مفرح الشمري
Mefrehs@
الفن رسالة وإخلاص وليس أداء وشهرة فقط، هذا ما تعلمناه من روادنا الكبار في الحركة الفنية الكويتية، لذلك نجدهم في كل عمل يشاركون فيه يعطون دروسا لجيل الفنانين الحاليين للمحافظة على رسالة الفن السامية وألا تجرفهم أضواء الشهرة حتى لا تمر مشاركتهم في الأعمال الدرامية والمسرحية مرور الكرام!
ما سبق ذكره ينطبق تماما على الفنانة القديرة هيفاء عادل التي عادت للأعمال الدرامية التلفزيونية بعد غياب دام 11 عاما من خلال تجسيدها لدور أثار اهتمام الجميع في الداخل والخارج بعد أن جسدت شخصية «نورية الطقاقة» في مسلسل «الديرفة» الذي عرض على شاشة تلفزيون الكويت في الموسم الرمضاني الماضي ويعاد بثه حاليا بعد نجاحه الجماهيري في رمضان.
الشخصية التي قدمتها أم صقر (هيفاء عادل) في هذا المسلسل جذبت الكثير لمتابعتها وذلك انطلاقا من المثل الشعبي «الحي يحييك» لأنهم منذ زمن طويل لم يشاهدوا أعمالا تناقش مواضيع حساسة مثل موضوع «الطقاقة» ونظرة أقاربها والناس اليها خصوصا أن الفنانة القديرة هيفاء عادل قدمتها بصدق وإخلاص لا يوصف حتى تصل رسالة هذا المسلسل للجميع بأن وظيفة «الطقاقة» حالها حال الوظائف الأخرى، فلماذ النظرة الدونية من المجتمع تجاهها وتجاه أولادها؟!
الأداء الصادق والتلقائي الذي قدمته الفنانة القديرة هيفاء عادل والذي شعر به المتابع وهو يتابع شخصية «نورية الطقاقة» ومعاناتها، والذي تستحق عليه الشكر والثناء لأنها استطاعت ان تثبت ان الفنان الحقيقي مهما غاب عن الساحة يستطيع أن يسحب البساط من الجميع ويتربع على القمة مجددا، وهذا ما نتلمسه حاليا في الساحة الفنية من أن الفنانة القديرة هيفاء عادل عائدة بقوة للساحة من خلال مشاركتها بنصوص تلفزيونية مدروسة بالشكل الصحيح ونصوص مسرحية مؤثرة في المجتمع الكويتي كنص مسرحية «موجب» التي شهدت عودتها بعد انقطاع طويل عن خشبات المسارح، والتي تقدم حاليا عروضها بنجاح جماهيري لا مثيل له على خشبة مسرح دار المهن الطبية.