أكدت النجمة العمانية فخرية خميس انها سعيدة بالمشاركة في مسلسل بحجم «ام هارون»، مستغربة الضجة التي اثيرت حول هذا العمل واتهامه بأنه يهدف للتطبيع مع اسرائيل.
وقالت في حوارها مع «مجلة التكوين» العمانية الإلكترونية: لقد لفت نظري هذا العمل البعيد عن كل ما يثار عليه، فعندما قرأت خط شخصيتي في النص وجدتها شخصية امراة مسلمة.
ولا يعني المسلمة في هذا العمل أنها تشارك اليهود في كل شيء، وإنما هم يقيمون في حارة واحدة، فهناك يهود ضد القرار الصهيوني وما تفعله الصهيونية وما تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين.
وهناك في المقابل يهود لا يتحلون بذمة ولا أمانة، وذلك ما تمثل في شخصية «داود» التي يقوم بأدائها الفنان القدير عبدالمحسن النمر.
وتضيف: إننا كمسلمين نحترم هذه الديانات السماوية. والذي يربط هذه الشخصيات في المسلسل باختلاف دياناتها هو الجيرة، الذي ربط بينهم كان التعارف والسلام من بعيد عند الالتقاء، ولكن لأن الولد تعلق بالبنت، وهذه قصة اجتماعية، ربما نعتبرها حالة استثنائية، وقد حدثت هذه العلاقة وأصبحت واقعا، فما موقف الأسرتين هنا وهم مسلمون ويهود؟ بطبيعة الحال سيكون الرفض سواء من قبل اليهود او المسلمين.
وبما أب الولد كان إمام مسجد فقد كان يرفض هذه العلاقة، كذلك الأم كان موقفها رافضا، وقالت لابنها عليك أن تختار بعقلك لا بقلبك.
ورغم أنهم متجاورون ويجمعهم السلام في الطريق، ولكن على المستويات الأخرى لم يربطهم سوى الولد والبنت، وكان الموقف واضحا، البنت مثل «أم هارون»، أحبت مسلما واعتنقت الإسلام، لأنها أحبت الإسلام وصارت مواقفها ومعاملاتها إنسانية، لأنها أحبت دينه ومبادئه.
عنجهية
وتتساءل النجمة فخرية خميس: لماذا قوبل هذا العمل بهذه الطريقة التي اعتبرتها عنجهية، من قبل بعض المتلقين للآراء والذين حكموا قبل أن يشاهدوا العمل؟
واضافت: إنني أرفض تماما كلمة «التطبيع»، ولسنا بصدد أي تطبيع في هذا العمل. الأمر بعيد تماما عن ذلك، والعمل يتحدث عن حقبة زمنية قديمة تدور أحداثه في الأربعينيات من القرن الماضي.
وهذه الشخوص كلها من تلك المرحلة، كل واحد فيهم يمارس طقوسه وعاداته في بيئته الخاصة، في منزله، وليس في الحارة أو الأسواق.
كل واحد منهم ملتزم بدينه ويحترم دين الآخر، باستثناء هذا الشخص غير السوي المتمثل في شخصية داود، وكان المسيحيون والمسلمون جميعا يرفضون تصرفاته، القصة واضحة، ربما هناك أخطاء تاريخية، فأنا لست ملمة بكل التاريخ، هذا يخص الكاتب، ويخص المنتج، ويخص القناة أيضا، بما أنه كان هناك مشرفون يأتون ويشرفون على سير العمل، كان بإمكان الرقابة أن تتدخل وتتابع إذا كانت هناك أخطاء، أنا ملتزمة بأداء دوري كممثلة، نعم قرأت أبعاد كل شخصية على حدة وعرفت توجهاتها، وقد وجدت في العمل شيئا مقنعا، ولم يكن هناك شيء مؤذ أو أي شيء يستدعي مني أن أرفضه.
شتائم ولعنات
وتفتح النجمة فخرية خميس صفحة العتب والألم قائلة: لقد جاءتني تعليقات مؤلمة بالسب والشتائم واللعنات، ويتهمونني بالتطبيع، ولم ينظروا إلى خط شخصيتي في المسلسل أنها مسلمة، وهي الإنسانة البسيطة التي هي في بيتها، ليس بسبب القمع لأن زوجها إمام مسجد، وإنما هو يمنحها حريتها في الخروج وزيارة الجارات وغير ذلك، كان دوري بسيطا وخفيفا.
فمن بين ما يدور في العمل من أحداث هناك أحداث ثقيلة وحزينة، ولكن أرادوا أن يرسموا البسمة من خلال دوري، حتى انني أحببت أن أكون منتقبة عند خروجي من المنزل حتى لا يرى أحد شكلي، ما عدا في المنزل، مع النساء، ولم يكن الرجال يعرفون شكلي.
تهميش وإجحاف
وحول ما واجهته من تهميش وإجحاف في هذا المسلسل، قالت فخرية خميس: لقد أحببت الدور من داخلي، ولكني أشعر بأنني لم أؤد الدور بالشكل المطلوب، لأن المخرج لم يحب فخرية، ولم يحب بيت فخرية، ولم يحب بيت المسلمين، وإنما كان يحب بيتا آخر على حساب بيت المسلمين وأنا لم أكن أرغب في أن أصرح بهذا الكلام، ولكن جاءت الساعة لأصرح به، وقلت عندما أصرح فسوف أصرح في بلادي، من خلال صحافة بلادي وإعلام بلادي، لقد تأثرت كثيرا من تعامل هذا الرجل، قسما بالله انني عاملته مثل ابني وكنت معه بالسلام والكلام والحضور والالتزام، إلى أبعد الحدود، حتى في معاملته المجحفة في حقي، فهو لم يعاملني كنجمة، ربما لا يعرفني كنجمة، ولكن عليه أن يسأل، ومن حقه أن يسأل، ولكن لا يلغيني، وقد وجد هذا الحس عندي من أول يوم، ولكني حرصت على المودة والعلاقة الطيبة معه، لأنه اسمه محمد العدل، والاسم يشكل قيمة خاصة عندي، لأنه يأتي من عائلة «العدل»، الذين لهم تاريخ في الفن العربي، وفي مصر بالتحديد، ومن منا لا يحب الأعمال المصرية، فأنا احترمت هذا الشخص، لاسيما أن عمه هو الراحل سامي العدل، ولأن هذه العائلة تنتج أعمالا مهمة وقد أثرت الحركة الفنية في مصر، عبر الكثير من الأعمال، سواء على مستوى الأعمال التلفزيونية أو السينمائية، فعندما يأتي أحدهم فهذا يعني أن له ثقله وله حضوره القوي من خلال الأعمال التي قدمها، وبالتالي فقد وجدت العمل في هذا المسلسل مغريا، نظرا لاكتمال عناصر النجاح فيه، وبوجود مخرج جيد، ومنتجة ونجمة قديرة وهي حياة الفهد، وأيضا القناة الفضائية، وهي الـ «إم بي سي»، ولديهم نجوم لهم بصمتهم في الخليج.
حذف مشاهد
وتضيف قائلة: لقد شعرت بنجاح المسلسل منذ البداية، خاصة أن العمل تولى كتابته اثنان من الشباب الطموحين، وقد كتب بشكل جميل ولكن تدخل المخرج في العمل وحذف بعض مشاهدي ورفضه تصوير بعض المشاهد الخاصة ببيت إمام المسجد وكان المنتجون على علم بمعاملة المخرج لي، وقد شكوت لهم الأمر، ولكن لم يتغير شيء وهذا الحذف تسبب في الهبوط بمستوى العمل، حتى تدخل المنتجون وحاولوا إنقاذه لأني شعرت بأن خطي في العمل ضعيف، وانصدمت ايضا، لعدم وجود الاهتمام من القائمين على العمل، أحترم الأستاذة حياة، ولكني كنت أتمنى أن تهتم بفخرية مثل ما اهتمت بآخرين، حتى في التتر والإعلان الذي نشروه لم يكن لي أي حضور على مستوى الصور وما ينشر من المشاهد الإعلانية، أنا لست «كومبارس»، وقد تألمت وتعبت في هذا العمل كثيرا، ولكن يهمني أن يعرض، على قناة «إم بي سي» ويشاهده الناس.
قصة مشاركتها في «الشهد المر»
حول مشاركاتها الأخرى هذا العام، قالت الفنانة فخرية خميس: اختارني د.حبيب غلوم للمشاركة في مسلسل «الشهد المر» وقد كنت مواكبة لهذا النص من خلال الفنانة سعاد علي التي كانت تحدثني عن الدور، الذي كان في الأصل لها، ولكنها اعتذرت عنه لأسباب خاصة وبعد اعتذارها عرض الدور عليّ، ولكني تريثت في قبول الدور حتى تواصلت مع الفنانة سعاد علي وأبلغتني باعتذارها رسميا، وباركت لي قبول الدور وبالفعل انني أحسست بأهمية هذا العمل فالنص جيد والمنتج جيد أيضا وبمشاركة نخبة من النجوم.
كانت هناك مباراة ساخنة في الحوارات وفي الأداء، توليفة جميلة في الكواليس لذا أكملنا التصوير رغم الخوف والهلع في ظل تفشي جائحة كورونا والحمد لله طرح العمل وتلقته الجماهير بالقبول.
أما العمل الآخر «سواها البخت» الذي يبث لي حاليا على أكثر من قناة، فهو عمل كوميدي، ولكني لم أشاهده حتى الآن، إنني أعيش في ارتباك شديد وتتزاحم لدي الأفكار من ردة فعل الجمهور على مسلسل «أم هارون»، لأن الجمهور يهمني.