بعث الرئيس السوري بشار الأسد ببرقية إلى الرئيس اللبناني ميشال عون أكد فيها وقوف سورية إلى جانب لبنان الشقيق والتضامن مع شعبه المقاوم.
وقال الأسد بحسب وكالة الأنباء الرسمية «سانا»: آلمنا كثيرا الحدث الجلل الذي وقع في مرفأ بيروت وخلف عددا كبيرا من الضحايا والجرحى.
وتابع: نؤكد وقوفنا إلى جانب لبنان الشقيق وتضامننا مع شعبه المقاوم وكلنا ثقة بأنكم قادرون على تجاوز آثار هذا الحادث المأساوي وإعادة بناء ما نتج عنه من أضرار في أسرع وقت ممكن.
من جهته، أعرب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السوري وليد المعلم عن تأثر سورية البالغ بالانفجار المروع في مرفأ بيروت والذي «أودى بحياة عدد من الأبرياء وجرح آخرين وأحدث دمارا هائلا في المباني والمرافق العامة والخاصة».
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية والمغتربين اللبناني شربل وهبة أمس حسبما أفادت وكالة الأنباء السورية، مؤكدا تعاطف وتضامن سورية مع لبنان الشقيق والاستعداد لوضع كل الإمكانيات لمساعدة لبنان على تجاوز آثار هذا الحادث المأساوي.
ورد الوزير اللبناني ممتنا لهذا الموقف الأخوي الذي يعبر عن حقيقة العلاقة بين الشعبين.
من جهته، عبر الائتلاف الوطني السوري، عن عميق تعاطفه مع الشعب اللبناني الشقيق في هذا المصاب الجلل، وقدم أحر تعازيه لعائلات الضحايا الذين قضوا في الانفجار المروع، راجيا تمام الشفاء لجميع الجرحى والمصابين.
ولفت الائتلاف في بيان له إلى أن الوقوف إلى جانب الشعب اللبناني واجب على الجميع لاسيما السوريين، ونرجو منهم تقديم كل ما هو ممكن من دعم أو مساندة.
وأوضح أن السوريين يشاركون أشقاءهم اللبنانيين هذه التجربة المريرة والمؤلمة، وهم يتذكرون المواقف النبيلة والإنسانية لكثير من أبناء لبنان الذين وقفوا ولايزالون إلى جانب الشعب السوري.
ودعا الائتلاف الأشقاء والأصدقاء إلى تقديم العون اللازم للبنان من أجل تعافيه وخروجه السريع من هذه الكارثة، لاسيما أن هذه الكارثة قد وقعت في ظل وضع اقتصادي ومعيشي غاية في الصعوبة، مما يفاقم من تداعيات هذا الانفجار، ونأمل أن يتمكن هذا البلد الشقيق من تجاوز هذه المحنة الرهيبة.
هذا وقال ناشطون ان دخان انفجار بيروت كان يمكن مشاهدته من بعض ضواحي العاصمة دمشق لاسيما المرتفعة منها كمنطقة قدسيا.
كما وثق نشطاء ومواقع إخبارية وفاة عدد من السوريين في لبنان، وارتفع العدد الى نحو 27 اضافة الى عشرات الجرحىوعدد من المفقودين.
من جهة أخرى، وبعد أكثر من 9 أعوام من الحرب في سورية كان لبنان المتنفس لها، يجوز طرح التساؤل حول آثار الانفجار المدمر الذي أصاب بيروت ومرفأها أمس الأول على الداخل السوري.
وردا على ذلك، اعتبر خبير اقتصادي، أن انفجار مرفأ بيروت وتوقفه عن العمل، سوف تكون له آثار اقتصادية مدمرة على سورية وعلى الأردن بالإضافة إلى لبنان، مشيرا إلى أن المرفأ يشكل رئة تتنفس منها هذه البلدان، وبالذات فيما يتعلق بمستورداتها من المواد الأساسية.
ونقل موقع «الاقتصادي سوريا» عن الخبير الاقتصادي، عامر شهدا، قوله، إن سورية كانت تعتمد بشكل أساسي على مرفأ بيروت، في تغطية مستورداتها من المواد الغذائية القادمة من أوروبا بالدرجة الأولى، وذلك بسبب العقوبات الاقتصادية وظروف الحصار التي تعاني منها المرافئ السورية.
وأضاف شهدا، أن توقف مرفأ بيروت، سوف يضر كذلك بتجارة الترانزيت، التي كانت تدر العملة الصعبة على الحكومة السورية، وذلك جراء توقف حركة الشاحنات، التي كانت تنقل البضائع من مرفأ بيروت إلى الأردن وباقي الدول الخليجية عبر الأراضي السورية، لافتا إلى أن البدائل لدى لبنان الآن هو مرفأ طرابلس، إلا أنه بحسب قوله، مرفأ صغير وبالكاد يكفي لتغطية حاجات لبنان من المستوردات.
رغم ذلك، لم يتأثر سعر صرف الليرة السورية بالحادث، حيث شهدت تحسنا بصورة محدودة مقابل الدولار، في معظم المناطق، خلال تعاملات الأمس.
ومقارنة بإغلاق أمس الأول، تراجع سعر «دولار دمشق»، 25 ليرة، ليصبح ما بين (2125 - 2180) ليرة شراء، و(2200 - 2225) ليرة مبيعا.
كذلك تراجع «دولار حلب»، 25 ليرة، ليصبح ما بين (2160 - 2170) ليرة شراء، و(2180 - 2200) ليرة مبيعا. هذا، ويحدد مصرف سورية المركزي، «دولار الحوالات»، بـ 1250 ليرة للدولار الواحد.