أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، أن استعادة الجولان المحتل بكل السبل التي يكفلها القانون الدولي، «ستبقى أولوية لسورية والبوصلة التي لن تحيد عنها».
وطالب الجعفري - في تصريحاته خلال اجتماع مجلس الأمن حول الشرق الأوسط أوردتها قناة «روسيا اليوم» الإخبارية امس - مجلس الأمن القيام بدوره بـ «إلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بوقف ممارساتها العدوانية الاستيطانية في الجولان السوري المحتل».
وأشار إلى قيام إسرائيل «بسرقة آثار الجولان ونهب ثرواته بما فيها النفط السوري الذي تسعى لاستخراجه ونهبه بالتعاون مع شركات أميركية إضافة إلى الاستيلاء على ممتلكات الأهالي وأراضيهم وإقامة مخططات احتلالية جديدة عليها».
وشدد الجعفري على أن إجراءات إسرائيل الاستيطانية «تنتهك بشكل جسيم القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني الذي يتعامل معه البعض بازدواجية فاضحة في المعايير وبنفاق فاق كل الحدود».
واتهم الجعفري منسق الأمم المتحدة لعملية السلام نيقولاي ملادينوف، بـ «انتهاك التزامات ولايته وتجاهله الحديث عن الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري في إحاطاته بهدف التعتيم على الجرائم الإسرائيلية الخطيرة فيه».
وقال الجعفري: «تصادف هذا العام الذكرى الخامسة والسبعون لإنشاء الأمم المتحدة التي رافقتها القضية الفلسطينية على مدى 73 عاما من عمرها، إلا أنها لم تلق من هذه المنظمة إلا مواقف لم تجد طريقها للتطبيق».
وأضاف: «ألم يحن الوقت بعد مرور عشرات السنين على الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية لأن يضطلع مجلس الأمن بمسؤولياته لحفظ السلم والأمن الدوليين ووضع قرارات الأمم المتحدة موضع التنفيذ لينعم أهلنا في الجولان السوري المحتل وفلسطين ولبنان بالحرية وكذلك إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي أكد عليها قرار الجمعية العامة رقم 181 لعام 1947 المعتمد قبل 73 عاما؟».
إلى ذلك، أعلنت المتحدثة باسم المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية جينيفر فينتون، اعتزام المبعوث الأممي غير بيدرسون زيارة موسكو نهاية الأسبوع الجاري، وإجراء مباحثات مع وزيري الخارجية والدفاع الروسيين سيرغي لافروف وسيرغي شويغو.
وقالت فينتون، في تصريحات لوكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية امس، ان بيدرسون سيجري لقاءات في وقت لاحق من الأسبوع الجاري في موسكو مع وزيري الخارجية والدفاع الروسيين، كما سيقدم إحاطة في مجلس الأمن الدولي في التاسع 29 الجاري، حول الشأن السوري.
في غضون ذلك، قال سكان ومسعفون إن ضربات جوية قادتها روسيا قتلت 40 شخصا على الأقل امس الاول في شمال غرب سورية في إطار هجوم كبير للجيش بدعم من فصائل مسلحة إيرانية لطرد مسلحي المعارضة والذي تسبب في فرار عشرات الآلاف صوب الحدود مع تركيا.
وأضافوا أن أسرة مؤلفة من ثمانية أفراد، بينهم ستة أطفال، لاقت حتفها في قرية كفر تعال غربي حلب، التي تسيطر عليها الحكومة، بينما قتل 9 مدنيين آخرين في معر دبسة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.
وقتل 22 مدنيا آخرين على الأقل في ضربات أخرى نفذتها طائرات حربية سورية وروسية على مواقع للمعارضة في مناطق ريفية تعرضت لقصف عنيف منذ أن بدأت الحملة العسكرية التي تقودها روسيا وتساندها فصائل إيرانية مسلحة في ديسمبر.
ويقول مسعفون ووكالات إغاثة إن القصف الجوي الذي نشرت موسكو خلاله قوات خاصة على الأرض للتوغل في عمق المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة ألحق الخراب بعشرات البلدات وتسبب في دمار مستشفيات ومدارس.