- مقدمة جديدة بترتيبها لأسماء الممثلين وظهور مميز لعبدالله بوشهري ونور وروان مهدي ومحمد صفر
- الظلـم الأسـري وازدواجيـة الشخصية والخيانة الزوجية العناوين الرئيسية للعمل
- عبدالمحسن النمر يفتقد حماسه في «عطر الروح» وهيفـاء حسيـن تـؤدي أسوأ أدوارها
بقلم محمد بسام الحسيني غدا «مع حصة قلم»
الظلم الأسري والخيانة الزوجية وازدواجية الشخصية ثلاثة عناوين رئيسية في قصة مسلسل «الخطايا العشر»، الإنتاج البحريني الذي يشكل «الحصان الأسود» للدراما الرمضانية هذا الموسم، ويحجز مكانا بين مسلسلات المقدمة.
للوهلة الأولى، تبدو العناوين الكبرى للقصة مستهلكة، ولكن بمرور الحلقات يجد المشاهد انه أمام حبكة مقبولة للخطوط معززة بعدد من المفاجآت في المواقف والمفارقات والتباينات وأدوات التشويق الدرامي.
لسنا أمام نص خالٍ من الثغرات، بل يعاني المسلسل من خلل وتفاوت في مستوى الحوار يزيد من حدته فارق القدرات الواضح بين الممثلين وعدم تناسب بعض الأدوار، لكننا بالمقابل نرى إخراجا يقدم من خلال الصورة جرعة كبيرة من الحيوية للإيقاع والأحداث، حيث يسهل ملاحظة حجم الجهد المبذول من المخرج علي العلي في المشاهد الداخلية كما الخارجية لتكون المحصلة «نصا مرئيا» يتميز بالهارمونية والتناسق في جو عام خاص بالمسلسل.
يعالج المسلسل قصة رجل «منعم» (قحطان القحطاني) يعيش مع زوجته الثانية التي تتحكم به «هناء» (هيفاء حسين) وأولادهما بعدما هجر أسرته وأبناءه من زوجته الأولى «طيبة» (نور) وهم إبراهيم (عبدالله بوشهري) عبدالله (محمد صفر)، سارة (ريم ارحمة) و«بثينة» (نور الشيخ).
نتيجة للإهمال الأبوي تقع الأسرة فريسة للظروف، وفيما نتابع كفاح عبدالله الشقيق الأصغر للعثور على فرصة عمل تحميه من الانحراف والضياع يبتسم الحظ لإبراهيم الذي يحصد ثقة رئيس الشركة التي يعمل فيها فيزوجه ابنته سعاد (روان مهدي).
ترتبط سعاد بعلاقة آثمة مع ابن عمها زيد (سعود بوشهري) المتزوج والطامع في ثروة العائلة بعلم من زوجها الذي يظهر ضبط نفس وبرود أعصاب غير مسبوقين في حالة كهذه، وتضغط عليه لنيل الطلاق!
يقبل إبراهيم بطلب زوجته لكنه يشترط قبل الإقدام على الخطوة أن يطلق حبيبها زيد زوجته، وعندما تواجه سعاد «زيد» يصدمها بأنه يخشى ـ لو نفذ الطلاق ـ أن يتشرد أبناؤه لتدخل الأحداث في منحى جديد في «حبكة قرار» غامضة ومشوقة تعد أقوى عناصر العمل.
الخط الرئيسي الثالث يقوده «سلمان» (عبدالمحسن النمر) بدور إعلامي شهير يقدم برنامجا في فنون الحياة الناجحة والسعيدة، ويسدي النصائح للناس لنكتشف انه في الواقع شخصية أنانية وقاسية لا يعبأ بزوجته وأبنائه ويجسد مثالا لازدواجية الشخصية.
على المستوى التمثيلي، يبرز عبدالله بوشهري كنجم أول للمسلسل بشخصية مثيرة للجدل لها انفعالاتها وجوها الخاصين اللذين يؤديهما بمهارة مؤكدا قدراته كممثل شاب على إنجاح عمل بعيدا عن الأسماء التقليدية الكبرى، وبمواجهته تقدم روان مهدي التي يلفتنا التشابه بينها وبين النجمة التركية (سيريناي ساريكايا) ظهورا مقنعا في تحد كبير بمواجهة إبراهيم وضمن صراع ثلاثي يشارك فيه زيد (سعود بوشهري) الذي يقدم للموسم الثاني على التوالي شخصية الانتهازي الشرير (بعد اليوم الأسود) مع انه أقرب بوسامته وحضوره الى الأدوار الطيبة والرومانسية التي نجح في تقديمها بشكل أفضل.
وعلى خلاف أدائه المثير والبارز هذا الموسم في «عطر الروح»، يقدم الفنان عبدالمحسن النمر أداء عاديا باردا وشبه خال من الروح في كثير من المشاهد الرئيسية لـ «الخطايا العشر» ما أثر بشكل كبير على المحور المتعلق به.
والأمر معاكس بالنسبة للممثل محمد صفر الذي يقدم في دور «عبدالله» أداء لافتا وتلقائيا أفضل وأكثر تأثيرا من ظهوره في «عطر الروح».
علامة تقدير تستحقها ايضا الممثلة نور التي تقدم أحد أفضل أدوارها على العكس تماما من زميلتها هيفاء حسين التي أفقدت الدور الذي تلعبه (المرأة الخبيثة والمحرضة وشريرة النوايا) الكثير من رونقه وتأثيره.
ويسجل المسلسل حضورا جميلا لريم أرحمة بدور «سارة» يؤهلها لأدوار رئيسية أكبر في المستقبل وللشاب محمد حسن في دور «خالد».
ترتيب المقدمة.. يخلط الأوراق
من الأمور اللافتة في المسلسل مقدمته الموسيقية وطريقة عرض أسماء الممثلين، حيث تبدأ بعبدالمحسن النمر وتنتهي بعبدالله بوشهري مع توزيع للأسماء الرئيسية على مدى المقدمة وليس بشكل متتالٍ بعيدا عما هو معتاد وتقليدي في هذا المجال وهو أمر حري بالاهتمام، ويشكل حلا لإشكالية وجود ممثلين نجمين أحدهما هو صاحب الدور الأول (عبدالله بوشهري) والثاني هو صاحب الأقدمية (عبدالمحسن النمر).
«الخطايا العشر» دراما اجتماعية غنية بأحداثها وعمل ناجح بالمجمل كان من الممكن ان يكون أفضل، إلا انه يفتح الباب أمام منافسة بحرينية قادمة بجدية إلى ساحة الدراما الخليجية.
غدا «مع حصة قلم»
أقرأ أيضاً:
«عوالم خفية».. هادف وممتع ..و«الزعيم» في القمة