أحمد الوسمي
عندما يحمل الانسان على عاتقه خدمة بلده من رؤية يختارها بنفسه، فذلك يجعلنا نؤمن ايمانا مطلقا بأنه سيبدع، لأن القاعدة تقول «كلما أحببت عملك نجحت»، وهذا الامر ينطبق على الاعلامي المخضرم ماضي الخميس الذي يقف وراء الكثير من التظاهرات الاعلامية وأبرزها الصالون الاعلامي وآخرها ملتقى الكويت الاعلامي الاول للشباب الذي أقيم الفترة الماضية بالتعاون مع قسم الاعلام في جامعة الكويت، وكان بمنزلة تظاهرة اعلامية امتزج فيها أهل الخبرة والشباب من الاعلاميين في خطوة غير مسبوقة عربيا، حيث ان هذا الملتقى الذي حظي برعاية كريمة من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد كان أرضا خصبة ومناخا جيدا للاعلاميين الشباب وورشة عمل حية أشرف عليها مجموعة من المخضرمين الذين وضعوا اللبنات الاعلامية الاولى في بلدانهم أو في المحطات التي عملوا فيها.
فللمرة الاولى استطعنا أن ننهل من تجارب الآخرين وتحولت الكويت الى ورشة عمل اعلامية توزع فيها الخبرات والنصائح مجانا لتحقيق اعلام متوازن يجمع بين العقلانية والحيادية، وهو أحوج ما تكون الكويت اليه، خاصة في ظل الاوضاع السياسية الاخيرة، لذا نعتبر فكرة الملتقى فكرة رائدة ونشد فيها على يد ماضي الخميس ليكون نموذجا يحتذى به في كل المشروعات المماثلة في المستقبل، فكم من الجميل أن تكون لدى الاعلاميين الشباب أسس سليمة يتعلم فيها ألف باء الاعلام على يد أساتذة نقشوا أسماءهم بحروف من ذهب في ذاكرة الاعلام العربية وعلى سبيل المثال الاعلامي يسري فودة صاحب البرنامج الشهير «سري للغاية»، هذه القامة الاعلامية التي تمتلك الكثير من المقومات والمعلومات والذكاء والفراسة التي يجب أن يتمتع بها الاعلامي أو المحاور السياسي، وكذلك وجود اعلاميين كبار مثل: جورج قرداحي، مصطفى الأغا، نيشان، ووزير الخارجية المغربي السابق، ووزير الاعلام الجزائري السابق، ومستشار ملك البحرين نبيل الحمر، ورئيس تحرير جريدة الرياض السعودية تركي السديري، والكثير من رؤساء المجلات والصحف والاعلاميين، كل هذا لم يكن ليتحقق لولا ان الاعلامي ماضي الخميس يمتلك نظرة ثاقبة وعينا بصيرة تعرف الى أي مدى يجب أن تنظر، فاستطاع الخميس أن يجمع كل هذه الاسماء التي رسمت على مدار ثلاثة ايام خارطة الطريق للكثير من الاعلاميين الشباب الذين هم بحاجة كبيرة الى التحفيز والدعم المتمثل في الكم الكبير من الجوائز التي تضمنها الملتقى ومنها على سبيل المثال لا الحصر جائزة الكويت للابداع الاعلامي للشباب وهي عبارة عن مسابقة اعلامية يندرج تحت مظلتها عشرات المسابقات التي تصب في مجال الاعلام، كما ان رعاية صاحب السمو الأمير لهذا الملتقى تعطيه ثقلا كبيرا وأهمية أكبر، والتصاق اسم سموه بكل ما يهم قطاع الشباب سينعكس إيجابا على هذا الجيل الذي سيقف يوما ما من أجل حماية راية الاعلام بعد جيل الرواد. وقد تم تأسيس المجلس الاعلى لتنمية الاعلام العربي بعضوية مجموعة من الاساتذة والاعلاميين في شتى الوطن العربي، حيث سيقدم مجموعة من التقارير السنوية والاحصائيات عن حال الاعلام العربي وتعد هذه الخطوة موفقة لتقييم مستوى الاعلام في العالم العربي وتسليط الضوء على أهم السلبيات والايجابيات في طريق الاعلام. وستعقد جلسته المقبلة بعد شهرين، كما ان الملتقى ركز على تجارب مجموعة من الشباب الكويتي في مجال الاعلام أمثال حصة الملا، ايمان نجم، احمد الفضلي، حصة اللوغاني، عبدالله بوفتين، منى العياف، وتحدثوا خلال الملتقى عن تجاربهم الواقعية في الاعلام وحرية الاعلام في الكويت، وسيكون الملتقى بذرة وستثمر الكثير من الاعلاميين المؤهلين لتمثيل بلدانهم التمثيل المشرف، ولعل الندوات والمحاضرات الشخصية كانت هي فرس الرهان لهذا الملتقى، حيث صدر المشاركون فيها العديد من تجاربهم الشخصية لتكون نموذجا للقادمين الجدد، فالملتقى حقق أهدافه بنجاح، كما انه ساهم الى حد كبير في بلورة رؤية اعلامية ناضجة ومتكاملة ومتطلعة من كل النواحي، فهنيئا للكويت وجود اعلاميين لا يتوانون في بذل كل ما في استطاعته من اجل الارتقاء بالاعلام الكويتي ومساعدته على تطوير نفسه وتحسين مستواه من خلال الاحتكاك المباشر على أرض الواقع بمدارس إعلامية مختلفة، وفعلا كان الملتقى الكويتي للاعلام الاول للشباب «ضربة معلم» لا يجيدها إلا عقلية بحجم ومكانة ماضي الخميس.