أكد المخرج البحريني علي العلي في حوار مع «الأنباء» أن مسلسل «دفعة القاهرة» محكوم بجدول زمني ضيق، وأن تعاونه مع الكاتبة هبة مشاري حمادة إضافة مهمة في مشواره الفني، مشيرا إلى أن شخصيات العمل مرسومة على النص وأنه تعامل معها على أنها حديثة الولادة فجاء اختيار الممثلين على هذا الأساس، واعتبر أن النص المكتوب بروح هبة حمادة يجبر على الدخول في عمق التفاصيل.
ورأى العلي ان الخروج عن المتوقع يكمن في البحث عن المخفي في دواخل المشاهد.
أما السينما فقال عنها «لها مذاق خاص في التحرر من جميع الشوائب والخروج عن التقليدية المميتة».
وأكد العلي أن جائزة شعلة «الأنباء» ستبقى معه أينما كان، وفيما يلي التفاصيل:
سماح جمال
ماذا عن تحضيراتك لمسلسل «دفعة القاهرة »؟
٭ بدأنا التحضيرات له قبل أن نبدأ التصوير بـ 35 يوما، فالمسلسل هو مشروع بإمكانات إنتاجية عالية جدا، وفي الوقت ذاته نحن محكومون بجدول زمني ضيق، ومن خلال الجهات المنتجة أولا وفريق العمل الفني المتكامل ثانيا بضبط إيقاع العمل، وكل تركيزنا حاليا على إتمام المشروع بتفاصيله الكاملة وإظهاره بصورة تليق بالمشاهد الخليجي والعربي، ولا ننسى أننا ننفذ العمل في مصر البلد الذي يصنع الفن والفكر والثقافة.
اختياراتك للأسماء من الفنانين المشاركين؟
٭ الجميل في هذا المشروع هو انه يعتبر بالنسبة لنا مولودا حديثا، أعني بذلك أننا نتعامل مع الشخصيات المرسومة على النص على أنها حديثة الولادة، واختيار الممثلين تم على هذا الأساس.
تعاونك الأول مع الكاتبة هبة مشاري حمادة؟
٭ شخصيا سعيد بالتعاون مع كاتبة بحجم هبة مشاري حمادة، وهي إضافة مهمة في مشواري الفني، فحينما يقدم لك نص مكتوب بروح هبة حمادة فذلك يجبرك على الدخول في عمق التفاصيل وتجد نفسك من الصفحة الأولى جزءا متعايشا مع القصة، وتذهب حيثما يذهب قلم هبة، رسمها ومضمونها يخلق لك تكوينا غريبا في التعاطي مع المشهد تلو الآخر، ما لا يفهمه الكثير عن نصوص الكاتبة هبة أن الذي يولد من حب أوغل وأعمق من أن يموت، الحس لديها عال، انساني، ومبدع.
أغلب أعمالك متشبعة بروح البيئة البحرينية، بينما مسلسل «دفعة القاهرة» متشبع بالبيئة الكويتية؟
٭ ليست المشكلة في الانتقال من بيئة إلى أخرى، المعنى بهذا المشروع وفترته الزمنية عاشها كل الخليج، الأهم أن تحمل معك حكايات ذلك الجيل من آبائنا وأجدادنا وتكملها بمنظورنا نحن الشباب في هذا العصر، ستجد الفوارق والمتغيرات كثيرة، إلا أن الثوابت بين الزمنين واحدة.
هذا العمل يعود بالزمن إلى الوراء ألا ترى أن المشاهد أصابته حالة من التشبع منه؟
٭ طبيعتنا كبشر دائما أن يأخذنا الحنين الى الماضي، حيث يكون هو المصير في اتخاذ سبل تحكمنا في قرارات الحياة، برأيي المشاهد متعطش لرؤية تفاصيل سمع عنها ولم يعشها، هنا نأخذ دورنا في بلورة تلك الصورة بما تحمله من أحداث كثيرة عصفت بذلك الزمن وتقديمها للمشاهد بشكل يحاكي الواقع آنذاك.
يعرف عن أعمالك خروجها عن الأطر التقليدية في الدراما؟
٭ الخروج عن المتوقع يكمن في البحث عن المخفي في دواخل المشاهد.
نجاحك العام الماضي كان ساحقا وقدمت أفضل عمل درامي، فهل يشغلك هذا الأمر هذا العام؟
٭ طبيعي أن تحمل معك ما يجعلك تبحث دائما عن مكانك الصحيح، ومن البديهي أن تكون خائفا لا مستسلما، وأن تبصر الأفضل والأحسن، علاقتنا مع الخوف هي علاقة تحفيز ودافع لمزيد من الإتقان.
كيف ترى حال الدراما الخليجية؟
٭ التحدث في هذا الجانب وأنت جزء منه يفقدك الحالة الصحيحة في التقييم، إلا أنه يمكننا القول وبلا تشاؤم بأن الدراما في الخليج في تطور طالما وجد العاملون في هذا المجال أنفسهم قادرين على صنع التغيير، عناصر العقل والمال والإبداع حاضرة، فما الذي يمنع ظهور محتوى مغاير للمتعارف عليه؟!
أين ترى نفسك على خارطة السينما الخليجية بعد خطوة دور العرض بالسعودية؟
٭ احب أن أبارك للزملاء السينمائيين في الخليج عامة وللأحبة الفنانين بالسعودية خاصة، وسيظل الوجود السينمائي حاضرا معنا في أعمالنا، ودائما نقول ان العودة للسينما سيكون لها مذاق خالص في التحرر من جميع الشوائب والخروج عن التقليدية المميتة وخلق الاحترام بين شاشة العرض وعين الجمهور، وربما تكون العودة هبة من هبات الزمن القريب.
كيف كانت ردة فعلك على فوزك بجائزة شعلة «الأنباء» عن مسلسل «الخطايا العشر»؟
٭ شعلة «الأنباء» ستذهب معنا أينما كنا، ليس المعنى في الجائزة أو التكريم بقدر ما نجد الشيء الذي يحافظ على إنقاذ هذه الشعلة.