عبدالمحسن الروضان
استطاع بكل جدارة أن يترك له بصمة على جبين الإبداع في عالم الإعلام، إعلامي مميز أطل علينا عبر برامج تلفزيونية من خلال الشاشة الفضية، وتواصل معنا عبر اثير الاذاعة من خلال البرامج الثقافية والاجتماعية، صُنف كأفضل المحاورين في الخليج، جاء ذلك من خلال استفتاء تم عبر الشبكة العنكبوتية، انه ابن البلد صاحب برنامج «لهذا البلد» الإعلامي غالب العصيمي مدير إدارة المذيعين السابق في وزارة الاعلام حيث يفتح قلبه لـ «الأنباء» ويتحدث بكل صراحة معنا عن المشاكل التي سببتها له إدارة المذيعين، ويكشف لنا عن أسباب غيابه عن الشاشة ولماذا لا يتجه الى الفضائيات المحلية، غالب العصيمي هل تخلف عن الركب الاعلامي الحالي، كما قال في حديثه، وهل هو موضة قديمة، كما يقول البعض؟ حوار لا يخلو من الصراحة والشفافية مع الاعلامي غالب العصيمي الذي يصعب عليه طرق الابواب بعد 20 سنة من العمل في المجال الاعلامي، تعالوا معنا في رحلة صراحة لنتعرف على اجوبة كثيرة لاستفهامات تدور في أذهان متابعي هذا الاعلامي..
فإلى التفاصيل:
الكثير يسأل عن أسباب غيابك عن الساحة الإعلامية.
للأسف الغياب اللي حصل ما هو أول مرة، وحقيقة لا أعلم هل الغياب هذا انا سبب فيه، ام ان هناك أسبابا اخرى تشارك في هذا الغياب، وعموما العمل الاعلامي هو عمل جماعي وليس فرديا، فمجرد قرار أن أكون متواجدا اذاعيا او تلفزيونيا ليس قراري وحدي، بل هو قرار فريق كامل بالاضافة الى قرار جهات ادارية كوني اعمل في منظومة حكومية وجهاز حكومي يملك هذه القنوات الاذاعية والتلفزيونية.
قنوات خاصة
ولكن هذا الغياب يجعل الجمهور يتساءل عن سبب عدم ظهورك في القنوات الخاصة او في تلفزيون الكويت.
بالنسبة للقنوات الخاصة ربما ترى أنني موضة قديمة يمكن يجوز، ويمكن أنني تخلفت عن الركب الاعلامي الجديد يجوز ليش لا، وهل انا لا اناسب الاعلام الحالي الجديد ايضا يمكن يجوز.
إعلامي ومحاور مثل غالب العصيمي أيعقل ألا تلتفت إليه القنوات الخاصة المحلية؟
السؤال هذا لا يوجه إليّ وإنما الى اصحاب هذه القنوات.
باعتقادك، هل الخلل في القنوات الفضائية التي ترى أنك موضة قديمة كما أسلفت في حديثك؟
خلني اقول لك طلعت وقدمت برنامج «لهذا البلد» على شاشة تلفزيون الكويت، واستضفنا من خلاله وكلاء ووزراء ومدراء وغيرهم من الشخصيات الكثيرة كل في مجاله ولقي استحسانا طيبا، وتوقف البرنامج وعاد في موسم آخر وتوقف مرة أخرى. وللإجابة عن سؤالك ان كان هناك خلل ما في بعض الفضائيات فبرنامج «لهذا البلد» حصد الكثير من المتابعين خلال فترة وجيزة وكذلك وصلتني عدة كتب شكر من وكيل وزارة الاعلام ومن مجلس الوزراء والصحافة والجمهور وهذا رد كاف على بعض من يروج أن غالب العصيمي موضة قديمة وانتهت.
أغلب المذيعين بحثوا عمن يلبي طموحهم خارج تلفزيون الكويت ولجأوا الى الفضائيات الاخرى.
يا عزيزي سهل على اي مذيع مبتدئ عمل في المجال الاعلامي سنة او سنتين او خمس سنوات ان يطرق باب وظيفة او عمل في اي فضائية او حتى يتقدم بفكرة برنامج لها، وإن رفضت قبوله فما عنده مشكلة يأخذ ملفه ويبحث عن غيرها، ولكن بالنسبة لي فبعد عشرين سنة عمل في المجال الإعلامي صعب عليّ ان اطرق الابواب لأن اصحاب هذه القنوات والمحطات نتوقع أنهم اعلاميون ويعرفون المذيع الفلاني والاعلامي فلان الفلاني، وارقامي موجودة عند الجميع ولكن صعب جدا عليّ طرق الابواب بعد هذا المشوار.
محاربة
بصراحة ألا تعتقد ان هناك من يحارب غالب العصيمي في الخفاء؟
قد يكون هذا الكلام صحيحا وقد يقول البعض وين قاعدين، لا توجد الآن نظرية المؤامرة ولكني خلني اقول لك شي انا اشكر واقول جزاه الله ألف خير من ذكرني بطيب في يوم من الايام جدام اي شخص مهما كان، وعموما في المجال الاعلامي يكثر الكلام ونقل الكلام بصورة خاطئة نتيجة للتنافس القائم بين الكل سواء كانوا زملاء مذيعين أو غيرهم، والتنافس هذا اطلق عليه تنافس غير مهني، ليبرز فيه هؤلاء عند اصحاب القنوات الفضائية للفوز ببرنامج أو منصب.
ودعني اكون اكثر صرامة معك، نعم وصلتني اخبار ومن مصادر موثوقة جدا بأنه قيل عني كلام من الناحية المهنية غير صحيح امام اصحاب بعض الفضائيات والكلام في الحقيقة مضحك وهزلي.
كيف لهذه الأطراف ان تصدق هذا الكلام؟
كما قلت لك في المجال الاعلامي وانت لست بغريب عنه يكثر الكلام وينقل بصورة تختلف تماما عن الأصل ومع الأسف هؤلاء لا يتحرون عن الحقيقة، فقط يستمعون لطرف دون الاستماع للطرف الآخر.
إدارة المذيعين
يرى الكثيرون ان الادارة المركزية للمذيعين والتي كنت مديرا لها هي الشرارة الأولى التي سببت لك المشاكل مع الآخرين.
لما كنت مديرا لادارة المذيعين وكان رئيسي هو وكيل وزارة الاعلام الشيخ فيصل المالك كان هذا شرفا اعتز به ان يوليني هذه الثقة خصوصا انني قلت إن كوني مديرا للمذيعين هو تكليف وليس تشريفا، وهذا الموضوع قد يكون اثار حفيظة كثير من الناس واقصد هنا زملاء يرون انهم احق من غالب العصيمي لتولي ادارة المذيعين بدلا مني، وتبقى هذه النفس البشرية وانا لا اقدر ان امنع طموح هؤلاء، ولكن هي شعرة فاصلة بين الطموح والطمع، فانا اذا اطمح ان اكون مديرا لهذه الادارة اعمل عشان اوصل واقول يا رب وفق غالب العصيمي، ولكن اتمنى ان اكون مكانه أو مثله، ولكن مع الاسف كان هناك طمع وحسد من البعض من أجل ازالتي من هذا المنصب لكي يكون هو في هذا المكان وارجع واقولك البعض وليس الكل وعلى كل حال هذه مرحلة وانتهت وانا تعلمت منها الكثير.
تمنيت ألا تكون مديرا لهذه الادارة.
قبل تولي هذه الادارة كنت مذيعا في التلفزيون والاذاعة واعمل اكثر من برنامج ولم تكن لي هناك اي عداوات، ولكن القضية هنا هي أن الذي لا يعمل ليست له عداوات والذي يعمل تصنع له العداوات، خصوصا اننا في الادارة كنا نعمل مع زملاء مذيعين، ومهنة المذيع فيها جانب غير موجود في باقي الوظائف وهو الآتي، أنت تصنع وتساهم اطراف اخرى في صناعة شهرتك ومع ذلك هناك مكافأة مالية فبالتالي الشهرة والمال مكاسب شخصية، وهنا يدخل الحسد فتصور انك تتعامل مع اجواء من هالنوع فمهما انت تعمل كمدير لن ترضي جميع الزملاء، خصوصا انني أتعامل مع أكثر من 220 مذيعا ومذيعة موزعين على القنوات التلفزيونية والاذاعية وقطاع الاخبار، واذكر انني عملت اجتماعا مع الزملاء في اول اسبوع توليت فيه مهمة هذه الادارة وقلت لهم يا اخوان انا لا املك عصا سحرية لحل كل المشاكل، ولكن أتمنى ان نصفي النفوس أولا وهذه هي المشكلة التي كانت تواجهني مع بعض الزملاء وهي النفوس الحاسدة.
لكن بعض المذيعين اشتكى من توزيعة البرامج وان بها ظلما.
مشكلة بعض المذيعين هي الاستعجال لا يريد ان تطبخ له الطبخة بشكل صحيح يبي شغل ميكرويڤ وهذا خطأ، كل المذيعين كانوا في كل دورة برامجية يتم اسناد ثلاثة برامج او برنامجين لهم، اما في الاذاعة او التلفزيون، اما المذيعين المبتدئين فكنا نقدم لهم برامج مسجلة او نعطيهم تقارير كنوع من التدريب واكتساب خبرة، لكن البعض منهم كان عجولا يريد شغل الميكرويڤ ويقارن نفسه بمن سبقوه في هذا المجال وهذا خطأ، وفي المقابل نجد ان هذا المذيع له اصدقاء من الصحافيين يجدونه بحسب وجهة نظرهم انه من افضل المذيعين، وبالتالي كانوا يستخدمون قلمهم ضد الادارة المركزية وضدي انا شخصيا لتكسير مجاديفي، وعلى كل حال غالب العصيمي بشر يصيب ويخطئ ومن لا يعمل لا يخطئ والجالس لا يسقط، وخلني اضيف نقطة مهمة جدا حول المذيعين، معارضة 10 مذيعين او حتى 20 مذيعا من اصل 220 مذيعا هذا امر طبيعي وارضاء الناس كما يقال غاية لا تدرك، وبالتالي ارجع واقول الادارة المركزية للمذيعين سببتلي مشاكل كثيرة، خصوصا ان اغلب المذيعين هاجر خارج اسوار مبنى التلفزيون وذهب الى المحطات الفضائية ونقلوا عني الكثير من الاخطاء لاصحاب هذه القنوات.
العنصر النسائي
لكنك تسببت في رفض الكثير من المتقدمات بطلب وظيفة مذيعة، خصوصا اننا نفتقد العنصر النسائي في تلفزيون الكويت.
اسباب الرفض ما كانت فردية كان هناك لجنة للقبول، خصوصا ان اغلب المتقدمات كانت مخارج الحروف عندهن غير سليمة بالاضافة الى شروطهن ان يكون لكل واحدة منهن برنامج خاص بها، فأهدافهن كانت الشهرة من اجل الشهرة فقط، وانا عندما اريد ان اقدم وجها نسائيا كويتيا على شاشة تلفزيون الكويت يجب ان تتوافر لدى المتقدمة ادوات المذيعة ومن ثم تأتي الامور الاخرى كالتدريب على الوقوف والتعامل مع الكاميرا وغيرهما، وعموما حتى في القنوات الخاصة كل يوم يتم تقديم طلب التحاق من الجنسين للعمل في مهنة المذيع، هل الكل يقابل طلبهم بالقبول؟ بالطبع لا، هناك ضوابط معينة لاختيار المذيعين في القنوات الخاصة، فما بالك بجهاز حكومي مثل تلفزيون الكويت؟
دعنا نعود الى المذيعين الشباب المبتدئين عندما كنت مديرا للادارة، هل كانت هناك خطة معينة من قبلكم كإدارة لصقلهم ومن ثم تقديمهم للجمهور؟
بالطبع هناك خطة مجدولة كنا نتبعها مع الزملاء المذيعين الشباب وهي تقوم اولا على تقديمهم من خلال برامج تلفزيونية وتكون نوعية المشاركة ان يكونوا مراسلين لهذه البرامج لمدة 6 اشهر، ومن ثم عمل تقارير صوتية لبعض البرامج، وعند اتمام السنة الاولى نعطيهم برامج مسجلة في الاذاعة حتى يكونوا وصلوا الى مرحلة النضج وفق توقيت واطار زمني نقوم به في ادارة المذيعين، لكن كما قلت سابقا المشكلة ان بعض المذيعين ليس لديه صبر، يريد الامور بشكل سريع وفوري، وهذا خطأ فادح في العمل الاعلامي، فالذي يخرج ويخاطب الناس يجب عليه ان يكون ناضجا بما فيه الكفاية، خصوصا اذا كان البرنامج الذي يقوم بتقديمه مباشرا، فلنفترض انه حصل خلل ما فكيف له ان يتصرف وهو غير ملم ولا يملك خبرة في التعامل، وبالتالي نحن بالادارة سنتحمل هذا الخطأ بسبب اننا قدمنا مذيعا لم ينضج في التعامل مع هذه الاخطاء الواردة، وهذه المدرسة انا تعلمتها واعتقد ان يتفق الكثير معي حول هذه النقطة فعملية المغامرة بمذيع على الهواء امر صعب جدا.
يرى الكثيرون من المذيعين ضرورة وجود إدارة مركزية للمذيعين لإنصافهم ان وقع ظلم عليهم.
أغلب التلفزيونات الحكومية والخاصة تلحق إدارة خاصة للمذيعين لأن المذيعين هم واجهة أي قناة تلفزيونية، والبرامج التلفزيونية وان اكتملت بها جميع العناصر التي تساهم في نجاح البرنامج ولم يكن مقدم البرنامج ذا قدرة جيدة من ذكاء التعامل مع المادة التي أمامه فلن ينجح هذا البرنامج، إذن نتفق على ان المذيع هو واجهة لكل قناة وبالتالي يجب ان تكون هناك جهة يتبع لها المذيع دورها يتمثل في مشاركته في دورات تنشيطية خارجية تسهم في تعليمه، واعتقد ان وجود مثل هذه الادارة شيء مهم لكل قناة للاهتمام بالمذيعين وكذلك انصافهم والاستماع لمشاكلهم.
أفضل مُحاور
في الوقت الحالي نحن في فترة انتخابات، أين أنت من البرامج الخاصة بهذه المرحلة خصوصا بعدما تم تصنيفك كأحد أفضل المحاورين في الخليج في الانترنت؟
بالنسبة لتلفزيون الكويت يريد ألا يخوض هذه البرامج وله أسبابه الخاصة، ويريد ان يقف على مساحة واحدة من الجميع، ولست أدري ما الخطة التي سيتبعها تلفزيون الكويت لأن هناك زميلا آخر مكلفا بهذا الموضوع، أما بالنسبة لسؤالك لماذا لا يوجد لي برنامج خاص في فترة الانتخابات في احدى القنوات فهذا الأمر بيد من يملكون هذه القنوات، وهم من بيدهم القرار وان وجدت فرصة للعمل معهم فلا مانع لدي من تقديم هذه البرامج، وانا أرحب بذلك وأعلنها من خلال جريدة «الأنباء» بأنني على استعداد تام للعمل في القنوات المحلية اذا كانوا يجدون انني محاور جيد كما تم في الشبكة العنكبوتية، ولكن انت لا تعرف كيف تسير الامور في دائرة صنع القرار داخل هذه المحطات، فلا ندري من هو صاحب الاستشارة أو صاحب الرأي، كثير من المحطات المحلية الحالية اجتذبت مجموعة من الزملاء العاملين في التلفزيون والذين كانوا يتعبون إدارة المذيعين وبالتالي هناك من خرج وهو يحمل الود والاحترام لشخص غالب العصيمي ويذكره بالخير، وهناك ما هو العكس نتيجة بغض أو خلاف مع هذه المحطات، وبالتالي حمل معه الذكر غير الأخلاقي من الناحية المهنية عن غالب العصيمي.
زملاء المهنة
إذن نتفق على انك مُحارب من بعض زملاء المهنة في بعض الفضائيات المحلية؟
صحيح وأركز على البعض وليس الكل.
كلمة أخيرة في ختام هذا الحوار.
أولا اتمنى بالفعل ان يعود تلفزيون الكويت الى سابق عهده الذهبي وان يكون منافسا قويا للتلفزيونات الاخرى، خاصة ان هذا الجهاز تتوافر به كوادر بشرية قادرة على العطاء وقادرة على المنافسة وتملك طاقة ولكنها تحتاج أولا واخيرا الى الدعم، وهذه الكوادر البشرية هي احد أسباب نجاح الفضائيات المحلية المنتشرة ومن باب أولى ان يحتضنهم تلفزيون بلدهم ويقوم بتوفير جميع سبل النجاح، وأشكرك على هذا اللقاء واشكر جريدة «الأنباء» وجميع العاملين فيها وأتمنى لكم التوفيق الدائم.
الصفحات الفنية في ملف ( pdf )