دلال العياف
شخصيات أثرت مكتبات الإذاعة والتلفزيون ورواد للفن وبمجالهم، أسعدونا وأضحكونا طوال سنين حياتهم العملية، وأبدعوا في خلق روح فنية عظيمة وأداء مبهر يجتذب الجميع من مختلف البلدان العربية، وحتى ان البعض وصل الى العالمية في إنجازاته الفنية وأعماله الدرامية والتلفزيونية والسينمائية أيضا.
تفوقوا على انفسهم وأثبتوا بجدارتهم ان الفن هو سلاح ذو حدين، لكن السؤال هنا يكمن في نهايات تلك الشخصيات الذين ابدعوا في فنونهم وتركوا لنا ارثا راقيا واصبحوا مدارس كبيرة، فما قدموه يدرس طبعا، حيث كانت نهاياتهم مفجعة نوعا ما، فمنهم من قُتل ومن انتحر ومنهم من هزمه المرض ومن كانت نهايته غريبة جدا حتى انها أثارت حفيظة البعض للبحث وراء حقائق موتهم لأنهم ليسوا أناسا عاديين مروا في حياتنا مرور الكرام، بل هم من تركوا بصمة واضحة وأعمالا خالدة، ومن ضمن هؤلاء العظماء فنيا نستحدث اليوم عن عدد منهم وكم كانت نهاياتهم قاسياً وقعها في قلوبنا.
نيازي مصطفى
على الرغم من مرور أعوام وأزمان على مقتل المخرج القدير نيازي مصطفى، إلا أن التساؤلات ما زالت مستمرة حتى الآن عن حقيقة مقتله، والتي تدفن بداخلنا سؤالا ملحا للغاية وهو «من حمل سره معه ورحل في الثمانين من عمره؟»، فقد تعود الراحل أن ينام مبكرا ويستيقظ مبكرا ومن طبعه انه نظامي إلى أبعد مدى ومرتبا لحياته فقد كان يسكن احدى عمارات الجيزة الكبيرة والشهيرة والمكتظة بالسكان، وليس من السهل ارتكاب أي جريمة فيها بسهولة، وفي اليوم الذي قتل فيه انتهى مصطفى من تصوير فيلم «القرداتي» وعاد الى منزله وبدأ في الثامنة تناول عشائه وهو مسلوق لأنه كان يحرص آخر عشر سنوات حياته على ان يتناوله للحفاظ على صحته، وبعدها نزل الطباخ وأغلق الباب، واتصلت به أخته في الثامنة والنصف ولكنه لم يرد وأيضا تم الاتصال من قبل الكاتب الكبير الراحل عبدالحي أديب ولكنه لم يتلق ردا منه هو الآخر، وفي الصباح جاء الطباخ من جديد واكتشف ان باب المطبخ الذي تعود ان يدخل منه مقفول وهو الذي اعتاد ان يتركه مفتوحا دائما، وطبعا هناك بقية للتفاصيل ولكن ما يحزن النفس انه كما تواردت الاخبار قتل في عوامته بعد تعذيبه عام 1986 وبقي القتلة مجهولين حتى الآن ومات ودفن سره معه للأسف.
وداد حمدي
عرفت الفنانة وداد حمدي بأنها أشهر خادمة في السينما المصرية، وتوفيت بسبب 250 جنيها، حيث قتلها ريجيسير من اجل الحصول على المال واكتشف بعدها بأنها كانت مفلسة، فكانت شخصية مرحة وتحب الطرب والغناء وحاولت تقديم موهبتها على بعض المسارح ولكنها فشلت، وبعد دخولها عالم التمثيل حاولت البحث عن منزل لتسكن فيه عقب حدوث مشاكل مع عمها بسبب عودتها متأخرة ليلا من تصوير أعمالها الفنية، ومن ابرز أفلامها هي «بدور الخادمة، الزوجة 13، إشاعة حب، ثورة المدينة، ورد الغرام» وتعددت زيجاتها وارتبطت بالموسيقار محمد الموجي والثاني الفنان محمد الطوخي وأشيع أيضا زواجها من الفنان صلاح قابيل وإنجابها منه لكن قابيل نفى ذلك الخبر، ويبقى المعنى في قلب الشاعر.
سعاد حسني
«السندريللا» سعاد حسني التي برحيلها وحقيقة وفاتها ذرفت دموع كثير من محبيها، وهناك قصص حول مقتلها منها ما يمكن تصديقه ومنها الغير مقنع، ولكن غموض الوضع وقصة قتلها لا يزالا على لسان كل من احبها واحب تلك الشخصية المرحة التي تغني للربيع والايجابية، وقد وردت أخبار حول انها سقطت من شرفة منزلها في بلد الضباب لندن عام 2001 وتراوحت الأقاويل بين قضية قتل وحادثة انتحار لأنها لم تتحمل شكلها من عاقبة المرض وتوابعه وهي من عشقت الكاميرا وجهها وربما من الاكتئاب ولكن السر لم يكتشف حتى الآن.
أنور وجدي
فتى الشاشة الوسيم أنور وجدي الذي أسر وخطف قلوب الفتيات آنذاك يقال انه أصيب بمرض وراثي في كليته وتحامل على مرضه لوقت طويل لكنه حين تزوج من حب حياته الفنانة القديرة ليلى فوزي توفي بعد الزواج بفترة قصيرة في النمسا ليعود إلى مصر جثة هامدة عام 1955.
عماد حمدي
نهاية الفنان القدير عماد حمدي بسبب إصابته بحالة من الاكتئاب بعد وفاة شقيقه التوأم عبدالرحمن، فاعتزل الفن وتوفي وحيدا في شقته نتيجة أزمة قلبية عام 1984 ولم يكن معه مصاريف الجنازة حتى.
وهو من مواليد محافظة سوهاج في صعيد مصر ووالده كان موظفا بسيطا، وتزوج من الراقصة حورية محمد ثم الفنانة فتحية شريف وأنجب منها ابنا ومن ثم تزوج الفنانة شادية وختاما بالفنانة نادية الجندي.
بليغ حمدي
أما المرهف وصاحب الإحساس العالي الملحن بليغ حمدي والذي كان أسطورة في مجاله وعبقري، فقد تم اتهامه ظلما بحادثة انتحار فنانة مغربية صاعدة قوتها والتي توفيت اثر قفزها من شرفة شقته ليمضي سنوات عمره هاربا خارج مصر ويعود بعد تبرئته ليعاني من مرض الكبد وتوفي عام 1993.
عمر الشريف
ومن النجومية والأضواء الى دار المسنين، حيث انتهى المطاف بالنجم العالمي الأنيق الجنتل الراحل عمر الشريف وقضى سنواته الأخيرة بمأساوية وحيدا في أروقة دار العجزة ناسيا كل تفاصيل حياته بعد أن أصيب بمرض الزهايمر وانتهت قصته الأليمة في 2015 عن عمر ناهز الـ 83.