وصف المخرج آندي سيركيس فيلم «Venom: Let There Be Carnage» بأنه يمثل قصة حب بين إيدي بروك (توم هاردي) وبين فينوم (توم هاردي أيضا)، وتنعكس هذه الفكرة بإبداع من خلال السيناريو السلس والخالي من الحشو وخيارات الإخراج، حيث يعطينا سيركيس جزءا ثانيا مع مشاهد أكشن مسلية وطابع شخصي أكبر والكثير من الضحكات ومواجهة ختامية مثيرة بين أيدي (فينوم) وكليتوس كاسادي/ كارنيج (وودي هاريلسون).
يكمل «Venom: Let There Be Carnage» أحداثه بعد مرور فترة من الزمن، تميزت بقصة شعر «كاسادي» الأنيقة الجديدة، ويقدم شريرا مختلا بدوافع انتقامية يقودها الألم، بعدما يلملم «إيدي» وشريكه المحقق أجزاء كثرة القتل خاصته- التي ظهرت في «Spider man 3» الذي عرض منذ نحو 14 عاما، حين استحوذ «فينوم» تلك المادة السوداء اللزجة على «بيتر باركر»، وحوله من شاب متواضع وبطل خارق إلى شخص لا يكترث لأي شيء وغير أخلاقي، حيث نرى ابتعادا كبيرا عن مؤامرة الخيال العلمي التي كانت في الجزء الأول من «Venom» وتوجه نحو عمل يشبه أفلام القصص المصورة التي تجمع مزيجا من أفلام القتلة المأجورين والسفاحين.
يقدم الفيلم مزيجا غريبا من أفلام الوحوش والقتل، لكن المخرج سيركيس يوازن بكفاءة بين الأنواع المختلفة والمشاهد البصرية والأداء الفكاهي لجعله ينجح بشكل مدهش، وتماما كما يفعل «إيدي» يطلق الفيلم العنان لجانبه غريب الأطوار، ويحصل السيمبيوت (تلك المادة الفضائية السوداء اللزجة) على وقت أكثر للتألق، حيث تتخلل عبارات «فينوم» المضحكة اللحظات المليئة بالتوتر لتضفي طابعا فكاهيا على المشهد، بشكل يشبه مزيجا بين شخصيات من كون «DC» السينمائي وأخرى من كون «مارفل»، لكن الأشخاص من حوله يهتمون بهذا العملاق القاتل، ويوفرون نسيجا ممتازا يجمع بين الشخصيات.
نحصل في هذا الفيلم على طاقم ممثلين مساعدين أصغر بكثير لكن يتم استخدامهم بفعالية رائعة، مثل المحقق موليغان (ستيفن غراهام) وآن (ميشيل ويليامز) ودان (ريد سكوت)، وحتى السيدة تشين (بيغي لو)، فكل هذه الشخصيات تتفاعل مع بعضها البعض على مدار العمل، مع نطاق وعالم أصغر للتنقل فيه، بالإضافة إلى تهديد شخصي أكثر لدائرة «إيدي» الاجتماعية.
نقطة القوة الأكبر التي يقدمها «Venom: Let There Be Carnage» هي أشراره «كاسادي» و«كارنيج» وشرك (ناعومي هاريس)، إنهم أشرار يقدمون أسلوبا رائعا ومتعة كبيرة تفتقر لها العديد من أفلام مارفل، والذين يستمتعون بالكارثة التي يخلفونها في أعقابهم، فـ «كاسادي» يسعى لقتال الأنظمة المسيئة لماضيه، وعندما يجتمع مع شخص يشبهه من حيث الذكاء والوحشية وعدم الرحمة، يظهر الانسجام بينهما على الفور، وهنا يصبح من الصعب ألا تشعر بالاهتمام نحوهما عندما يحرقان كل شيء عن بكرة أبيه، حتى أننا وفي خضم إعجابنا بالفوضى التي يحدثونها، نقول «إنهم مروعون، ولكن نحبهم!».
مثل العديد من العلاقات المشؤومة، يواجه «إدي» و«فينوم» الكثير من مشاكل في التواصل بينهما، وهو ما يوقعهما في هذه الفوضى مع «كارنيج»، فبالمقارنة مع مدى سرعة تعاون «كاسادي» و«كارنيج» مع بعضهما البعض، يبدو أن «إيدي» و«فينوم» لن يتفقا على نفس الشيء يوما، في حين يدرك كلاهما في النهاية أنهما بحاجة إلى بعضهما البعض وأن عليهما التنازل لإيقاف رجل شرير، فيبنيان علاقة تكافلية من المفترض أن تكون مستدامة، لذلك نحن نتعاطف مع هذين الطفلين المجنونين ليجعلا الأمور تنجح!
بعدما ذكرنا كل ما سبق، فإنه بالرغم من أن «Let There be Carnage» يقدم حبكة جيدة تهدف لإعادة توجيه السلسلة، إلا أنه يبقى اقل مستوى من أفلام الأبطال الآخرين، فهو يبتعد عن المخاطرة، ولا يقدم التقلبات الخطيرة والمثيرة التي رأيناها في أفلام مثل «The Suicide Squad» أو«Shang-Chi and the Legend of the Ten Rings»، فالفيلم تقليدي الى حد بعيد ويتبع قصة رحلة البطل مع قلة التركيز على العثور على جوهره.