- ليس لدي جديد سينمائياً.. وأصبحت أخاف على ما وصلت إليه
- لن أقدم إلا الشخصيات الواقعية المثيرة في تفاصيلها الداخلية والخارجية
القاهرة ـ سعيد محمود
تحملت الفنانة عبير صبري طويلا وضعها الفني وقدمت أدوارا لم تلق بموهبتها بغرض تواجدها على الساحة وايمانا منها بان الفرصة سوف تأتيها آجلا أو عاجلا وفضلت أن تشق طريقها بعيدا عن المحسوبية والعلاقات، فقد خرجت من عنق الزجاجة فانطلقت بعدها إلى نجومية كانت تنتظرها وينتظرها أيضا كثيرون تنبأوا لها بالتألق والنجاح، ونجحت وأصبحت نجمة لكنها تعترف بأنها ليست «سوبر ستار» رغم الأعمال المؤثرة والجوائز التي حققتها بعض أعمالها لكن مع ذلك لم ترحمها الشائعات ويلاحقها الهجوم وبين هذا وذاك يزداد رصيدها الفني وتزداد جرأتها والآن تجني ثمار هذا المشوار الطويل، «الأنباء» التقت عبير صبري في حوار صريح، فالى التفاصيل:
بماذا تشعرين الآن مع النجومية والبطولة والاعمال التي تعرض عليك بالجملة؟
٭ اشعر بالخوف الحقيقي على ما وصلت اليه وان استطيع ان احافظ على ما انا فيه، طبعا لا اعرف ماذا سيحدث غدا او بعد غد فهذا في علم الله ولكني اسمع الهاتف الذي يأتي من داخلي ويطمئنني على ان الغد افضل.
كيف واجهت الهجوم على دورك الجريء في مسلسلك الاخير «مع سبق الاصرار»؟
٭ تعودت على ذلك لكني اقدم ما اراه مناسبا ومن وجهة نظري دوري في مسلسل «مع سبق الاصرار» ليس فيه اي ابتذال، فقد اصبحنا على قدر كاف من الجرأة فيما بيننا فالمشاكل الجنسية اصبحت مطروحة علنا ولهذا لا مانع يعوق تقديم الاعمال الجريئة مادامت تخدش حياء المشاهد ولم تصل الى درجة رخيصة لغرض ما غير مفهوم والاهم من ذلك تقديم اعمال قريبة من الناس والشارع وتمس قضاياهم وتنبش فيها واخراجها وتقسيمها باسلوب فني على درجة واعية تتناسب مع عقلية الجمهور والتواصل معهم للحفاظ على المصداقية القائمة بين المشاهد والفنان والعمل الفني.
وصلت الى نجومية متوهجة فهل اصبحت لها تأثير عليك كانسانة؟
٭ نعم لقد اصبحت محاطة بالترقب وبعيون الناس اكثر من اي وقت مضى ورغم انني عشت حياة ملتزمة طوال عمري الا انني اصبحت ملتزمة اكثر لانني اصبحت اشعر بتقدير الناس وهذا يفرض علي مزيدا من الواجبات وفي هذه النقطة فانا اريد ان اقوم بواجباتي على افضل صورة.
كيف تخططين للمرحلة الفنية المقبلة؟
٭ اراها اصعب مرحلة واشعر بأنها تحتاج الى نوع من التأني في كل عمل فني اوافق على تقديمه الآن وانا اخطط لهذه المرحلة على اساس الرهان على تغيير ذوق الجمهور والارتقاء بهذا الذوق الى حد كبير ورؤيتي لما يحدث من تغير في مصر تجعلني اشعر بأن الناس لم تعد تجذبها الاعمال التافهة وانما يبحث المشاهد عن الاعمال الجادة التي تتناول موضوعات مهمة وحقيقية وتطرح الواقع بصدق على الشاشة واعتقد ان نجاح مثل هذه الموضوعات خلال الفترة الماضية دليل على ذلك والتغير الذي حدث سيمنحها فرصة اكبر للنجاح واشعر بأن المؤلفين سيتنبهون لذلك وان اغلب الاعمال التي ستكتب سوف تبتعد عن التفاهة والسخافة وستركز اكثر على الموضوعات والقضايا المهمة والانسانية.
وهل هناك صعوبات فنية تواجهك خلال هذه المرحلة؟
٭ بالطبع، صعوبة المرحلة عندي ان هناك العديد من السيناريوهات التي تعرض علي ويجب ان اختار منها الجيد فقط وابتعد عن الضعيف او حتى «النصف نصف» لأن الجمهور اصبح ينتظر مني الافضل والاقوى من كل ما قدمته في الماضي.
وهل ستركزين في اختياراتك على الشخصيات المثيرة؟
٭ اركز فقط على الشخصيات التي تحمل اثارة في تفاصيلها فانا اختار شخصيات درامية حقيقية لبشر بحق يواجهون مواقف وتحديات ومشاكل واقعية وموجودة في الحياة وأسعى لتقديم هذه الشخصيات بشكل صادق ولا مانع من تقديم كل ما يعبر عن هذه الشخصيات بشكل حقيقي بقدر الامكان حتى يصدقني الناس.
وصلت الى مرحلة متقدمة من النضج، هل ندمت على أشياء في حياتك؟
٭ نعم، هناك مواقف مررت بها في حياتي ولم يكن لدي الخبرة الكافية لاتخذ فيها القرار واتصرف بشكل سليم ولم يكن هناك احد معي حتى يوجهني لما يجب ان اقوم به تجاه هذه المواقف التي تعاملت معها بشكل خاطئ وندمت بعد ذلك عليها ولكني ارى انه كان يجب ان اخطئ حتى اتعلم الصح وكان لابد ان اشعر بالندم على هذا الخطأ حتى لا اكرره مرة اخرى فالمهم ألا اقع في نفس الخطأ مرتين في حياتي وقد تعلمت من كل خطأ وقعت فيه ولا يوجد انسان لا يرتكب اخطاء والمهم هو ان كل خطأ وقعت فيه لم اكرره مرة اخرى لانني من النوع الذي يتعلم بسرعة ولا ينسى.
وهذا شيء مهم جدا لا احب ان اكون ضعيفة ولا احب الاحساس بالضعف، حتى في احلك الظروف التي مررت بها مؤخرا كنت احرص ايضا على ألا اكون ضعيفة وان اظهر امام الجميع وانا متماسكة وقوية رغم كل ما بداخلي من مواقف مأساوية سببت لي جراحا وآلاما سيئة.
أخيرا، ما الصفات التي تحبينها وتكرهينها في عبير صبري؟
٭ لا احب في عبير طيبة قلبها التي تجعلها تصدق كل الناس وتثق في كل من حولها – لا احب في عبير الاسراف فهي مسرفة جدا ولا تعرف قيمة المال لكن الآن تداركت الامر.
وماذا عن السينما؟
٭ ليس عندي جديد سينمائيا فقد عرضت علي بعض السيناريوهات لكنني لم أر عبير فيها ومن أجل ذلك رفضتها.