهدفت من خلالها مواقع قوات الجيش السوري على محاور ريفي إدلب الجنوبي والشرقي.
وقالت الفصائل، إنها دمرت سيارة عسكرية لقوات النظام من نوع «أورال» في معسكر جورين بمنطقة سهل الغاب بريف حماة، عبر استهدافها بصاروخ مضاد للدروع، ما أسفر عن مقتل من بداخلها.
وجرت العملية الثانية باستهداف «مكثف» لمواقع الجيش السوري بقذائف المدفعية الثقيلة في الكتيبة المهجورة بريف إدلب الشرقي.
كما أعلنت «الفتح المبين» مقتل ضابط قنصا على جبهة التينة بريف إدلب الجنوبي الشرقي.
وتشهد محاور ريفي إدلب الجنوبي والشرقي اشتباكات عنيفة بين الطرفين منذ الأسبوع الماضي، وذلك بغطاء من الطيران الحربي الروسي والسوري، مع محاولات تقدم مستمرة لقوات الحكومة السورية التي تتصدى لها الفصائل بحسب إعلانها.
تركيا تهدد روسيا وأميركا باستئناف «نبع السلام» ما لم تلتزما بالاتفاقيات
وكالات: أكدت تركيا أمس حقها في مواصلة عملية «نبع السلام» العسكرية التي شنها الجيش التركي شمال سورية في أكتوبر الماضي «حال عدم الوفاء بالتعهدات المقدمة لها».
وهدد المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حامي أقصوي، في مؤتمر صحافي أمس الأول، باستئناف عملية «نبع السلام» في حال لم تلتزم كل من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا بالتعهدات التي قدمتها.
وأشار أقصوي إلى الاتفاقيتين اللتين وقعتهما أنقرة مع واشنطن في 15 من أكتوبر الماضي، ومع موسكو في 22 من الشهر ذاته، معتبرا أن هاتين الاتفاقتين «دليل صريح على إقرار البلدين بشرعية العملية»، بحسب تعبيره.
وأكد أقصوي أن تركيا لن تخرج من سورية حتى «يتم تطهير المنطقة الآمنة، التي تحدث عنها الرئيس رجب طيب أردوغان، من الإرهابيين» في اشارة الى مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على قوات سوريا الديموقراطية (قسد).
واعتبر أن بلاده أسهمت من خلال عمليتها في «ضمان وحدة تراب سورية»، على عكس ما يقال، بحسب تعبيره.