مفرح الشمري
Mefrehs@
المتابع لمشوار النجمة منى شداد الذي انطلق منذ الثمانينيات حتى يومنا هذا يلاحظ حرصها في اختيار أعمالها التلفزيونية والمسرحية بدقة لأنها تبحث عن ترك بصمة واضحة في اي عمل تشارك فيه.
منى شداد في شهر رمضان الجاري قدمت لنا شخصيتين مغايرتين، «خزنة» في مسلسل «اقبال يوم اقبلت» و«سارة» في «غرابيب سود»، الشخصية الاولى لامست قلوب الكثيرين لأنها سلطت الضوء على الشخص الذي «ربيته ناقصة» وهو لقب يوصم به ناقص العقل، ليس ازدراء له بل من باب التلطف به، لاسيما انه يحتاج الى معاملة خاصة حتى لا يشعر بأنه منبوذ من افراد اسرته، وهذا الأمر عايشناه مع «خزنة» عن قرب من خلال تعامل «اقبال» معها الإنساني ليس عطفا وإنما لأنها انسانة حتى وإن كانت من «أهل الله» يجب على الجميع احترام إنسانيتها، فكانت تغضب لغضبها، وتضحك لضحكها، وتنهر عيالها عندما «يتطنزون» عليها!
منى في شخصية «خزنة» التي جسدتها في مسلسل «إقبال يوم أقبلت» فتحت الباب للتعرف على الحالات التي تشبه حالتها حتى يتم التعامل معها بكل حب إخلاص، وعلى الرغم من كمية «العناد» الذي تتمتع به تلك الحالات إلا أن هذا «العناد» يذوب بالمعاملة الحسنة وليس «بالطق» أو «بالنهر» كما يفعل معها «فواز» في أحداث المسلسل.
تناغم الأداء الذي كان بين منى وإقبال (النجمة هدى حسين) كان واضحا، لذلك جاءت مشاهدهما صادقة دون تصنع، وهذا إن دل فإنما يدل على الخبرة التي يمتلكها الاثنان في مجال التمثيل، لذلك وصلت شخصية «خزنة» للجميع دون استثناء بكل حب وإنسانية، عكس شخصيتها الموجودة في «غرابيب سود» وهي شخصية «سارة» المتحمسة أكثر من غيرها لـ «جهاد النكاح» من خلال الحوارات الجريئة التي «كرهها» و«هاجمها» الكثير على مواقع التواصل والذين رأوا انها قدمت شخصية المرأة الخليجية بابتذال، وأن هذا المسلسل من أسوأ الأعمال التي قدمتها منى شداد في مشوارها الفني ـ حسب وصفهم ـ مع أنني اعتقد أن ما قدمته منى في هذا العمل هو من أجرأ ما قدمته في مسيرتها الفنية، لأنها وضعت يدها على «الجرح» وكشفت حقائق كثيرة من خلال دورها، ولولا «الحوار الجريء» الذي انتقدها بسببه الكثيرون لنالت تصفيق الجميع لمشاركتها في العمل الذي كشف لنا ممارسات تنظيم «داعش» الوحشية!
ما قدمته منى شداد في «اقبال يوم أقبلت» و«غرابيب سود» بينهما فرق شاسع، ففي الأول حركت مشاعرنا الإنسانية، أما في الثاني فكشفت المستور حتى وإن هاجمها القاصي والداني على حواراتها الـ...!
شكرا منى.