تعتبر طيبة الفرج من أبرز الفنانات اللواتي ساهمن في نهضة الحركة الفنية الكويتية، خصوصا أنها ظهرت في بيئة اجتماعية محافظة، وكانت إحدى الفنانات اللاتي كافحن وتحملن الكثير من أجل الاستمرار في التمثيل مع الفنانات مريم الصالح ومريم الغضبان وحياة الفهد وسعاد عبدالله وعائشة إبراهيم.
بدأت مشوارها الفني وهي في الرابعة عشرة من عمرها مع الفنان محمد النشمي في برنامجه «ديوانية التلفزيون» الذي كان له الفضل في انضمامها إلى فرقة المسرح الشعبي في شهر نوفمبر من عام 1963، وبعد عام واحد برزت كوجه مسرحي جديد في المسرحية الناجحة «سكانه مرته» ثم تبعتها بعض الأعمال المسرحية، من أهمها مسرحية «مغامرة رأس المملوك» ومسرحيات أخرى مثل «البوم وثور» و«ضعنا بالطوشة» و«العلامة هدهد».
ولأن الفنانة الراحلة طيبة الفرج تنتمي إلى الزمن الجميل والعصر الذهبي للحركة الفنية في الكويت، فقد شاركت في بعض الأعمال المسرحية الناجحة مع فرق مسرحية أخرى غير التي تنتمي إليها، أي فرقة المسرح الشعبي، فمع فرقة المسرح الكويتي شاركت بمسرحية «حظها يكسر الصخر» وفي «بغيتها طرب صارت نشب» وهما من تأليف وإخراج محمد النشمي، كما شاركت مع الفرقة في مسرحية الأطفال «تسمح تضحك»، ومع فرقة المسرح العربي شاركت بمسرحيات هي «الراوية وأم بلال والمرأة وخروف نيام نيام»، ومع فرقة مسرح الخليج العربي في مسرحية «رجال وبنات».
وللفنانة الراحلة مشاركات متميزة في الدراما الإذاعية والتلفزيونية، وقد تميزت بدور الزوجة أو الأم ونماذج مختلفة للمرأة، ومثلما أبدعت في الأعمال المعاصرة تميزت، أيضا، في بعض الأعمال التراثية، كما كان دورها رائعا في مسلسل «جحا» وفي مسلسل «سليمان الطيب» و«رحلة العذاب» و«دنيا المهابيل» ومسلسل «الدكتور» و«قاصد خير» و«سوق المقاصيص» وغيرها من الأعمال.
وكانت الفنانة الراحلة تتمتع بموهبة كبيرة، تمكنها من أن تقنع المتلقي بأبعاد الشخصية التي تؤديها، مثل دورها في مسلسل «على الدنيا السلام»، حيث أجادت دور المرأة المتسلطة، وهذا العمل للذكر وليس للحصر.
تزوجت الفنانة الراحلة من الفنان الكبير جاسم النبهان، وكانت ترى أن زواج الفنان من الفنانة هو تطور لمستواهما معا، حيث كل طرف يستشير الآخر في أعماله.
ورحلت الفنانة طيبة الفرج في السابع من شهر فبراير عام 2002بعد معاناة كبيرة مع المرض لتنهي بذلك عطاء فنيا استمر 37 عاما ، ورغم رحيلها إلا أنها تركت للناس مجموعة من الأعمال الفنية الخالدة، وذكرى طيبة لمن عرفها عن قرب.زاوية نسلط الضوء فيها على رموز الفن المحلي والخليجي والعربي