دمشق - هدى العبود
عرفت الفنانة السورية أمية ملص من خلال أعمالها التي ميزتها سواء في الدراما المعاصرة أو دراما البيئة الشامية أو المسرح الذي أحبته والسينما التي أبدعت من خلالها، وتميل ملص إلى تقديم الأدوار التي تجسد أوجاع الناس المجتمعية، وإذا عدنا إلى أعمالها فمسلسل «الولادة من الخاصرة» نجد انها تميزت فيه وأنه غاص في حياة الناس وهمومهم وأوجاعهم وكانت إحدى بطلاته وخلال الموسم الرمضاني جسدت دور سيدة غجرية تهرب من حياتها المتعبة خوفا على أسرتها وزوجها الذي لا يرحم وذلك من خلال مسلسل «يوما».. «الأنباء» التقتها فكان هذا الحوار:
بداية، أراك متعبة وحزينة بعض الشيء ترى ما السبب.. هل لقلة الأعمال الفنية أم الضائقة المجتمعية؟
٭ كل ما ذكر برأيي كان عاملا كبيرا لأن نكون بوضع غير سليم من حيث ندرة الأعمال الفنية السورية بسبب الظروف المجحفة بحق الفنانين السوريين وبحق الوطن السوري، فالفنان لا عمل له سوى فنه ونحن تعرضنا لمضايقات على كل الأصعدة من حصار تسويقي للمنتج السوري ومن هجرة شركات الانتاج الفنية السورية التي بحثت عن مستقبلها الفني في الخارج، بالإضافة إلى الإجحاف بأجر الفنان السوري الذي آثر البقاء في وطنه ولم يرحل.
وأضافت ملص: جميعنا يعلم أن أغلب الأعمال السورية توقفت عن استكمال التصوير بسبب وباء «كورونا» كل هذه العوامل كانت سببا مؤثرا جدا في انكفاء الفن السوري وتعب الفنانين نفسيا وماديا.
حاليا الكاست الفني لمسلسل «بورتريه» في نهايته لتصوير ما تبقى.. ما أدى إلى خروج المسلسل من السباق الرمضاني.. كيف تنظر ملص لذلك؟
٭ عندما داهم العالم وباء «كورونا» كنا قد صورنا العديد من حلقات العمل، لكن توقفت الشركة عن التصوير نزولا عند رغبة الحكومة السورية بذلك، وحفاظا على صحة الكاست الفني. وعندما سمح بالتصوير قبل شهر رمضان بأيام قليلة لم يكن الوقت كافيا لاستكمال العمل، لذلك خرج المسلسل من السباق الرمضاني، وهذا إجحاف في تقييم الدورة الرمضانية السورية الحالية.
مسلسل «يوماً ما» كنتِ فيه غجرية تعاني من قسوة حياة الغجر وظلم الزوج، بماذا تعلقين؟
٭ كان عملا جديدا بكل معنى الكلمة، ولم أفكر يوما في ان أجسد دور حياة الغجر نظرا للصعوبة في طريقة العيش والعادات والتقاليد واللهجة الغريبة التي يتحدثون بها، لكن الفنان يجب أن يكون مطواعا من خلال قراءاته وعليه ان يؤدي أي دور والغجر أناس عاطفيون جدا لديهم هدف كبير ان يستقروا لأن حياتهم اتسمت بالحل والترحال وهذه الحياة صعبة جدا ويعانون من تسلط المجتمع الذكوري على مستوى العائلة، فالمرأة عليها ان تطيع دون أي رأي لها وجسدت دور «الزوجة دواهي» التي تمر بظروف صعبة للغاية مع زوج متسلط، وأخت خطفت طفلة وهنا انتابني خوف كبير من عواقب الاختطاف لأننا فقراء مسحوقون اجتماعيا لا حقوق لنا ولا هوية ولا جنسية «نحمل اسم الغجر».
وذكرت ملص أنها شاهدت بعض الأعمال الخليجية مثل «حارس الجبل».. العمل رائع بكل أحداثه من حيث الكتابة، والأبطال الذين كانوا بالعمل أعطوا العمل جمالية الفن في الإبداع والتمثيل، موضحة أنها ستشاهد مسلسل «أم هارون» على «يوتيوب» لأنها سمعت عنه الكثير، خصوصا أن بطلته القديرة حياة الفهد، لذا لا بد من مشاهدته حتى تستفيد حسب قولها.
ما سلبيات الدراما السورية برأيك كفنانة؟
٭ من ابرز المؤثرات على الدراما السورية الشللية التي أعتبرها قاتلة، فهناك العديد من الفنانين عاطلون من العمل، وإذا ما بقي الحال كذلك فان النتائج ستكون مأساوية على الدراما السورية.