سماح جمال
مسلسل «ست الحسن» من تأليف محمد شمس وعلي شمس، ومن إخراج باسم شعبو وبطولة هدى حسين، سحر حسين، أحمد الجسمي، عبد المحسن النمر، هند البلوشي. المسلسل صور في مملكة البحرين، وعرض على منصة شاهد.
«ست الحسن» قصة المأساة
المسلسل قدم قصة «ست الحسن» هدى حسين والتي تعمل في مجال الطب الشعبي «الطب البديل»، ومع الحلقة الأولى للعمل نراها ترتكب جريمة قتل، وتتوالى الأحداث في اتجاه الغموض والجريمة حتى الحلقة الأخيرة التي نراها وهي طفلة صغيرة تشهد ارتكاب والدها جريمة قتل، والتسبب في إعاقة ابن جيرانهم الطفل الصغير براك (أحمد الجسمي) الذي شهد ارتكابه الجريمة فقام بكي لسانه ليفقد الصبي حاسة النطق مدى حياته. ولم تكن هذه المأساة الوحيدة التي مرت بها ست الحسن في حياتها واستمرت المآسي تطاردها حتى مع زواجها من رجل يعاني مشاكل صحية أدت الى قرارها بالانفصال عنه.
هدى حسين .. غير متوقعة
يحسب للفنانة هدى حسين تقديمها لهذه الشخصية، والتي تعد امتدادا لجرأتها في اختيار الأعمال غير المتوقعة وشجاعتها في قبول الأفكار الجديدة للأعمال التي تقدمها حتى لو كانت قصص الأعمال ذات النهايات غير المتوقعة أو لن تحوز بالضرورة إعجاب ورضا المشاهد، كما هو الحال مع مسلسل «ست الحسن» الذي جاءت نهايته بإفلات الجاني من العقاب، مما ترك البعض في حالة صدمة لمتابعة أمر مخالف لما اعتادوا متابعته في أغلب الأعمال الدرامية عادة. وأن تظهر في هذا العمل بعد تقديمها مسلسل «من شارع الهرم إلى..» والتي غلبت عليها الطيبة لنراها اليوم في هذا العمل وهي تقتل وتستبيح جثث الموتى دون أن يرف لها جفن، كان يعبر عن شجاعة واضحة منها، ولتؤكد أن الممثل يجب أن يقدم أدوارا متجددة ومختلفة وينوع في خياراته ولا يراهن على البقاء في خانة واحدة مضمونة وستنال رضا وقبول الجمهور دون خوف.
الفنانون والذوبان في الشخصية
«ست الحسن» ضم عددا من الفنانين القديرين وقدموا أداء استثنائيا مثل الفنان القدير أحمد الجسمي الذي قدم شخصية براك الذي تعرض لحرق لسانه على يد والد «ست الحسن» ليفقد حاسة النطق طوال حياته ويتحول الى شريك لـ «ست الحسن» في جرائمها، ويقدم على قتل قريبة زوجته التي كانت تشجع زوجته على السير في طريق العلاقات المحرمة. الجسمي قدم الشخصية بطريقة جعلت المشاهد يقع في حالة من الحيرة بين التعاطف معه أو القسوة عليه نتيجة أفعاله، ولعل التحدي الذي فرض على الشخصية هو ارتكازها على قوة الممثل في تقديمها الدور من خلال إحساسه.
وقدمت كذلك الفنانة هند البلوشي دورا اتسم بالجرأة لشخصية «صبا» الفتاة التي تسير في طريق الحرام وتنجب من دون زواج ويحاول أهلها أن يخفوا العار الذي لحق بهم بسببها فيقدمون على تزويجها من براك، ولكنها حتى بعد زواجها تعود الى ذلك الطريق مجددا بتشجيع من قريبتها. هند كانت حريصة على تفاصيل الشخصية، وكانت مثيرة للجدل بتقديمها مشهدا لها أثناء استحمامها كونه غير معتاد رؤيته في الأعمال الدرامية الخليجية، ولكن ربما عرض العمل عبر المنصة منح صناعه مساحة أكبر من الحرية.
سحر حسين .. تستحق أكثر
الفنانة القديرة سحر حسين ظهرت في دور يعد أقل بكثير من إمكاناتها وحضورها كممثلة مخضرمة وصاحبة حضور وموهبة لا يوجد عليها اختلاف، ولعل ظهورها وحده كان كافيا، ولكنها تستحق أكثر بما يتماشى مع موهبتها.
الإخراج مقبول
قصة العمل لم ترتكز على عنصر المكان والزمان فلم يشر إليه بصورة كبيرة أو ملحة في أحداثه، وحتى لوحات السيارات أزيلت منها الإشارة إلى الدولة، وهذا جعل المخرج يقدم صورة إخراجية مقبولة لم تصل إلى درجة الإبداع أو التوغل في الفنيات، فمسلسل «ست الحسن» ارتكز على القصة والأداء أكثر من الإخراج.
«ست الحسن» .. خرج عن المألوف
مسلسل «ست الحسن» مسلسل خرج عن المألوف بالقصة التي تناولها وجمعت بين التشويق والغموض والجريمة، واختيار الفنانين لتقديم أدوار خارج الشخصيات التي اعتادوا تقديمها، وحتى نهايته جاءت بعيدة عن المألوف الذي اعتاد أو توقع المشاهدون أن تكون عليه.