دلال العياف
الأم هي النبع الذي نستمد منه أسمى مبادئ حياتنا، وحبها هو الباقي رغم كل شيء، فما بالك بأمّ الجميع وأمّ الكويتيين والخليجيين وأبناء الوطن العربي ايضا، فهي رمز للعطاء اللامتناهي ومنبع الحنية وتمركزها، هي القلب الحنون الذي حتى في عز مرضها وتعبها تتصل بنفسها، لأنها رمز من الرموز الكويتية الأصيلة المتأصلة والاسم الذي بات في قلوبنا قطعة من الماس تتلألأ مهما طال الدهر وكبرت في العمر، هي القديرة وحبيبة الجميع «ماما أنيسة» والتي هاتفتنا وهي تتألم وصوتها به عبرة وأسى على فقدان الفنانة البحرينية الشابة صابرين بورشيد والتي رحلت عن عالمنا بعد معاناتها مع المرض العضال الذي أنهك جسدها الضعيف، هذا هو القضاء والقدر والرضا بما كتبه الله، فلله ما أعطى ولله ما أخذ، تلك الروح الخفيفة التي أسعدت الجميع وعملت بيننا هنا في الكويت الحبيبة، وقدمت ايضا الكثير من الأعمال والبرامج، ولا يسعنا الآن وفي تلك الظروف الراهنة إلا أن نسأل الله لها الرحمة والمغفرة، ولأهلها وذويها الصبر والسلوان، فجزء من اسمها يحمل معنى الصبر.
الأم الغالية وأم الجميع «ماما أنيسة» كانت مهتمة بمتابعة أخبار صابرين، رحمها الله، وتتابعها أثناء مرضها، وطلبت منا أكثر من مرة ان تتواصل معها وبالفعل تم ذلك، وكانت حريصة على أن تطمئن عليها، وكيف لا وهي الأم التي ينبض قلبها بصدق خوفا على أبنائها من كل بلاد الدنيا وبقاع الأرض، واليوم ايضا وهي على فراش المرض تتصل «ماما أنيسة» وتطلب بشكل خاص أن ترثي ابنتها الفنانة والإعلامية البحرينية صابرين بورشيد، مؤكدة أنها في قمة الأسى، داعية المولى عز وجل أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته، وبدا عليها الحزن الشديد على فقدان تلك الفتاة الأنيقة في الأخلاق والأسلوب، فكم انتِ عظيمة يا «ماما أنيسة»، وكم انتِ صاحبة أطيب قلب على وجه الأرض.