- أعشق المسرح وأفضل السينما على الدراما
دمشق ـ هدى العبود
تزخر الساحة الفنية السورية بوجوه شابة، ففي مطلع كل يوم وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي تعيشها سورية، تشهد الساحة الفنية إقبالا يثير انتباه المتتبع للشأن الفني السوري، ويتساءل محللون « ترى هل الظروف صقلت المواهب الفنية كما صقلت العقول في اتجاهات أخرى؟»، أي التفكير والتدقيق في أمور الحياة ومستقبل العائلات السورية في كافة المجالات الاجتماعية والسياسية والفنية.
الكلام السابق هو مقدمة للحديث عن فنان أكاديمي، تميز منذ بداية حياته بحبه وولعه للفن، إذ كان يرافق والده الفنان يوسف مقبل الذي تربى على يديه فنانون اثبتوا وجودهم على خشبة المسرح والسينما والدراما، نظرا لما قدمه لهم من عطاء فني ليومنا هذا، انه الفنان الشاب مجدي مقبل الذي رافق والده منذ الرابعة من العمر إلى المسرح وأماكن التصوير ما أعطاه حسا فنيا كبيرا، وشاهدناه من خلال العديد من الأعمال الفنية من أهمها «التغريبة الفلسطينية، ظل الحكايا، زمن الخوف، سائرون نياما» ومن خلال المسرح مع الرحابنة والسينما من خلال شوقي الماجري.
«الأنباء» التقت الفنان الأكاديمي مجدي مقبل ودار الحوار التالي:
ما سر ولعك بالفن وأنت بعمر صغير جدا؟
٭ بداية يعود الفضل لأسرتي الفنية، والدي الفنان المسرحي والدرامي يوسف مقبل، فقد تربيت على يديه وكان يصطحبني إلى أماكن التصوير، منذ ان كان عمري أربع سنوات وأنا من مواليد 1994، وهذا ما جعلني اعشق المسرح، واشعر بنشوة حقيقية وأنا أشاهد الفنانين، وهم بشكل مباشر مع الجمهور الذي يصفق لهم، وأحيانا يبكون لأن الفنان جسد حالة من القهر والحرمان أو مآسي حياتية تعيشها في كافة المجتمعات.
يقال انك نلت علامة الرسوب في السنة الدراسية الأولى في المعهد العالي للفنون المسرحية ألا يعتبر هذا مستهجنا من فنان عاشق للفن منذ الصغير؟
٭ قررت الدخول للمعهد لأكون فنانا أكاديميا، صاحب موهبة صقلت بالعلم والمعرفة على أيدي أساتذة مخضرمين على مستوى العالم، مثل الفنان غسان مسعود وغيره، لكن سوء المعاملة في السنة الأولى كانت السبب في رسوبي، ونظرا للتصميم منذ الصغر أن أكون فنانا مسرحيا وسينمائيا، وان أطل على الناس من خلال الشاشة الفضية، أعادني لأحقق النجاح وأنا حاليا في السنة الثالثة في المعهد العالي للمسرح.
عودة لمن احتضن موهبتك؟
٭ أقول لكل أب وأم أن يعملوا على تنمية مواهب أبنائهم، في البداية حذرني والدي ووالدتي من متاعب المهنة ومعاناتها، لكن إصراري احترمته أسرتي، وامسك والدي بيدي منذ البداية وأنا على مقاعد المراحل الأولى من التعليم وأدخلني مكتبة المنزل، لأكون قارئا جيدا، فنانا أكاديميا مثقفا، وقال لي: «إذن عليك أن تكون مثقفا ومتعلما كي لا تشعر بالخجل والحرج أمام مخرج أو كاتب أو زميل أو فنان ما أثناء العمل».
ما مشروع مجدي مقبل مستقبلا؟
٭ مشروعي فنانا مسرحيا ناجحا، وسينمائيا كبيرا، أعشق السينما واشتغلت فيها وأنا صغير، كما اشتغلت بـ «التغريبة الفلسطينية» بسن مبكرة وكانت إحدى ابرز هذه المسلسلات التي شهدت إقبالا عربيا وأجنبيا، ووصف العمل بمراحله الأولى رغم تفاصيله المؤلمة بين عامي 1933 و1969، بأنه عمل تاريخي ضخم بلغت كلفته الإنتاجية ما يزيد عن 200 مليون ليرة سورية وشهدت الملحمة التي تشهد إقبالا جماهيريا كبيرا وبرزت وجوه كثيرة لدرجة أن العمل كان بطولة جماعية ما بين فنان صغير وكبير وشاب إذا الأعمال السورية نجاحها كان وراءه البطولة الجماعية، وعدم الاستئثار بالدور لبطل أو بطلة، كما كشف المسلسل مواهب الطفلين مجدي المقبل وعلي السهل.
كيف يتم التقييم بالعمل كونك من المطبخ الفني؟
٭ التقييم والموافقة تكون من قبل المخرج وشركة الإنتاج والكاتب، وهنا تثبت موهبة وقدرة هذا الفنان سواء أكان طفلا أم نجما على كل شيء، بالنسبة لـ «التغريبة» كان إتقان الفنان اللهجة الفلسطينية مهما جدا وقد خضعنا لدورات تدريب على اللهجة وعلى الحياة القاسية من حيث الهجرة وحياة الشتات، إضافة إلى استعمال المتفجرات التي أدت إلى إصابة بعض الفنانين منهم «إصابات خفيفة» وكان أن نال قسطا وافرا من الإصابة الفنان جمال سليمان، وكرمت على الأداء الذي ابهر المخرجين والفنانين والمنتجين، وقررت أن أدرس خارج سورية دراسات عليا حصرا في مجال التمثيل لأنني اشعر أن في السينما حياة أفضل، من الدراما.
كلمة أخيرة؟
٭ اشكر كل من مد يد المساعدة لي بدءا من أسرتي الصغيرة وامتدادا لأسرتي الكبيرة في سورية والوطن العربي، ولكل أساتذتي وزملائي في المعهد، ولأسرة «الأنباء» التي منحتني هذه الفرصة لأكون ضيفا على صفحاتها في الكويت الشقيقة.