مفرح الشمري
Mefrehs@
في ظل الاحترازات الطبية للحد من انتشار فيروس «كورونا»، احتضن تراب الكويت أمس الأول جثمان الفنان الراحل سليمان الياسين في مقبرة الصليبخات، حيث اقتصر الحضور في المقبرة على أهله وذويه تطبيقا لتعليمات الجهات الصحية والتي تمنع التجمعات حاليا.
الراحل «بوسارة» انضم الى فرقة مسرح الخليج العربي خلال فترة الستينيات وقدم معها اول مسرحية له بعنوان «الدرجة الرابعة». وهو يعتبر من رواد فرقة مسرح الخليج العربي التي بها اسماء عملاقة مثل المخرج الراحل صقر الرشود والكاتب القدير عبدالعزيز السريع وغيرهما ممن قدموا للحركة المسرحية والفنية في الكويت أفضل الأعمال.
«بوسارة» غادر الحياة من دون مشاكل مع زملائه الفنانين، الذين منعتهم «ازمة الكورونا» وتعليماتها الصارمة بعدم الحضور لتشييع جنازته وتوديعه الوداع الأخير لأنه من الفنانين الذين «ينعدون على الاصابع» موهبة وثقافة وثقة بالنفس، فهو لايحب الألقاب ولا حتى ان يوضع أمام اسمه لقب «الفنان القدير» وذلك لإيمانه بأن الألقاب لا تصنع ممثلا مادام غير موهوب فمهما كان اللقب الذي امام اسمه لا يهمه ذلك أكثر من اهتمامه بتقديم عمل فني يحمل بين طياته قيمة فنية، فالراحل سليمان الياسين مختلف كليا عن الآخرين في الوسط الفني، الذين البعض منهم اذا لم تضع لقبا امام اسمه يعتبر ذلك تقليلا من شأنه وربما يرفعون عليك «دعاوى قضائية» لتجاهل ألقابهم!
عطاءات «بوسارة» كثيرة في الحركة الفنية الكويتية سواء بالمسرح او التلفزيون او حتى الاذاعة، لكن مايدمي القلب هو غياب الوفاء من مجلس ادارة فرقة «الخليج العربي» التي لم تنشر أي إعلان نعي له في الصحف اليومية، حتى هذه اللحظة تقديرا لعطاءاته الفنية وهذا اقل واجب تقدمه الفرق المسرحية الأهلية والخاصة لأعضائها وفاء لهم.. لكن يبدو أن «الكورونا» أنستهم الوفاء..!