ياسر العيلة
يقال إن «الحياة لحظة، فاملأها بالفرح واكسها بالأمل وأطربها بالضحك»، فإضحاك الآخرين فن لا يتقنه الكثيرون، وعرض قضايا اجتماعية واقتصادية وسياسية بأسلوب كوميدي ساخر ليس مهمة سهلة، وحين يتعلق الأمر بالـ«ستاند اب كوميدي» نكتشف انه فن ليس فيه مجاملات، فلا أحد يجامل في الضحك، كما ليس فيه مخرج ومنتج ومؤلف ومصور، إذ يعتمد على وقوف الممثلين على المسرح، فيكون التقييم مبنيا بالكامل على ما يقدمونه.
منذ أيام تلقينا دعوة كريمة من نادي الكويت للكوميديا لحضور عرض من عروضهم الفنية بعنوان «عرض الألعاب الارتجالية، وستاند اب كوميدي» وعلى مدار ساعة او اكثر قليلا وجدت نفسي أمام أشخاص موهوبين، يتحدثون بكل عفوية عن هموم تراودنا، فنضحك عليها ونراها أبسط مما كنا نتوقع، فندرك تلقائيا قيمة ذلك الفن الذي أضحكنا على ما يبكينا، مجموعة من الفنانين الشباب بقيادة رائد من رواد ستاند اب كوميدي في الكويت والخليج وهو احمد وليد الشمري، «شريك مؤسس لنادي الكويت للكوميديا»، والذين استطاعوا خلال العرض
ان يحققوا التواصل الفوري والتفاعل الكامل مع الجمهور، معتمدين بشكل رئيسي على الكوميديا وحس الفكاهة وروح الدعابة لديهم وقدرتهم في الحديث وقدرة على إلقاء الجمل بشكل لا يوحي بالتحضير المسبق.
قدم الشمري وزملاؤه الموهوبون التوأم عبدالهادي وعبدالوهاب حسين وحمد الشريعان واحمد العبدالرزاق واحمد الرشيدي واللبنانية ديالا صالح، بالإضافة الى أحمد بوسيف «شريك مؤسس لنادي الكويت للكوميديا» ومحمد الصالح وجاسم البلوشي مجموعة شائقة من الألعاب الارتجالية المنوعة وشاركهم فيها عدد من الحضور الكبير الذي امتلأ به المسرح المقام في سرداب مجمع سيمفوني، وبخلاف الألعاب الارتجالية تناول الفنانون المشاركون من خلال الـ«ستاند اب كوميدي» مجموعة من الفقرات عن العديد من القضايا الاجتماعية التي تهم الناس بأسلوب فكاهي محبب يضيء على القضية دون الخروج على العادات والتقاليد بشكل راقي.
ومن أهم ما يميز فريق نادي الكويت للكوميديا، أنهم لا يتقيدون بنص ثابت أو موضوع، ويتمتعون بمساحة كبيرة من الحرية والارتجال على المسرح.
الحقيقة العرض رائع من المرح والضحك ويستحق المشاهدة ويثبت ان ارض الكويت لا تنضب من المواهب في كل المجالات.