دخلت قوات روسية مدينة الرقة العاصمة السابقة لتنظيم داعش في سورية، أمس استكمالا لخطط موسكو في ملء الفراغ الذي خلفه انسحاب القوات الأميركية من شمال سورية بأمر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ودخل الجنود الروس لأول مرة منذ وصولهم الأراضي السورية في سبامبر 2015، بحسب موقع تلفزيون روسيا اليوم، الذي نقل عن فلاديمير فارنافسكي، الضابط في ما يسمى المركز الروسي للمصالحة، تأكيده أن البنية التحتية في الرقة دمرت بالكامل بفعل الغارات الأميركية وغارات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة خلال عملية السيطرة عليها قبل نحو عامين.
وقال فارنافسكي: «أصبح الآلاف من المدنيين ضحايا للهجمات الجوية والقصف المدفعي العشوائي الأميركي على مدينتهم. لم تكمل المدينة بعد أعمال إزالة الأنقاض وتطهير المنطقة من الألغام والعبوات الناسفة، وهناك نقص في المياه النظيفة والأدوية والغذاء».
وأظهرت لقطات بثتها قناة زفيزدا التلفزيونية التابعة لوزارة الدفاع الروسية مجموعة من الجنود الروس وهم يصافحون أطفالا سوريين ويفرغون حمولة من المساعدات الإنسانية من على ظهر شاحنة كتب عليها «روسيا معكم».
وكانت القوات الأميركية وحلفاؤها من قوات سوريا الديموقراطية (قسد) التي يسيطر عليها الأكراد، قد انتزعت السيطرة على الرقة قبل عامين في أكبر انتصار حققته حملة واشنطن على التنظيم. لكن بعد أن قرر ترامب فجأة سحب القوات الأميركية في أكتوبر تقدمت موسكو بسرعة للسيطرة على كافة القواعد التي كانت القوات الأميركية تعمل فيها.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن فلاديمير فارنافسكي وهو ضابط في وزارة الدفاع الروسية قوله إن القوات الروسية في الرقة توزع مساعدات إنسانية كما يقدم أطباء عسكريون رعاية صحية للسكان.
في سياق آخر، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده بدأت العمل على إسكان مليون شخص في مدينتي تل أبيض ورأس العين التي سيطرت عليها فصائل الجيش الوطني السوري المعارضة والقوات التركية في اكتوبر الماضي بعد عملية «نبع السلام» ضد «قسد» ووحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر عليها.
وأضاف الرئيس التركي في كلمة له أمام وزراء الشؤون الاجتماعية بمنظمة التعاون الإسلامي، أنه سيتم تقديم الدعم لإنشاء مناطق سكنية جديدة في الشمال السوري، حيث تسعى تركيا لإقامة ما تسميه «المنطقة الآمنة» على الطرف المقابل لحدودها الجنوبية، وتريد ابعاد المسلحين الأكراد لعمق 30 كيلومترا عنها.
ولفت إلى أن أي طرف لن يستطيع بمفرده تحمل أعباء السوريين الموجودين على الأراضي التركية والمقيمين بالقرب من الحدود التركية والبالغ إجمالي عددهم 9 ملايين، لافتا إلى أن الاتحاد الأوروبي لم يقدم للاجئين السوريين سوى 3 مليارات يورو، بينما تجاوز ما أنفقناه عليهم 40 مليار دولار.
من جهته، أعلن نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي ان قوات بلاده سيطرت على أكثر من أربعة آلاف كيلومتر خلال العملية العسكرية التي نفذتها في شمال سورية.
ونقلت وكالة (أناضول) التركية للأنباء عن أوقطاي قوله في كلمة أمام اجتماع للجنة التخطيط والميزانية بالبرلمان التركي ان بلاده تهدف من خلال العملية العسكرية الى «الحفاظ على السلامة الإقليمية لسورية ووحدة أراضيها والحد من المخاوف الأمنية لتركيا».
وأضاف ان حرب تركيا ضد «الإرهاب» ستستمر حتى القضاء على «الإرهابيين» بشكل كامل في المنطقة في اشارة الى «قسد» التي تصنفها تركيا ارهابية. إلى ذلك، أعلن الممثل الرسمي لوزارة الخارجية الكازاخستانية إيبيك سمادياروف أن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لسورية غير بيدرسون سيشارك بصفة مراقب في الجولة الرابعة عشرة من المحادثات بصيغة «استانا» حول سورية في العاصمة نور سلطان اليوم وغدا. وقال سمادياروف خلال مؤتمر صحافي بالعاصمة الكازاخستانية أمس، إن وفد الأمم المتحدة برئاسة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، سيشارك في الاجتماع بصفة مراقب. وأضاف ـ حسبما أفاد الموقع الإلكتروني لوكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية ـ أن «جميع الأطراف في عملية «أستانا» بشأن سورية قد أكدت مشاركتها في المفاوضات وبدأت بالفعل بالوصول إلى كازاخستان»، مشيرا إلى أنه من بين المشاركين وفود الدول الضامنة (روسيا وتركيا وإيران)، فضلا عن وفدي الحكومة السورية والمعارضة المسلحة.
وأوضح سمادياروف أن الوفد الروسي سيرأسه مبعوث الرئيس الروسي الخاص ألكسندر لافرنتييف، وأن تركيا ستمثل على مستوى نائب وزير الخارجية سيدات أونال، منوها إلى أن الوفد الإيراني سيشارك برئاسة المساعد الأول لوزير خارجية البلاد للشؤون السياسية حسين جابري أنصاري.