دمشق - هدى العبود
اسم من زمن الفن الأصيل والتألق على مستوى العالم العربي والعالمي، من العصر الذهبي للمسرح الغنائي في لبنان، ومن هناك انطلق للتوهج في أغانيه ومواويله مع السيدة فيروز.
عمل مع الكبار ورافقهم وتتلمذ على أيديهم حتى صار واحدا منهم.
رسخ صوته في الذاكرة والوجدان وعبرت أغنياته الذاكرة والعقول، ومن ينسى «خايف كون عشقتك وحبيتك» أو «يا سيف العلا عدا طايل» أو «يم الشال الليموني» أو سواها من أغنيات تذكر بما يسميه بعضنا زمن الفن الجميل؟ إنه الفنان اللبناني مروان محفوظ القادم من كندا إلى دمشق مباشرة، والتقته «الأنباء» في الحوار الآتي نصه:
اليوم أنت بدمشق.. ترى ما سبب الزيارة؟
٭ أنا قادم مباشرة من كندا إلى دمشق بناء على دعوة رسمية من دائرة الموسيقى بالتلفزيون السوري من أجل أن أختار الكلام واللحن لعدة أغان وعلى ضوئها سيتم التسجيل.
من سيرافقك في عملك الجديد هذا بدمشق؟
٭ سيكون معي الملحن والموزع أسعد خوري مع رئيس الدائرة الموسيقية مثنى العلي، ونحن من سيختار الكلمات والألحان والتوزيع، وسأكشف لـ «الأنباء» بأن هناك ألحان أغنيات جديدة وستطرب المستمع.
ترى من الفنان المحظوظ الذي سيغني تلك الألحان وأنت القادم على وجه السرعة من كندا؟
٭ سؤال جميل، الأغنية الجديدة بعنوان «أقواس النصر بتصيح... وقفنا بوجه الريح.. التاريخ لما بيقرأ منكون صورة مكبرة عن حق.. ما بيموت وعن شعب ما بيزيح» وهذه إحدى الأغنيات التي سجلت، وباقي عدد من الألحان التي سنسجلها، بالإضافة إلى أن هناك لقاءات في التلفزيون، وتحديدا على قناة دراما السورية، سأقدم من خلالها سهرات فنية.
هل ستقيم حفلات في لبنان؟
٭ بعد دمشق سأنتقل مباشرة إلى وطني لبنان، وسأغني في منطقة جبيل لأن هناك تكريما للعملاق الفني الراحل وديع الصافي، وسيحضر الكبير ايلي فرنسيس، وسأغني بعض أغاني وديع الصافي.
والناس حقيقة مشتاقة في الجبل ولبنان وسورية وأي بلد عربي لسماع أغاني العمالقة الرحابنة، ووديع الصافي والصبوحة وصباح فخري وميادة الحناوي، وهذه الفترة تعتبر الفترة الذهبية من زمن العمالقة، وأشكر الله أنني ممن عاصرهم وتتلمذا على فنهم، وكنت مع السيدة فيروز في مسرحياتها، وقدمت أغاني لم ولن تنسى، كما أنني تلقيت دعوات من الجامعات اللبنانية للغناء في حفلات التخرج لأبنائنا، فمثلا الحفل الذي تقيمه ثانوية الروضة يحضره رئيس مجلس الوزراء اللبناني والوزراء والبرلمانيون اللبنانيون وأهالي الطلبة والجمعيات الخيرية والمجتمع المدني، بصراحة تعتبر أنموذجا للاحتفاء بالعلم والثقافة من القيمين على تعليم الطلبة اللبنانيين، وتعتبر من أروع المناسبات.
ماذا عن معرض دمشق الدولي ونحن على أبواب الافتتاح للعام الثاني على التوالي بعد انقطاع دام ثماني سنوات؟
٭ تلقيت العام الماضي اتصالا هاتفيا من المعنيين على افتتاح معرض دمشق الدولي، وطلبوا مني أن أتواصل مع السيدة فيروز لحضور الافتتاح، خاصة ان معرض دمشق الدولي يعتبر حدثا وإرثا فنيا وحضاريا طالما افتتحته السيدة فيروز، لكن الحالة الصحية لها كما أبلغتني لا تسمح، ونقلت اعتذارها للمعنيين، وللآن لم تتضح الرؤية، هل سأشارك في فعاليات المعرض أم لا.
كيف يوزع محفوظ وقته بين كندا ولبنان والشام؟
٭ أنا إن تركت لبنان مثل السمكة التي تبعديها عن الماء، في ظروف الحرب ذهبنا إلى كندا لكنني بقيت في حل وترحال بين كندا ولبنان وسورية، لا أحب الغربة كثيرا، أشعر بالوحدة والملل والحنين لكل الأحبة هنا، سواء في لبنان أو دمشق، أشعر بأن بلدي هو الأجمل في العالم، أحن للأماكن التي كانت لنا فيها ذكريات حلوة مثل بعلبك وبيت الدين والأرز ومسرح «البيكاديلي» الذي كنا نقدم فيه المسرح مع الأخوين الرحباني والسيدة فيروز، هذه الأماكن أحن إليها كثيرا وأشتاق لها، واشتاق الى دمشق ومعرضها السنوي الذي كنا نغني على مسرحه ونلحن الأغاني للفنانين السوريين، وكم أشعر بالسعادة عندما تبقى أعمالنا الفنية راسخة في ذهن الجمهور مثل أغنية «يا سيف العل إعدا طايل» و«خايف كون عشقتك وحبيتك» و«ويم الشال الليموني»، هذه الأغاني قدمها لي العبقري زياد الرحباني.