سماح جمال
هيا عبدالسلام ممثلة ومخرجة اعتدنا أن نشاهد لها في السنوات الأخيرة أعمالا درامية في أغلبها من إخراجها وبطولتها، إلا أنها في هذا الموسم الرمضاني فصلت بين الممثلة والمخرجة فقدمت «الناجية الوحيدة» من إخراجها ولم تظهر فيه كممثلة.
وقدمت مسلسل «نبض مؤقت» كممثلة فقط والعمل من إخراج سعود بوعبيد، الشخصية التي تقدمها هيا هي «طيبة» الطبيبة المتزوجة والمحبة لزوجها لكنهما لم يرزقا بأولاد.
هيا عبدالسلام كفنانة تعتبر من الأبرز والأكثر موهبة بين أبناء جيلها، وتعد المخرجة الوحيدة في الدراما الخليجية المحافظة على تقديم عمل من إخراجها بصورة مستمرة، لكن في تلك السنوات التي جمعت فيها بين التمثيل والإخراج في ذات العمل كانت الشخصية التي تقدمها ينقصها شيء ولم تعد شخوصها كممثلة تلفت الانتباه كما كان يحدث في السابق.
إلا أن عودتها بشخصية «طيبة» أعادت للممثلة وهجها، والمتابع لأداء الشخصية يلاحظ كم الجهد والوقوف على تفاصيل الشخصية الصغيرة من مظهر خارجي، ولغة جسد الشخصية في طريقة تعبيرها وتفاعلها مع الأحداث، فهو جديد بمكان وغير مكرر عليها كممثلة.
هيا عبدالسلام وصلت لدرجة من التقمص والتحكم في مفاصل الشخصية التي تقدمها بمكان، جعلها تستطيع أن تعبر بملامح وجهها فقط عن المشاعر والأحاسيس لشخصية «طيبة»، وكأن قوة تعابير وجهها الطبيعية وغير المصطنعة كافية بحد ذاتها لترد على صفحات طويلة من الحوارات والكلمات.
هيا أعادت بتقديمها لشخصية «طيبة» إلى الشاشة عنصر افتقدناه طويلا في الدراما الخليجية أو لنقل أنه كان نادرا ما نجده في الفنانات وهي معادلة ملامح الوجه البعيدة عن المبالغة بعمليات التجميل أو التعديلات التي تفقده قدرته على التعبير والتجسيد، وميزان الأداء الذي يقدم دون مبالغة مفتعلة أو تصنع.
هيا عبدالسلام أكدت وعززت مكانتها في الموسم الدرامي الرمضاني 2021 كمخرجة قادرة على إدارة عمل درامي لنجمة بمكانة الفنانة هدى حسين في مسلسل «الناجية الوحيدة»، وتخرجه بهذا المستوى وتعمل على تفاصيله بصورة تؤكد على تطورها وتمكنها أكثر من أدواتها كمخرجة. وأيضا أطلقت العنان للفنانة التي بداخلها أن تظهر وتجعل المشاهد يرى نضجها كممثلة.
وقد تكون كلمة السر أو سر النجاح هنا هو «الفصل» بين الممثلة والمخرجة، وهذا الفصل ليس تقليلا من موهبتها ولكي تعطي المجال لهذه الموهبة لتتبلور أكثر. وتبقى الأيام القادمة واعدة للمشاهد بأن يرى المزيد منها.