رغم أن البعض يرى الأفلام مجرد أعمال مسلية يقتل بها وقته، فإنها في حقيقة الأمر تعمل على تثقيفه وتجعله يفكر، يتعاطف، يغضب، وتدفعه لفعل الخير أو الشر.
على سبيل المثال، تذكرنا الأفلام الرومانسية بأهمية الحب، ولماذا يستحق القتال من أجله، وتجعلنا نبكي ونضحك على عيوبنا الرومانسية، وبالتالي تساعدنا على فهم شركائنا وأفراد عائلتنا أكثر.
وهناك العديد من الأفلام التي تمنح مغامراتها الكثيرين أسبابا للنهوض كل صباح والمغامرة في العالم بشيء من الأمل والتفاؤل، أفلام تشجع الناس على التغلب على الآلام الشخصية والتأثير بشكل إيجابي على حياة الآخرين، كما فعل فيلم «The Pursuit of Happiness» عام 2006، من بطولة النجم الأميركي ويل سميث، وفيلم «The Bucket List» عام 2007 لكل من جاك نيكلسون ومورغان فريمان.
خلق الوعي
يحتاج الناس إلى تذكيرهم بأهمية التعليم الرسمي والأنشطة المدرسية مثل الفن والرياضة، وتلعب الأفلام دورا مهما في التأكيد على أهمية التعليم وأنشطته المتنوعة، كما تعطي أفكارا لأصحاب المصلحة في التعليم حول كيفية تحسين أنظمة التعليم في أجزاء مختلفة من العالم.
وعلى الجانب الآخر، تقودنا الأفلام إلى فهم الآثار السلبية لتعاطي المخدرات والكحول، وتساعد الناس على فهم فظاعة العيش بلا مأوى في مخيمات اللاجئين، فتوقظ حواس التعاطف لدى الأشخاص الذين لم يختبروا حربا أهلية من قبل، وتساعد على الشعور بالمسؤولية عن الذين يعيشون في البلدان التي مزقتها الحرب.
كل فيلم أو عمل تلفزيوني يتم إعداده وتطويره في ثقافة معينة، ويعكس ما يؤمن به أصحاب هذه الثقافة وكيف يتعايشون، فتسهل الأعمال السينمائية والدرامية فهم المخاوف والعيوب ونقاط القوة لهذا المجتمع، بدلا من محاولة فكها من خلال التفاعلات اليومية.
عندما يتحدى المجتمع معتقداته وأيديولوجياته السائدة في الأفلام، يصبح أكثر قدرة على استجواب نفسه وتبني موقف الغير، وبفضل رواج الترجمة تمكن الناس من جميع أنحاء العالم من مشاهدة الأفلام بغض النظر عن لغتها الأم، وفهم ثقافات المجتمعات البعيدة.
تعلم التاريخ
تقوم الكثير من الأفلام التاريخية على الحقائق، وحتى الأفلام التي تعتمد على القصص الخيالية، فإنها لاتزال تصور لنا كيف كان العالم قبل اختراع الأجهزة والتطور التكنولوجي الذي نعرفه اليوم، إنها تربط العالم الحديث بالأجيال الماضية.
فعلى سبيل المثال تشرح أفلام حرب فيتنام ما حدث في تلك الفترة وتساعد جيل اليوم على تقدير أهمية الحرب، كما تساعده على فهم مجريات الأحداث وربط الحاضر بالماضي والتعلم والتنبؤ بأحداث المستقبل.
أضف إلى ذلك كله أن بعض الأفلام تسهل وصول المراهقين إلى المحتوى الإباحي عبر الإنترنت، ومشاهدة الأغاني التي تدعو إلى تعاطي المخدرات والمواد المخدرة، كل هذا المحتوى مضلل للشباب دون وجود أي إستراتيجيات موثوقة أو حلول مضمونة يمكن للآباء الاعتماد عليها لحماية أطفالهم.