مفرح الشمري
شهدت خشبة مسرح الدسمة مساء اول من امس أحداثا مؤسفة خلال عرض مسرحية «دعوة عشاء» التي يشارك بها المعهد العالي للفنون المسرحية في المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي العاشر، كادت تفسد هذا العرس المسرحي الذي تعيشه الديرة هذه الايام ولكن بحكمة الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي ومديرة المهرجان كاملة العياد ورئيس قسم التمثيل في المعهد د.فهد السليم والمخرج هاني النصار عادت الامور الى مجاريها بعد ان تم اخراج الشباب المسببين للفوضى التي وقعت ليتابع بعدها الحضور العرض المسرحي الذي اعتذر كاتبه ومخرجه وبطله مساعد الزامل عن استكماله بعد ان قالت امرأة جالسة في الصف الاول ان «الصوت» لم يصلها الامر الذي استفز الزامل خاصة انه عانى كثيرا من مواصلة تقديم عرضه بعد ان اعتذر كل من احلام حسن وخالد امين عن المشاركة فيه قبل 10 ايام من عرضه في المسابقة الامر الذي جعله يستعين فيه وبشكل سريع بالفنانة باسمة حمادة والفنان محمد رشيد.
وبعد ذلك تم عرض مسرحية «دعوة عشاء» التي تدور احداثها حول زوجة تعاني من الفراغ العاطفي رغم انها متزوجة وتعيش في بيت كبير، ما جعلها تتعرف على شخص آخر اعطاها الحب الذي تتمناه من زوجها، ولكن دون فائدة بسبب انشغالاته الكثيرة في اعماله واجتماعاته التي لا تنتهي إلا بعد بزوغ اليوم الثاني وبسبب فراغها العاطفي تدعو عشيقها الى «دعوة عشاء» لتعيش معه احلامها الوردية ولكن تُفاجأ بقدوم زوجها وهما في غرفة النوم يتبادلان الحب، الامر الذي جعله يقتله دفاعا عن شرفه، لتبدأ بعدها الاحداث للمتلقي الذي يتعرف على مبرراتها لدعوة عشيقها خاصة انه يحبها حبا شريفا فلم يلمس حتى يدها.
وفي ظل دفاعها عن عشيقها المقتول يعيش الزوج حالة هستيرية بسبب حبه الشديد لها ما جعله لا يستطيع قتلها بجانب عشيقها.
مشهد «الاغتصاب» اغتصاب الزوج لزوجته كان من اقوى المشاهد في هذا العرض المسرحي وساعدت على ابرازه الموسيقى التصويرية التي كانت تصاحب المشهد، بالاضافة الى القدرات الفنية التي يتمتع بها الزوج محمد رشيد الذي خطف عقول الحضور بادائه المميز.
الرؤية التشكيلية التي قدمها د.عبدالله الغيث من خلال الديكور والاضاءة والازياء كانت رؤية جميلة استفاد منها المخرج مساعد الزامل في توصيل فكرة النص البسيطة للمتلقي والذي ساعده بذلك الموسيقى التي كانت بطلة العرض بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.
الندوة التطبيقية
بعد نهاية العرض المسرحي عقدت الندوة التطبيقية التي ادارها دخيل الدخيل بمشاركة المعقب الرئيسي على العرض عصام عبدالله وكاتب ومخرج وبطل المسرحية مساعد الزامل حيث جاءت الآراء فيها متباينة متفقة على الاداء المميز لابطال المسرحية باسمة حمادة، مساعد الزامل ومحمد الرشيد.
وقد شهدت الندوة مداخلة من مديرة المهرجان كاملة العياد اوضحت فيها الاحداث المؤسفة التي حدثت في المسرح وطريقة علاجها.
اما المؤلف والمخرج مساعد الزامل فبدأ حديثه في الندوة بالاعتذار لجميع ضيوف الكويت عما بدر منه في بداية المسرحية.
متمنيا ان تكون احداث العرض المسرحي وصلت للجميع لأنها احداث نعيشها بالواقع.
مسرح الطفل
الحديث عن مسرح الطفل له شجون، وهذا ما تميز به المؤتمر الصحافي الخاص الذي عقده المركز الاعلامي لمهرجان الكويت المسرحي العاشر، حيث التقت ثلاثة اسماء لامعة في مجال مسرح الطفل وهي: الكاتبة ورائدة مسرح الطفل في الكويت عواطف البدر، والكاتب والباحث المسرحي د.السيد حافظ، والكاتب والناقد علاء الجابر، وقد ادار المؤتمر الزميل محبوب العبدالله.
استهل السيد حافظ الحديث عن مشواره قائلا: انني صاحب مشاريع مسرحية، حيث قدمت 36 عملا مسرحيا تجريبيا، و76 كتابا في المسرح، وكتبت 40 رسالة ما بين دكتوراه وماجستير ودبلوم عن اعمالي المسرحية.
وانتقل حافظ للحديث عن بداياته مع مسرح الطفل في الكويت بقوله: كنت اعمل في جريدة السياسة عام 1983، وعندما التقيت بعواطف البدر قالت لي لماذا لا تكتب لمسرح الطفل؟ فوقعت في شرك الموقف، فكتبت «سندريلا» على استحياء، وتصدى لاخراجها المخرج العملاق منصور المنصور.
بعدها تحول الحديث الى المؤلفة عواطف البدر التي قدمت شرحا بسيطا عن مسرح الطفل وبدايتها معه، اذ قالت:
كنت اعمل بلجنة قراءة النصوص المحلية ويقابلها لجنة للنصوص العربية حيث اشترك فيها الكاتب الدرامي محفوظ عبدالرحمن الذي حفزني على خوض غمار تجربة مسرح الطفل، وقال لي: لقد كتبت نص «السندباد البحري» وهو عبارة عن ست اوراق، فاختمرت الفكرة برأسي ان يكون لدينا مسرح للطفل، واخذت ترخيصا لمؤسسة البدر عام 1978 كأول فرقة مسرحية خاصة بالطفل، واشتغلنا العمل مع المخرج منصور المنصور ونجوم كبار مثل: خالد العبيد، والراحل محمد السريع، وماجد سلطان، وعبدالرحمن العقل، واستقلال احمد، ونجح العمل حيث كنا نقدم عرضين في اليوم الواحد، وسافرنا بالمسرحية الى الخليج، وتوالت الاعمال مثل: «البساط السحري» و«أ ب ت» و«سندريلا».
واكدت البدر ان العمل المسرحي الواحد يأخذ منها سنة كاملة من الاستعداد والتحضير، لكن الفراغ سمح بظهور اعمال لم تكن في المستوى، وعندما وصلنا للعمل رقم 11 وهو «الخروف البهلوان» الذي عرضته في المدينة الترفيهية حصد نجاحا كبيرا وبعد اسبوع توقفت عن مسرح الطفل، ولم اصور آخر عمل.
وعلقت البدر على العروض الحالية الموجــهة للطفل: هناك بعض مؤسسات جيدة بينما البعض الآخر يشتغل للعيد فقط، والساحة الفنية افرزت الكوادر الممتازة، لكن يوجد في المقابل مجموعة سيئة!
وطالبت بعودة الفرقة الوطنية لمسرح الطفل التي قدمت عملا يتيما بعنوان «الدانة» عام 1992 من تأليفها واخراج د.حسن خليل، واضافت قائلة: لو استمرت هذه الفرقة الجادة لغيرت الوضع الحالي لمسرح الطفل، خاصة ان الفرقة مدعومة من الدولة، ومسرح الطفل مكلف جدا.
وكشفت البدر لأول مرة عن موازنة اول مسرحية قدمتها وهي «السندباد البحري» التي بلغت 70 الف دينار.
الصفحات الفنية في ملف ( pdf )