دمشق ـ هدى العبود
اعتادت «الأنباء» ان تتواجد في أماكن التصوير، بانتظار موعد محدد أو ربما نستطيع أن نسترق بعض الوقت من الفنان الذي يعمل دون كلل أو ملل، الجميع يكون متأهبا ويحاول ألا يؤخر الكاست لأن أجواء العمل في اغلب الأحيان تكون قريبة من أماكن التوتر الذي تعيشه سورية، لكننا اليوم التقينا الفنانة روبين عيسى، التي يطلق عليها بين زملائها والمخرجين أنها وريثة سعاد حسني التي تعود بأصولها إلى أب سوري.
وقد حاولنا الاستفسار عن إطلاق مثل هذا اللقب على الفنانة التي تعطي المسرح قلبا لا يكل ولا يمل، كما وقفت بكل قوتها لتثبت أنها فنانة درامية وسينمائية ترفع لها القبعة، وبحق انها نجمة شاملة وناقشناها في امور كثيرة، ومنها دورها في مسلسل «أيام لا تنسى» الذي يصور حاليا، وأعمالها السينمائية والمسرحية والدرامية لعام 2016.
فإلى التفاصيل:
مسلسل «أيام لا تنسى» جديد روبين لشهر رمضان المبارك.. ماذا عن دورك فيه؟
٭ أجسد شخصية نورا، امرأة ريفية معذبة فقيرة، تقع ضحية حب، وتعيش في كوخ يفتقر إلى أدنى درجات الحياة الكريمة، ومن هنا تبدأ المعاناة في كيفية البحث عن العمل ضمن مجتمع لا يرحم، فهي لا تعيش وحيدة، وهناك طفلة صغيرة بحاجة لمقومات الحياة من بيت ومسكن وغذاء ودواء، علما ان الأب رجل ميسور الحال لكنه تركنا وذهب لمصير مجهول مخيف لا يرحم، وأدعو مشاهدي شهر رمضان الى أن يكونوا على موعد مع المسلسل لأنه مسلسل يناقش القضايا التي نعيشها بتفاصيل غاية في الأهمية.
هل العمل موثق تاريخيا؟
٭ الكاتبة وثقت أن الأحداث جرت ما بين عام 1990 و2016، «باختصار» العمل عبارة عن ميلودراما اجتماعية، أرخت بظلالها على أحداث لا يتقبلها المجتمع الشرقي.
ماذا تقصدين أن الوقائع لا يتقبلها المجتمع الشرقي؟
٭ نعم لا يتقبلها المجتمع العربي بشكل عام، لأنها تتنافى مع العادات والتقاليد التي تربينا عليها، وأقصد هنا أن الفتاة مريم التي تدفع ثمنا لا ذنب لها فيه، كونها ابنة غير شرعية، ألم أقل ان المسلسل يحكي عن الانكسارات، وقصص الحب والفرح المسروق، من خلال دراما مشوقة، وتفاصيل أحداث خاصة بكل فنان ضمن العمل، ومن خلال المشاهدة تكتمل الصورة والحكاية أمام المشاهد، ومن ثم يأتي دور الناقد والصحف وآراء علينا أن نكون ديموقراطيين أثناء مناقشتها.
ماذا يعني للفنانة روبين عيسى أن تقف أمام النجم الفنان أيمن زيدان بمسلسل «أيام لا تنسى» وأنت خريجة آخر دفعة من المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق؟
٭ يعني لي الكثير، أن أكون أمام هذا العملاق الفني، الذي رعى العديد من الفنانين وأوصلهم للقمة، انه معلم محترف محب للكاست الذي يعمل معه، يعمل جاهدا لأن يأخذ كل ما بداخل الفنان من عطاء، كما أنني سعيدة أن أكون ضمن هذا العدد من الكبار فنيا على رأسهم النجمة سوزان نجم الدين، ديمة قندلفت، وائل رمضان، صباح جزائري، زهير عبدالكريم، رضوان عقيلي وآخرون.
أين تجد روبين عيسى نفسها، في السينما أم المسرح أم الدراما التلفزيونية، خاصة انك انتهيت مؤخرا من تصوير فيلمين سينمائيين «الأب» و«تساقط»؟
٭ فيلم «الأب» يمثل واقع المجتمع السوري، وبعض الدول العربية التي تعاني من وجود التنظيمات الإرهابية «داعش والنصرة» وأجسد دور «وفاء» زوجة الفنان أيمن زيدان بالعمل، نعيش ضمن قرية محاصرة من داعش ويعاني أهلها الويلات من التعذيب والموت، لذلك كانت كل الأسر تحاول ألا تقع في براثن هذا الوباء الذي حل على المجتمع السوري، ومن المعروف أن الفيلم يعتبر استكمالا لسلسلة أفلام عبرت عن الإنسان السوري وآلامه، والمغزى من الفيلم ليس سياسيا بالمطلق بل إنساني، وأي حضور للجانب العسكري هو تجسيد الواقع كما هو دون أي رتوش كما انه خدمة للفكرة، لأنه يستحيل أن تفصل بين الوضع الميداني اليوم والوضع الإنساني، واخترنا مدينة طرطوس للتصوير نظرا للأمن والأمان الذي تتمتع به هذه المحافظة الساحلية الجميلة، وأحداثه أرخت ماذا جرى بسورية عام 2015، والفيلم من إخراج باسل الخطيب وإنتاج المؤسسة العامة للسينما السورية، وحاليا أصبح الفيلم جاهزا للعرض، وسيعرض قريبا في دور السينما السورية بكل المحافظات السورية، كما انتهيت مؤخرا من تصوير فيلم «تساقط».
وماذا عن «بقعة ضوء»؟
٭ أصور حاليا لوحات منه مع المخرج سيف الشيخ نجيب، عبارة عن لوحات متنوعة، تحكي عن الواقع الذي نعيشه في سورية من خلال كوميديا ساخرة.
تناهى إلى مسامعنا أن روبين عيسى وقعت مؤخرا عقدا مع شركة «ميسلون» بعد أن انتهى الخلاف بين شركتي «ميسلون» للملا و«قبنض» على تصوير الجزأين الثامن والتاسع من مسلسل «باب الحارة» الشهير.. ماذا عن دورك؟
٭ فعلا وقعت العقد مع شركة «ميسلون» لصاحبها المخرج بسام الملا على أن أكون ضمن الجزء الثامن، وسألعب دور «دلال» ابنة أبوعصام زعيم الحارة، والفنانة التي كانت تلعب الدور هي الفنانة «أناهيد فياض» ومن خلال الدور أكون زوجة «سمعو» خادم الجامع المتدين، ونظرا للاختلاف بين طباعنا طلبت الطلاق، باختصار هناك تحول بالشخصية بشكل واضح، واقصد أنني تحولت من امرأة تعيش ضمن مجتمع محافظ، إلى امرأة تطلب العلم والثقافة، ويقف بجانبي والدي الفنان عباس النوري، أنا شخصيا أحببت الدور وسنبدأ التصوير بحارات دمشق القديمة.
ماذا عن دورك بثلاثية «مدرسة الحب» مع المخرج صفوان نعمو؟
٭ جسدت دور فتاة تدرس بكلية الفنون الجميلة بدمشق وأكون الشاهدة الوحيدة على كل ما يدور مع صديقتي «الفنانة هيا مرعشلي» وأستاذنا بالجامعة «الفنان غسان مسعود»، وأكون الصديقة الصدوقة الناصحة لها، ولن أكمل انتظرونا من خلال شهر رمضان شهر الخير والبركة من خلال كل الأعمال التي جسدتها، ومن خلال «الأنباء» آمل أن أكون ضيفة مرحبا بها سينمائيا وتلفزيونيا ومسرحيا.
ختاما.. أين أنت من المسرح؟
٭ أنا لا أتنكر للمسرح بل أنا العاشقة ويجمعنا حب ووله، ولا أفضل استبدال روحانية الخشبة بأضواء الكاميرا، والمسرح هو الأستاذ الأوحد الذي يعلمنا امتلاك المعرفة الأساسية للعمل في الدراما التلفزيونية والسينمائية.