- «سرب الحمام» يتحدث عن المقاومة الكويتية وهذه حكاية «حبيب الأرض»
- لا أبحث عن الشهادات فيمن يعمل معي ولكن أبحث عن الشخصية
حوار: دلال العياف
زرناها في ديوان سمو الشيخ سالم العلي الصباح القديم، واستقبلت «الأنباء» بابتسامة مرحة، وهي ترتدي فستانا أصفر أنيقا باللون الاصفر، أشعرتنا بالإيجابية، كالنويرة التي يفوح رحيقها وتنثر شذاها.
فكانت بادرة النوير، لمسنا من خلالها التفاؤل، هي مشعة بالأمل ونقاء الروح وصفاء القلب، تصف الحب وتعطيه قدره، وتصف الحرية التي يجب أن تعطى بحكمة وتستخدم باتزان، كما أنها وطنية، تمتلك ثروة قومية وهي حب الوطن وتعليم حبه للآخرين.
تحب أسرتها وبناتها، تراعي مشاعر الكثيرين، سعت لإصدار سلسلة من الكتيبات التي أثرت الثقافة، وأصبحت افكارها راسخة لدى الشباب وهي داعمة لهم بكل الطرق، وإضافة إلى اهتمامها بالشباب ورعايتها الدائمة لهم، تقدر الشخصيات الجميلة، لقبناها بـ «أميرة السعادة»، كنا بضيافتها الراقية، وكان الحديث معها مثمرا، هي الشيخة انتصار سالم العلي الصباح، والتي التقتها «الأنباء» في هذا الحوار الشيق، فإليكم التفاصيل:
نعلم انك من برج العذراء الذي يتميز بصفات عدة منها حبه للناس، وشخصيته الجذابة والحكيمة، فمن يجالسه يعجب بحديثه دون أن يشعر يصغي له بتمعن، هل تؤمنين بالأبراج والطالع؟
٭ أؤمن كثيرا بالصفات التي تكمن بهذا البرج، وعلى سبيل المثال يوم الميلاد لأنه علم وعمره يمتد لمئات السنين، وأؤمن أيضا بالفلك، ولنقل إنني في الفترة التي فاتت كنت تعبانة قليلا وسألت نفسي لماذا هذا التعب؟! واكتشفت سطوع البدر وفي اكتمال القمر البدر يشعرني بالتعب مع أنني لا أتابع حركة القمر فاليوم أتابع لكي اكتشف.
ما نعرفه عن الشيخة انتصار أنها قارئة نهمة وتحب التمعن بالكتب ومهتمة كثيرا بها، ولا ننسى أنها أصدرت سلسلة كتب بعنوان «دفتر تمرين» تدعو للعمل والإيجابية والتحفيز، من أين أتت تلك الفكرة؟
٭ شفتها وقرأتها وكانت باللغة الفرنسية وأعجبتني جدا، فذهبنا إلى فرنسا والتقينا بالناشر وطلبنا السلسلة وبالفعل تم، والناس حبتها لسهولتها، وما شاء الله هي السهل الممتنع وأثرت بالناس ومبيعاتها ممتازة.
كون الصحافة هي التي تطلق الألقاب، فأنا اليوم أصفك بلقب «أميرة السعادة» لأن اهتماماتك بعيدة عن السياسة مع انك وطنية للغاية؟
٭ حبيت اللقب جدا، شكرا لج بعمق، لكن بالنسبة للسياسة لا «مالي خلق، لا غثى غثى»، أنا لدي صديق يعشق السياسة ومطلع وحكيم وهو ما شاء الله يجد نفسه فيها، لكن انا أبدا لا أجد نفسي فيها، وبهذا لا أقول إنها خطأ، وكل إنسان يحب ويفضل الشيء وهناك من لا يحب، وكل شخص له اهتماماته.
أنا عاشقة لرجل اعتبره أيقونة للشعر، قلمه كان حبره من ذهب وهو الشاعر الشهيد «فايق عبدالجليل» رحمة الله عليه، أنت عدت بنا إلى حقبة زمنية صعبة وهي فترة الاحتلال العراقي الغاشم، وهناك من لم يشهد تلك الفترة من الأطفال الذين أصبحوا اليوم شبابا كما أيقظت فايق عبدالجليل من مماته بعد زمن، حيث قدمت تحفة فنية متناسقة وهي فيلم «حبيب الأرض» الذي كان قمة في الروعة وشمل كل الجوانب، فكانت فكرتك ومن إنتاجك، كيف أتيت بالفكرة؟
٭ أنا عندي صديق يعشق الشهيد الراحل فايق عبدالجليل وكان كثير الكلام عنه ويتحدث عنه بإسهاب كشاعر وكشخصية، لكن للأمانة أنا لا أعرف فايق شخصيا «رحمة الله عليه» ولكن أسمع عنه الكثير وأعرف أعماله، ولربما أنا غير قارئة للشعر مثل كثيرين متغلغلين في الشعر ويقرأونه ويحبونه ويعرفونه، وكان أيضا ذلك الصديق صديقا للراحل، ومن خلال الحديث عنه وبالصدفة طلب المخرج رمضان خسروه مقابلتي وكانت كثرة اشغالي تمنعني، لكن أنا اؤمن بأن الأشياء لا تأتي اعتباطا وتأتي في وقتها، وبالفعل قابلته وعرض علي فكرة فيلم عن فايق عبدالجليل فابتسمت واتصلت فورا على صديقي المولع بعبدالجليل «رحمة الله عليه» ودعوته ليحضر ويرى، فسألنا رمضان من أين أتيت بالفكرة، فقال انه يجهز لها منذ سنتين تقريبا فنفذناها.
في مشوار إنتاج الأفلام قدمت أيضا عملا جميلا وهو الفيلم الكويتي «العتر».. هل هناك فكرة عمل جديدة لإنتاج أعمال سينمائية جديدة؟
٭ أكيد راح يكون هناك انتاج لفيلم جديد بعنوان «سرب الحمام»، ويتحدث عن المقاومة الكويتية وهو فيلم ميلودرامي مبني على خيال الكاتبة عن المقاومة الكويتية وسيصدر في السنة المقبلة بإذن الله بعد مشاركته في المهرجانات السينمائية الدولية.
دار لولوه للنشر اعتقد انها لها عدة مقرات ومنها الكويت ودبي ولبنان، هل سيكون لها مقر خارج الوطن العربي؟ ولماذا؟
٭ لا، نحن ننشر فقط باللغة العربية، فخارج الوطن العربي ليس من اهتماماتنا.
كان نظام دراستك منذ الصغر في مدارس أجنبية في الكويت، وبعدها درست في تخصص العلوم الاجتماعية بالكويت وبعدها فرنسا ولكن لم تكملي ما السبب؟
٭ للأمانة، حاولت أن أكمل الماجستير في فرنسا ولكن صعب جدا مع كثرة الأعمال والمشاريع التي لدي هنا، والدراسة تحتاج لتركيز وتفرغ، وأنا من طبعي أحب أركز بالشيء حتى انجزه على اكمل وجه واعطيه حقه، وقد درست لمدة سنة هناك وواجهت ضغوطا ولكن لم أكمل لتلك الظروف، ولربما في المستقبل اكمل، لا اعلم.
هل تركزين فيمن يعملون لديك أو معك على شهاداتهم ومؤهلاتهم عند الاختيار؟
٭ بصراحة أنا لا أبحث عن الشهادات فقط ولكن أبحث عن الشخصية اكثر، وهناك كثيرون جدا ممن هم حاصلون على أعلى الشهادات ولكن عندما تدرسين شخصيتهم تجدينهم لا يستطيعون إنجاز أي عمل، أنا عملية في حياتي وأحب من يعمل بنشاط وله شخصية جادة ورائعة وسريع الإنجاز.
الحب كلمة بقمة الشفافية والرقي وهو شيء سام ليس بعيب.. فما رأيك بالحب؟٭ الحب جميل، وهناك أناس لا يعرفون كيف يحبون، فالحب يعني أحب بناتي وأعبر لهن بذلك، ومن دون سبب أحيانا احتضنهن وأشعرهن بحبي وبقربي لهن، وبهذا الحب أحب الحياة ولا أنتظر المقابل.
كيف نشأت فكرة بادرة «النوير» لديك؟ وما الشرارة التي أشعلت الفتيل وحفزت بداخلك إنشاء تلك المبادرة ودعمها؟
٭ حدث وان سمعت أغنية بالفعل كان هدفها «صح»، وهو أن تتغير الكويت، ولكن الطريقة كانت خاطئة لأنها تسلط الضوء على أردى ما كان في الكويت، ومرات اذا تسلطون الضوء على 1% وتنسون الـ 99 ليش؟ فالأغنية عرضت منظرا شنيعا بائسا في منطقة جليب الشيوخ ونسوا باقي المناطق الجميلة، أيضا فهذه منطقة فيها الكثير من العزاب والجاليات لا نستطيع ان نحكم على الكويت كلها من خلالها، فآلمني وأحزنني هذا الأمر وبعدها بأسبوع قرأت بحثا علميا صادرا عن جامعة هارفارد بأن نظرة الإنسان إما تكون بطريقة إيجابية أو العكس، واذا رآها بطريقة سلبية فلن يرى فيها أي شيء إيجابي، لذلك لا يعرف كيف يغير من السلبي إلى الإيجابي، مثل الشخص المتحلطم سلبي، يستاء لأغلب الأوقات ولأتفه الأسباب، ويجب أن يجد شيئا يكون ممتنا له، ويجب أن يقول الحمد لله، فهناك مليون الحمد لله، فبدأت فكرة «النوير» وبدأت تجني ثمارها والحمد لله.
الشخص بينه وبين نفسه له شريط ذكريات مرتبطة به ويراها مع نفسه بين الحين والآخر، فما الذي يخطر ببالك في تلك اللحظات؟
٭ لما اقعد أتذكر مولد بناتي وأنا عندي اربع بنات الله يحفظهن، وأتذكر في صغرهن كيف كنت العب معهن، وأتذكر طفولتي كيف كنت أنط وأقفز فوق سطح البيت ولا كنت أخاف كما أتذكر اللعب مع الحيوانات ونحن صغار، هذه ذكريات بسيطة جميلة.
ما أهداف «النوير» وبريق؟
٭ «النوير» تعلم الناس الإيجابية وكيف تكون ومؤخرا انطلق برنامج بريق الذي انبثق عن مبادرة النوير ومنذ عام مضى يطبق بالمدارس ولا أنسى تمرينا عنوانه «عانق شخص اليوم»، هذا كسر حاجزا كبيرا بين المدرسات والطالبات، وهناك فصل من الفصول كان معروفا بالشقاوة والكسل ومن خلال بريق أصبح الحب متبادلا وحصــــل تغيير جذري في مستوى الطالبات، فهناك من يعاني بقلـــــة الحب والاهتمام في بيته وتنشأ عنده صفات عدوانية من دون شعور، ولكن الحب يساعد الإنسان ويخلق المعجزات.
«سرب الحمام» يعرض الليلة في الأوبرا المصرية
خلود أبوالمجد
يعرض في الـ 9 من مساء الليلة الجمعة بدار الأوبرا المصرية وعلى مسرح الهناجر الفيلم الكويتي «سرب الحمام»، حيث يشارك ضمن مسابقة آفاق السينما العربية والتي يشرف عليها الناقد أحمد شوقي، في فعاليات الدورة الـ 39 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
حضر فريق العمل حفل الافتتاح الذي أقيم منذ يومين، وقوبل النجم داود حسين والمخرج رمضان خسروه بكثير من الترحيب من النجوم والفنانين المصريين أثناء حفل الافتتاح. تدور أحداث الفيلم في إطار درامي حول عدد من القيم الإنسانية والمفاهيم الوطنية، حيث يتعرض الفيلم لما حدث لمقر إحدى مجموعات المقاومة الكويتية أثناء الهجوم البري لقوات التحالف لتحرير الكويت، حيث علمت الاستخبارات العراقية بمكان هذه المجموعة وحاصروه، لتجد هذه المجموعة نفسها أمام خيارين لا ثالث لهما إما القتال أو الاستسلام.
يذكر أن الفيلم من تصوير الفرنسي العالمي جون لوي، واستخدم فيه مؤثرات بصرية تم العمل عليها بدقة لتعرض للمرة الأولى في السينما الكويتية، والأبطال خضعوا لفترة ثلاثة أشهر إلى تدريبات وبروفات، وهو من إنتاج ورؤية الشيخة انتصار الصباح التي تحرص دائما على أدق تفاصيل العمل الفني ليظهر بصورة مشرفة، ويشارك في بطولته كل من داود حسين، بشار الشطي، فاطمة الصفي، أحمد إيراج، جمال الردهان، فهد العبدالمحسن، عبدالناصر الزاير، بدر الشعيبي، مشاري المجيبل، يوسف الحشاش، عبدالمحسن العمر، رسول الصغير، علي الششتري، إلى جانب المشرف العام أحمد الأميري والمشرف الفني رازي الشطي.
intisars@